کتاب (مخارج المتّقین) من تالیف الشیخ (برهان الدین القاضی)، کشف فیه المولّف عن خمسه مخارج، تضمن لسالکیها الخروج من ضیق الاختلاف الی سعه (الایتلاف)، بشرط واحد هو (التقوی)، فمن لم یکن من المتّقین، فانّه لن یستطیع الخروج من ضیق الاختلاف؛ لانّ التقوی هی المفتاح الوحید لابواب المخارج الخمسه، ومن لا یمتلک المفتاح، فلن یستطیع فتح تلک الابواب للخروج.والمخارج الخمسه هی: 1- الاعتصام: هو الاعتصام بحبل الله تعالی، وهو حبل (الحقایق الاسلامیّه). فاذا وجد المتّقون اختلافًا فی نسبه بعض الامور الی (الاسلام)، فعلیهم الاعتصام بالصوره التالیفیّه الاتّفاقیّه، فانّها اکبر مصداق للحقایق الاسلامیّه، وهی صوره تالیفیّه ثابته، ثبوتًا قطعیًّا، وموافقه للصوره التنزیلیّه، موافقهً قطعیّهً2- الاقتصار: هو ان یقتصر المتّقون، فی مقام المباحث التالیفیّه الاختلافیّه، علی ما یکون ذا ثـمـار عملیّه؛ فاذا وجدوا اختلافًا، فی بعض المباحث التالیفیّه، وجب التحقّق، من الثمار الـمجنیّه منها، قبل الدخول فیها. فاذا کانت الثمار الـمجنیّه - من المباحث الاختلافیّه - نظریّهً خالصهً، لیس من ورایها ایّ ثمره عملیّه؛ فانّ الواجب علیهم الاعراض عن الخوض فیها؛ لانّ الغایه من البحث الاختلافیّ، هی الوصول الی الحقیقه المثمره، التی من شانها ان تدعو الانسان الی العمل الصالح.3- الاحتیاط: هو ان یحتاط المتّقون فی العمل، ابتغاء مرضاه الله، واتّقاء غضبه، فلا یتّکلوا علی بعض الآراء الاختلافیّه، بل علیهم ان یختاروا العمل بما هو اسلم وابعد عن مخالفه الشرع، ولو کانت المخالفه محتملهً احتمالًا.4- الاعتبار: هو ان یعتبر المتّقون بما وقع لغیرهم، من آثار التفرّق، قدیمًا، وحدیثًا، ولا سیّما حین یودّی التفرّق الی الاقتتال. 5- الاعتراف: هو ان یعترف المتّقون باخطایهم، حین یخطیون، اعتقادًا، او عملًا؛ وان یعترفوا بالحقّ الذی علیه مخالفوهم، اعتقادًا، او عملًا؛ وان یعترف الجاهل منهم بجهله، حین یجهل حقیقه ما، ولا تاخذه العزّه بالاثم، فیانف من الاعتراف؛ وان یعترف بانّ مخالفیه معذورون، حین یستحقّون العذر، فلا یسارع الی التکفیر والتفسیق والتبدیع.
كتاب (مخارج المتّقين) من تأليف الشيخ (برهان الدين القاضي)، كشف فيه المؤلّف عن خمسة مخارج، تضمن لسالكيها الخروج من ضيق الاختلاف إلى سعة (الائتلاف)، بشرط واحد هو (التقوى)، فمن لم يكن من المتّقين، فإنّه لن يستطيع الخروج من ضيق الاختلاف؛ لأنّ التقوى هي المفتاح الوحيد لأبواب المخارج الخمسة، ومن لا يمتلك المفتاح، فلن يستطيع فتح تلك الأبواب للخروج.والمخارج الخمسة هي: 1- الاعتصام: هو الاعتصام بحبل الله تعالى، وهو حبل (الحقائق الإسلاميّة). فإذا وجد المتّقون اختلافًا في نسبة بعض الأمور إلى (الإسلام)، فعليهم الاعتصام بالصورة التأليفيّة الاتّفاقيّة، فإنّها أكبر مصداق للحقائق الإسلاميّة، وهي صورة تأليفيّة ثابتة، ثبوتًا قطعيًّا، وموافقة للصورة التنزيليّة، موافقةً قطعيّةً2- الاقتصار: هو أن يقتصر المتّقون، في مقام المباحث التأليفيّة الاختلافيّة، على ما يكون ذا ثـمـار عمليّة؛ فإذا وجدوا اختلافًا، في بعض المباحث التأليفيّة، وجب التحقّق، من الثمار الـمجنيّة منها، قبل الدخول فيها. فإذا كانت الثمار الـمجنيّة - من المباحث الاختلافيّة - نظريّةً خالصةً، ليس من ورائها أيّ ثمرة عمليّة؛ فإنّ الواجب عليهم الإعراض عن الخوض فيها؛ لأنّ الغاية من البحث الاختلافيّ، هي الوصول إلى الحقيقة المثمرة، التي من شأنها أن تدعو الإنسان إلى العمل الصالح.3- الاحتياط: هو أن يحتاط المتّقون في العمل، ابتغاء مرضاة الله، واتّقاء غضبه، فلا يتّكلوا على بعض الآراء الاختلافيّة، بل عليهم أن يختاروا العمل بما هو أسلم وأبعد عن مخالفة الشرع، ولو كانت المخالفة محتملةً احتمالًا.4- الاعتبار: هو أن يعتبر المتّقون بما وقع لغيرهم، من آثار التفرّق، قديمًا، وحديثًا، ولا سيّما حين يؤدّي التفرّق إلى الاقتتال. 5- الاعتراف: هو أن يعترف المتّقون بأخطائهم، حين يخطئون، اعتقادًا، أو عملًا؛ وأن يعترفوا بالحقّ الذي عليه مخالفوهم، اعتقادًا، أو عملًا؛ وأن يعترف الجاهل منهم بجهله، حين يجهل حقيقة ما، ولا تأخذه العزّة بالإثم، فيأنف من الاعتراف؛ وأن يعترف بأنّ مخالفيه معذورون، حين يستحقّون العذر، فلا يسارع إلى التكفير والتفسيق والتبديع.