فی صیف عام 1946، وفی الغرفة رقم 7 مکرر، کنت قد وصلت قادماً من مکان قصیّ وقد أهلک البرد والجوع رئتی، بعد أن رحت أتنقل من محطة إلی أخری، قابضاً بأصابعی علی الید الحدیدیة لصندوق عسکری، نعشٍ صغیرٍ من خشب التنوب للعشرین سنة الأخیرة من حیاتی ذات الأقدام المتآکلة. هنا فی مشفی «روکّا» کان الأمر قد صار حقاً لعبة: إما الموت أو الخلاص. لم تک بصحبتی حقائب أخری، ولم یکن بالصندوق شیء ذو أهمیة: مجرد حفنة من الذکریات الجافة، ومسدّس فارغ بین کتابین، وخطابات امرأة مر علیها الزمان
في صيف عام 1946، وفي الغرفة رقم 7 مكرر، كنت قد وصلت قادماً من مكان قصيّ وقد أهلك البرد والجوع رئتي، بعد أن رحت أتنقل من محطة إلى أخرى، قابضاً بأصابعي على اليد الحديدية لصندوق عسكري، نعشٍ صغيرٍ من خشب التنوب للعشرين سنة الأخيرة من حياتي ذات الأقدام المتآكلة. هنا في مشفى «روكّا» كان الأمر قد صار حقاً لعبة: إما الموت أو الخلاص. لم تك بصحبتي حقائب أخرى، ولم يكن بالصندوق شيء ذو أهمية: مجرد حفنة من الذكريات الجافة، ومسدّس فارغ بين كتابين، وخطابات امرأة مر عليها الزمان