اثبتت المعارک اللبنانیه/الفلسطینیه واللبنانیه/اللبنانیه المختلفه منذ سنه 1975 حتی 1990 ان الذین اداروها کانوا مجرد متعهدی حروب، یاتمرون باوامر خارجیه ویعملون لمصالح اجندات اجنبیه، لکن العقلیه اللبنانیه جعلت منهم زعماءً، لانهم فی الواقع یملکون مفاتیح کل شیء بدءاً من تجییش الشارع الی الخراب مرورا بالتجاره حتی التعیین فی الوظایف. المسافه الزمنیه منذ سنه 1990، وهی رسمیاً نهایه معارک لبنان الاهلیه حتی الیوم، توکد ان کل نتایجها کانت مزیداً من الموت والاعاقات الجسدیه، وتقهقر العقلیه اللبنانیه المنفتحه، وانغلاق لبنان نفسه وتشرذمه، وتعاظم لامبالاه المواطن، وتحوّل بعض اعضاء الحکومه والبرلمان الی نواب او مندوبین سامیین لحکومات دول اجنبیه تحکم لبنان. کان ظهور البطل قُبیل او اثناء جمیع المعارک اللبنانیه یعنی المزید من الخراب والتهجیر الداخلی والهجره الخارجیه والاحقاد والانقسامات المذهبیه، رغم تسویقه والرهان علیه مِن طایفته علی انه الحل، والمُخلّص الذی یعرف ما لا یعرفه غیره، بل احیانا له سطوه علی الموت، لدرجه ان باقه ورد منه او طلب استغفار علی شهید من جماعته، لابد ان یفتح ابواب الجنه للفقید حتی لو کان هو قاتله! مجرد ظروف! حدثت کثیرا فی لبنان! لم یتعلم اللبنانیون ابدا، وتوالت فصول المعارک وظهور ابطالها المذهبیین، حتی ظهر بطل هتف معظم اللبنانیین ولیس طایفته فقط له مراراً: سر علی اجسادنا وجثامیننا لکن خلِصّنا. روایه بنادق صغیره دارت احداثها فی هذه المرحله، وروت کیف عاش المواطنون العادیون فیها فی المناطق التی کان یُقال عنها الشرقیه، واظهرت بعض بطولاتهم فی مواجهه الموت او الاسْر، کما ارشفت بعض الاهازیج التی رددها اللبنانیون قبلها، تحیه لذاک الحزب او ذلک الزعیم، ووصف المولف الامور بحیادیه ولم یُنطق شخصیات الروایه بما یرید ان یقول، بل جعلهم هم یقولون ما یریدون او کتب ما قالوا فعلا. فی الفتره التی دارت فیها احداث وتفاصیل روایه بنادق صغیره لم یعش الناس حیاتهم بشکل طبیعی، لکن ذلک لم یمنعهم من الحب، تحت اهوال قذایف وحرایق ودمار هذه الفتره التی وصل فیها استعمال السلاح داخل بیروت والضیَع الی مدفعیه الحروب الثقیله وراجمات الصواریخ، وسیطرت الکوابیس علی الناس فی الحیاه والنوم. رغم عنوان الروایه الا انها قصه من ارق رومانسیات الادب العربی، لکنها کانت تحت رحمه شظایا هذه المرحله والخوف علی المصیر والباب الازلی الذی یعبره معظم اللبنانیین، ولم یستطع ان یوصده ای بطل. قد تبدو صوره غلاف بنادق صغیره غیر منسجمه العناصر ولا تتفق مع مضمون الروایه، لکن قراءه المقدمه التی کتبها الروایی وربطها بالروایه، ستحل هذا التناقض فی اللوحه التی رسمها الفنان التشکیلی اللبنانی الراحل هنری خوری (1934-1999) من وحی الاستماع لمولفها.
أثبتت المعارك اللبنانية/الفلسطينية واللبنانية/اللبنانية المختلفة منذ سنة 1975 حتى 1990 أن الذين أداروها كانوا مجرد متعهدي حروب، يأتمرون بأوامر خارجية ويعملون لمصالح أجندات أجنبية، لكن العقلية اللبنانية جعلت منهم زعماءً، لأنهم في الواقع يملكون مفاتيح كل شيء بدءاً من تجييش الشارع إلى الخراب مرورا بالتجارة حتى التعيين في الوظائف. المسافة الزمنية منذ سنة 1990، وهي رسمياً نهاية معارك لبنان الأهلية حتى اليوم، تؤكد أن كل نتائجها كانت مزيداً من الموت والإعاقات الجسدية، وتقهقر العقلية اللبنانية المنفتحة، وانغلاق لبنان نفسه وتشرذمه، وتعاظم لامبالاة المواطن، وتحوّل بعض أعضاء الحكومة والبرلمان إلي نواب أو مندوبين ساميين لحكومات دول أجنبية تحكم لبنان. كان ظهور البطل قُبيل أو أثناء جميع المعارك اللبنانية يعني المزيد من الخراب والتهجير الداخلي والهجرة الخارجية والاحقاد والانقسامات المذهبية، رغم تسويقه والرهان عليه مِن طائفته على أنه الحل، والمُخلّص الذي يعرف ما لا يعرفه غيره، بل أحيانا له سطوة على الموت، لدرجة أن باقة ورد منه أو طلب استغفار على شهيد من جماعته، لابد أن يفتح أبواب الجنة للفقيد حتى لو كان هو قاتله! مجرد ظروف! حدثت كثيرا في لبنان! لم يتعلم اللبنانيون ابدا، وتوالت فصول المعارك وظهور ابطالها المذهبيين، حتى ظهر بطل هتف معظم اللبنانيين وليس طائفته فقط له مراراً: سر على أجسادنا وجثاميننا لكن خلِصّنا. رواية بنادق صغيرة دارت أحداثها في هذه المرحلة، وروت كيف عاش المواطنون العاديون فيها في المناطق التي كان يُقال عنها الشرقية، وأظهرت بعض بطولاتهم في مواجهة الموت أو الأسْر، كما أرشفت بعض الاهازيج التي رددها اللبنانيون قبلها، تحية لذاك الحزب أو ذلك الزعيم، ووصف المؤلف الأمور بحيادية ولم يُنطق شخصيات الرواية بما يريد أن يقول، بل جعلهم هم يقولون ما يريدون أو كتب ما قالوا فعلا. في الفترة التي دارت فيها أحداث وتفاصيل رواية بنادق صغيرة لم يعش الناس حياتهم بشكل طبيعي، لكن ذلك لم يمنعهم من الحب، تحت أهوال قذائف وحرائق ودمار هذه الفترة التي وصل فيها استعمال السلاح داخل بيروت والضيَع إلى مدفعية الحروب الثقيلة وراجمات الصواريخ، وسيطرت الكوابيس على الناس في الحياة والنوم. رغم عنوان الرواية إلا أنها قصة من أرق رومانسيات الادب العربي، لكنها كانت تحت رحمة شظايا هذه المرحلة والخوف على المصير والباب الأزلي الذي يعبره معظم اللبنانيين، ولم يستطع أن يوصده أي بطل. قد تبدو صورة غلاف بنادق صغيرة غير منسجمة العناصر ولا تتفق مع مضمون الرواية، لكن قراءة المقدمة التي كتبها الروائي وربطها بالرواية، ستحل هذا التناقض في اللوحة التي رسمها الفنان التشكيلي اللبناني الراحل هنري خوري (1934-1999) من وحي الاستماع لمؤلفها.