تتبع الرخص بین الشرع والواقع : فان تتبع الرخص وزلات العلماء الشاذه من قبل بعض المفتین والمستفتین مساله قد تطایر شررها، وعظم خطرها، واتسعت رقعتها؛ حیث تطاول عموم الناس علی الفتیا، واصبحوا لا یتورعون عنها، ولا یستشعرون اهمیتها، وزاد فی الامر انتشار ظاهره المفتین فی الفضاییات والمواقع الالکترونیه الذین سعوا - برغبه او رهبه - کانهم الی نصب یوفضون فی نشر الفتاوی الشاذه، والرُّخص المخالفه، فتمکنوا من الرَّقبه، واقتحموا العقبه، فلبَّسوا علی الناس دینهم، حتی صار بعض المستفتین اذا نزلت به نازله واحتاج الی فتوی واراد التسهیل والترخص اتباعاً للهوی توجه الی احد هولاء المفتین، فافتاه بما یرید، واعطاه المزید! فیا للعجب جاءت الشریعه لتحکم اهواء الناس وتهذبها فصار الحاکم محکوماً والمحکوم حاکماً وانقلبت الموازین راساً علی عقب فصار هولاء الجهله یُحکِّمون اهواءهم فی مسایل الخلاف، فیاخذون اهون الاقوال وایسرها علی نفوسهم دون استناد الی دلیل معتبر. وفریق آخر من اهل الاهواء من بنی جلدتنا، یتکلمون بالسنتنا، ویکتبون فی صحفنا، افکارهم غریبه، وتوجهاتهم مخیفه، انبهروا بالحضاره الغربیه الکافره، وارادوا نقلها لنا بعُجَرِها وبُجَرِها، فحذوها حذو القذَّه بالقذَّه، فهجموا علی کل شیء فی الدین اصولاً وفروعاً، وتجروا علی العلم، وهجموا علی العلماء، فاهملوا اصولاً، واحدثوا فصولاً، وجاءوا بمنهج جدید فاظهروا الرُّخص وتتبعوا الشواذ؛ لنصره اهوایهم وتوجهاتهم، والله المستعان. فالواجب علی العلماء الصالحین، والولاه المصلحین، والدعاه الصادقین، الاخذ علی ایدی هولاء، والاحتساب فی مواجهتهم، معذرهً الی رب العالمین، ودفاعاً عن حیاض الشریعه، واقتداءً بهدی السلف الصالح فی ردهم علی المخالفین فی الاصول والفروع، وحفاظاً علی الامه من تحریف الغالین، وانتحال المبطلین، وتاویل الجاهلین؛ لکی لا تغرق السفینه، وتتغیر الموازین. وبعد؛ فاستشعاراً لاهمیه هذه المساله جاء هذا الکتاب فی هذا الزمن؛ یناقش هذه المساله ویبین حکمها، وآثارها، ویناقش واقعها، ویقدم مقترحات وتوصیات لمواجهتها، ولقد حکَّم هذا الکتیب ثله مبارکه من العلماء وطلبه العلم المختصین، فنسال الله ان یبارک فیه، وان یجعله خالصاً لوجهه الکریم.
تتبع الرخص بين الشرع والواقع : فإن تتبع الرخص وزلات العلماء الشاذة من قبل بعض المفتين والمستفتين مسألة قد تطاير شررها، وعظم خطرها، واتسعت رقعتها؛ حيث تطاول عموم الناس على الفتيا، وأصبحوا لا يتورعون عنها، ولا يستشعرون أهميتها، وزاد في الأمر انتشار ظاهرة المفتين في الفضائيات والمواقع الالكترونية الذين سعوا - برغبة أو رهبة - كأنهم إلى نصب يوفضون في نشر الفتاوى الشاذة، والرُّخص المخالفة، فتمكنوا من الرَّقبة، وأقتحموا العقبة، فلبَّسوا على الناس دينهم، حتى صار بعض المستفتين إذا نزلت به نازلة واحتاج إلى فتوى وأراد التسهيل والترخص اتباعاً للهوى توجه إلى أحد هؤلاء المفتين، فأفتاه بما يريد، وأعطاه المزيد! فيا للعجب جاءت الشريعة لتحكم أهواء الناس وتهذبها فصار الحاكم محكوماً والمحكوم حاكماً وانقلبت الموازين رأساً على عقب فصار هؤلاء الجهلة يُحكِّمون أهواءهم في مسائل الخلاف، فيأخذون أهون الأقوال وأيسرها على نفوسهم دون استناد إلى دليل معتبر. وفريق آخر من أهل الأهواء من بني جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا، ويكتبون في صحفنا، أفكارهم غريبة، وتوجهاتهم مخيفة، انبهروا بالحضارة الغربية الكافرة، وأرادوا نقلها لنا بعُجَرِها وبُجَرِها، فحذوها حذو القذَّة بالقذَّة، فهجموا على كل شيء في الدين أصولاً وفروعاً، وتجرؤا على العلم، وهجموا على العلماء، فأهملوا أصولاً، وأحدثوا فصولاً، وجاءوا بمنهج جديد فاظهروا الرُّخص وتتبعوا الشواذ؛ لنصرة أهوائهم وتوجهاتهم، والله المستعان. فالواجب على العلماء الصالحين، والولاة المصلحين، والدعاة الصادقين، الأخذ على أيدي هؤلاء، والاحتساب في مواجهتهم، معذرةً إلى رب العالمين، ودفاعاً عن حياض الشريعة، واقتداءً بهدي السلف الصالح في ردهم على المخالفين في الأصول والفروع، وحفاظاً على الأمة من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين؛ لكي لا تغرق السفينة، وتتغير الموازين. وبعد؛ فاستشعاراً لأهمية هذه المسألة جاء هذا الكتاب في هذا الزمن؛ يناقش هذه المسألة ويبين حكمها، وآثارها، ويناقش واقعها، ويقدم مقترحات وتوصيات لمواجهتها، ولقد حكَّم هذا الكتيب ثلة مباركة من العلماء وطلبة العلم المختصين، فنسأل الله أن يبارك فيه، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم.