کل من یعتقد ان الاسلام والمسلمین هما شیء واحد، ومن یظن ان الجماعات الاسلامیه تمثل الاسلام، ومن یعتبر نقد الخطاب الدینی، او نقد الجماعات الدینیه هو نقد للاسلام نفسه.. وکل من نصّب نفسه حارسا علی الاسلام، وناطقا باسم الله سبحانه، ومن یظن انه یمتلک الحقیقه المطلقه، ومن یعطی نفسه حق تکفیر الآخرین.. وکل من یخشی النقد، ومن استراح لمعتقداته، ومن یتجنب التفکیر، وتستهویه الیقینیات والمسلمّات، ویرفض التشکیک، ویخشی طرح الاسیله.. ومن یظن ان علماء المسلمین معصومون عن الخطا، وقدیسون، ومن یعتقد ان التراث والتاریخ الاسلامی مقدس، ولا تجوز مراجعته..وکل من یتشنج عند قراءه ای نقد للتجربه الاسلامیه، ومن یتعصب لفکره، ویتشدد فی تمسکه بما ورثه عن مجتمعه من معتقدات، وینظر الی ذاته وجماعته بنرجسیه، ومن یرفض الآخر لمجرد الاختلاف معه.. وکل من یعتقد ان طایفته هی الفرقه الناجیه، وان حزبه یمثل صحیح الاسلام، وان زعیمه قال الحقیقه النهاییه..وکل من اعتاد علی القراءه الانتقاییه والمجتزاه، واعتماد انصاف الحقایق، وانتزاع النص من سیاقه، وتحمیل النص ما لا یحتمله، وتقویله ما لم یقله، او تحریفه.. وکل من یتسرع باطلاق الاحکام، وتستهویه عملیه تصنیف الناس، ویقرا ما هو مخزن فی ذاکرته فقط، وباحکام مسبقه، ونظره احادیه مغلقه..وکل من یرفض النقد الصریح والشجاع، ولا یراه الاسلوب الامثل للتصویب والتقویم والمراجعه، ومن یعتبر ان کل من نقَدَ التجربه الاسلامیه اما مستشرق، او عمیل، او کافر، او مُضَلل.. اولیک جمیعا، انصحهم بعدم قراءه هذا الکتاب.. لانه لن یعجبهم، وربما سیحکمون علیه بالهرطقه، والخروج عن ثوابت الدین، والتهجم علی الاسلام.. والتجرو علی المقدس.. واذا کانت الاعمال بالنیات، ولا یعلم سرایر الانفس الا خالقها؛ فان کل قصدی من هذا الکتاب هو طرح الاسیله المحیره، والتفکیر بعقلیه نقدیه، للوقوف عند ممارسات الجماعات الاسلامیه، لتشخیص مکامن الخلل، وتصویب الاخطاء، والاستفاده من التجارب، وتنقیه تراثنا مما علق علیه من شوایب، وکشف زیف الجماعات السیاسیه والمسلحه المتسربله بالدین، والتی اول ما اساءت اساءت للاسلام نفسه.. وبالتالی، فان فی هذا العمل دفاعا عن الاسلام الصحیح، وابراز لوجهه الحضاری الانسانی السمح..اما الترهیب الذی اتبعه رجال الدین تاریخیا، والذی فی ظاهره البراءه، والزعم انه ترهیب من عقاب الله لمن یخرج عن طاعته، فی جوهره الحقیقی هو ترهیب من رجال الدین انفسهم؛ ای ترهیب من الموسسه الدینیه الحاکمه، التی تستخدم سوط الله لجلد من یخرج عن سلطتها، ومن یفکر بالاعتراض، ومن ینقب فی التاریخ، ثم تستخدم من آمن بها واتبعها لترهیب بقیه المجتمع، واخضاعه لسلطانها. لذلک، فان هولاء لا یقدمون الدین بصورته النقیه، ولا یعرفون الله: الرحمن، الرحیم، الغفور، الودود، السلام، المحب لعباده، بل یعرفون الها آخر: المنتقم، الذی یعذب من استجاب لضعفه الانسانی، ویحرق من فکر خارج الاطار المحدد له.. هذا الکتاب، یتعامل مع التراث الاسلامی بوصفه تجربه تاریخیه، صاغها آدمیون من لحم ودم، وکل ممارساتهم کانت ممارسات بشریه، وافکارهم وتصوراتهم عن الاسلام، وتاویلهم للقرآن، وفهمهم الخاص للدین.. انما هی ایدیولوجیه بشریه.. بدلیل تعدد نماذجها وتجلیاتها، وبالتالی کل ما له صله بهذا التراث یحتمل الصواب والخطا، وقابل للاخذ والعطاء، ویحتمل النقاش.. وهذا المستوی الذی اناقشه یختلف کلیا عن الاسلام (الدین والعقیده والرساله).. التی لم اتطرق الیها.. لذلک، کل ما ارجوه ان یُقرا هذا الکتاب بعنایه، دون احکام مسبقه، والا یتم تحمیله ما لا یحتمل، او تقویله ما لم یقل.. حتی لو شکّل صدمه، لمن یطلع لاول مره علی هذا النمط من القراءه النقدیه.. مع التاکید علی انه مجرد رای واجتهاد شخصی، یحتمل الخطا والصواب..
كل من يعتقد أن الإسلام والمسلمين هما شيء واحد، ومن يظن أن الجماعات الإسلامية تمثل الإسلام، ومن يعتبر نقد الخطاب الديني، أو نقد الجماعات الدينية هو نقد للإسلام نفسه.. وكل من نصّب نفسه حارسا على الإسلام، وناطقا باسم الله سبحانه، ومن يظن أنه يمتلك الحقيقة المطلقة، ومن يعطي نفسه حق تكفير الآخرين.. وكل من يخشى النقد، ومن استراح لمعتقداته، ومن يتجنب التفكير، وتستهويه اليقينيات والمسلمّات، ويرفض التشكيك، ويخشى طرح الأسئلة.. ومن يظن أن علماء المسلمين معصومون عن الخطأ، وقديسون، ومن يعتقد أن التراث والتاريخ الإسلامي مقدس، ولا تجوز مراجعته..وكل من يتشنج عند قراءة أي نقد للتجربة الإسلامية، ومن يتعصب لفكره، ويتشدد في تمسكه بما ورثه عن مجتمعه من معتقدات، وينظر إلى ذاته وجماعته بنرجسية، ومن يرفض الآخر لمجرد الاختلاف معه.. وكل من يعتقد أن طائفته هي الفرقة الناجية، وأن حزبه يمثل صحيح الإسلام، وأن زعيمه قال الحقيقة النهائية..وكل من اعتاد على القراءة الانتقائية والمجتزأة، واعتماد أنصاف الحقائق، وانتزاع النص من سياقه، وتحميل النص ما لا يحتمله، وتقويله ما لم يقله، أو تحريفه.. وكل من يتسرع بإطلاق الأحكام، وتستهويه عملية تصنيف الناس، ويقرأ ما هو مخزن في ذاكرته فقط، وبأحكام مسبقة، ونظرة أحادية مغلقة..وكل من يرفض النقد الصريح والشجاع، ولا يراه الأسلوب الأمثل للتصويب والتقويم والمراجعة، ومن يعتبر أن كل من نقَدَ التجربة الإسلامية إما مستشرق، أو عميل، أو كافر، أو مُضَلل.. أولئك جميعا، أنصحهم بعدم قراءة هذا الكتاب.. لأنه لن يعجبهم، وربما سيحكمون عليه بالهرطقة، والخروج عن ثوابت الدين، والتهجم على الإسلام.. والتجرؤ على المقدس.. وإذا كانت الأعمال بالنيات، ولا يعلم سرائر الأنفس إلا خالقها؛ فإن كل قصدي من هذا الكتاب هو طرح الأسئلة المحيرة، والتفكير بعقلية نقدية، للوقوف عند ممارسات الجماعات الإسلامية، لتشخيص مكامن الخلل، وتصويب الأخطاء، والاستفادة من التجارب، وتنقية تراثنا مما علق عليه من شوائب، وكشف زيف الجماعات السياسية والمسلحة المتسربلة بالدين، والتي أول ما أساءت أساءت للإسلام نفسه.. وبالتالي، فإن في هذا العمل دفاعا عن الإسلام الصحيح، وإبراز لوجهه الحضاري الإنساني السمح..أما الترهيب الذي اتبعه رجال الدين تاريخيا، والذي في ظاهره البراءة، والزعم أنه ترهيب من عقاب الله لمن يخرج عن طاعته، في جوهره الحقيقي هو ترهيب من رجال الدين أنفسهم؛ أي ترهيب من المؤسسة الدينية الحاكمة، التي تستخدم سوط الله لجلد من يخرج عن سلطتها، ومن يفكر بالاعتراض، ومن ينقب في التاريخ، ثم تستخدم من آمن بها واتبعها لترهيب بقية المجتمع، وإخضاعه لسلطانها. لذلك، فإن هؤلاء لا يقدمون الدين بصورته النقية، ولا يعرفون الله: الرحمن، الرحيم، الغفور، الودود، السلام، المحب لعباده، بل يعرفون إلها آخر: المنتقم، الذي يعذب من استجاب لضعفة الإنساني، ويحرق من فكر خارج الإطار المحدد له.. هذا الكتاب، يتعامل مع التراث الإسلامي بوصفه تجربة تاريخية، صاغها آدميون من لحم ودم، وكل ممارساتهم كانت ممارسات بشرية، وأفكارهم وتصوراتهم عن الإسلام، وتأويلهم للقرآن، وفهمهم الخاص للدين.. إنما هي أيديولوجية بشرية.. بدليل تعدد نماذجها وتجلياتها، وبالتالي كل ما له صلة بهذا التراث يحتمل الصواب والخطأ، وقابل للأخذ والعطاء، ويحتمل النقاش.. وهذا المستوى الذي أناقشه يختلف كليا عن الإسلام (الدين والعقيدة والرسالة).. التي لم أتطرق إليها.. لذلك، كل ما أرجوه أن يُقرأ هذا الكتاب بعناية، دون أحكام مسبقة، وألا يتم تحميله ما لا يحتمل، أو تقويله ما لم يقل.. حتى لو شكّل صدمة، لمن يطلع لأول مرة على هذا النمط من القراءة النقدية.. مع التأكيد على أنه مجرد رأي واجتهاد شخصي، يحتمل الخطأ والصواب..