قلت عنه انه صاحب قلب شاب رفرف علی جلساتنا کما یرفرف الطایر الجسور الباحث عن محط ریح فی عالم فقد راحته.. وقالوا لی انه عندما قرا کلمتی عنه فی المجله هز راسه بامتنان واسی.. وقد فهمت علی الفور ما هو سر الامتنان.. وما هو سبب الاسی.. فالرجل الذی یلج الشیخوخه کثیرا ما یسعده القول بانه ما زال یقتنی قلبا شابا ویداخله الامتنان لهذا الوصف.. ولکنه عندما یقف فی مواجهه نفسه بالصراحه الخالیه من التجمل واسباغ الاوصاف المریحه یتذکر فی اسی ان قلبه – ذلک الشاب کما یقولون – ما حاز هذا الثناء الا تلطیفا لواقع عمره الالیم .. وهنا یتذکر کیف مر به عمره هکذا سریعا، وانساب من بین اصابعه کما تنساب الرمال الناعمه .. ثم یعاود النظر الی ما بین یدیه من حصاد ویکتشف انه لا یکاد یری الا هشیما یقلبه بین کفیه .. ثم یتساءل: کیف یری الآخرون حصادی؟
قلت عنه إنه صاحب قلب شاب رفرف على جلساتنا كما يرفرف الطائر الجسور الباحث عن محط ريح في عالم فقد راحته.. وقالوا لي إنه عندما قرأ كلمتي عنه في المجلة هز رأسه بامتنان وأسى.. وقد فهمت على الفور ما هو سر الامتنان.. وما هو سبب الأسى.. فالرجل الذي يلج الشيخوخة كثيرا ما يسعده القول بأنه ما زال يقتني قلبا شابا ويداخله الامتنان لهذا الوصف.. ولكنه عندما يقف في مواجهة نفسه بالصراحة الخالية من التجمل وإسباغ الأوصاف المريحة يتذكر في أسى أن قلبه – ذلك الشاب كما يقولون – ما حاز هذا الثناء إلا تلطيفا لواقع عمره الأليم .. وهنا يتذكر كيف مر به عمره هكذا سريعا، وانساب من بين أصابعه كما تنساب الرمال الناعمة .. ثم يعاود النظر إلى ما بين يديه من حصاد ويكتشف أنه لا يكاد يرى إلا هشيما يقلبه بين كفيه .. ثم يتساءل: كيف يرى الآخرون حصادي؟