الحمد لله ، والصلاه والسلام علی رسول الله ، اما بعد ،،، فمنذ عقود طویله مضت ، ومع بدایه قیام المُستشرقین بدراسه الاسلام وتحقیق کُتب التُراث القدیمه استعان العدید من هولاء المُستشرقین بروایات وآراء فقهیه وردت فی تلک الکُتب للطعن فی الاسلام والتشکیک فی ثوابته وحقایقه واصوله التی قام واُسس علیها. وعلی الرغم من تصدی العدید من عُلماء الاسلام ومُفکریه للرد علی تلک المزاعم والافتراءات الا ان ما سطره هولاء المُستشرقون اصبح مرجعًا لکل من اراد الطعن فی الاسلام ، والتشکیک فی ثوابته. وکان من الواجب علی المجامع الفقهیه الاسلامیه فی سایر البلاد وعلی راسها الازهر الشریف القیام بـحـصـر تـلـک الروایات والآراء الفقهیه من کُتب التُراث ، وعلی الاخص المشهور والمُتداول منها ، وتضمینها کتابًا یُفند تلک الآراء والروایات ، ویُبین مُخالفتها لاصول وقواعد الاسلام ، لیکون مرجعًا موثقًا لکل من اطلع علی طعن هولاء المُستشرقین ومن سار علی دربهم. وقد ادی تقصیر المجامع الفقهیه الاسلامیه فی هذا الامر الی عجز الکثیر من الشباب عن الرد عما یُثار ویُعرض علیهم فی کل وقت وحین علی مواقع التواصل الاجتماعی من نقد وتشکیک فی دین الاسلام. وقد هالنی ما سمعتُ من احد الاساتذه المُتخصصین فی جامعه الازهر الشریف حینما تعرض لهذا الموضوع ، فاذا به یوصی الشباب بعدم الاشتراک فی تلک المُناقشات علی اساس انهم غیر مُتخصصین فی العلوم الاسلامیه. انها وصیه تدعو الی الحسره والاسف علی ما آل الیه حالنا بعد ما کنا نتباهی باننا دین العلم والحُجه والاقناع بالعقل فاذا بنا نتهرب من مُناقشه الطاعنین والمُشککین فی دیننا. وفی هذه الایام تُثار الکثیر من الدعوات التی تُطالب بتجدید او تطویر الخطاب الدینی بما یتلاءم مع مُقتضیات العصر. بید ان الموسسات الدینیه فی مصر وغیرها من الدول الاسلامیه تابی ان تستجیب لتلک الدعوات ، وتُصر اصرارًا عجیبًا علی التمسک بکل ما ورد بکُتب التُراث ، بل لقد وصل الحال بالعدید من قیادات تلک الموسسات الی تقدیس تلک الکُتب ومولفیها ، وذلک باعتبار ان ای نقد لتلک الروایات والآراء سبیل لهدم الاسلام !!! وفی ظل هذا الجمود الرهیب شاع وانتشر بین الکثیر من الشباب ظاهره الالحاد !!! وذلک نظرًا لعدم وقوفهم علی ردود مُقنعه علی ما یُعرض علیهم من آراء وروایات وردت فی کُتب التُراث تُخالف العلم والعقل. وعلی الرغم من الجهود العظیمه للکثیر من علماینا الاجلاء فی بیان عدم صحـه العـدیـد من الروایـات والآراء الـفـقـهـیـه التـی وردت فـی کـُتب التُراث ، وعلی راسهم الامام العلامه الجلیل الشیخ / مُحمد عبده ـ رحمه الله علیه ـ ومن سار علی منهجه ، الا ان تلک الجهود احسبُ انها ذهبت ادراج الریاح فی ظل عدم جمعها فی کتاب موثق یکون مرجعًا لکل من اطلع علی ما یوجه من نقد وتشکیک فی الاسلام. وقد استندتُ فی هذا البحث الی الکثیر مما ذکره علماونا الاجلاء فی الرد علی ما ورد بکُتب التُراث من روایات وآراء فقهیه تُخالف منهج واصول وقواعد الاسلام. واخص بالذکر فضیله الامام الشیخ / مُحمد الغزالی ـ رحمه الله علیه ـ فی کتابه القیم ـ تُراثنا الفکری فی میزان الشرع والعقل ـ وکُتب قیمه اخری لفضیلته ، استندتُ الیها فی هذا البحث ، واری انه یجب تدرسیها فی مراحل التعلیم المُختلفه لتنشیه الشباب المُسلم علی المعرفه الصحیحه بحقایق الاسلام. وفضلاً عن ذلک فقد استندت التنظیمات والجماعات الارهابیه التی تدعی مرجعیتها للاسلام کذبًا وزورًا لما ورد بکُتب التُراث من روایات وآراء فقهیه فی ما یقومون به من عملیات ارهابیه لقتل الابریاء ، واستباحه الدماء. ومُنذ قلیل شاهدت فیلمًا مُصورًا لمن قام بعملیه تفجیر الکنیسه البُطرسیه بالقاهره یستعرض فیه العدید من النصوص والروایات التی یستند الیها تنظیم داعش الارهابی فی القیام بتلک العملیه الدنییه الخسیسه التی هزت ارکان مصر کلها مُنذ فتره قصیره. ومن الغریب والعجیب فی هذا الامر ما شاهدتُه فی احد البرامج الحواریه وتداولته اجهزه الاعلام بشان دراسه تعجیل اجراءات مُحاکمه هولاء الارهابیین ، حتی یکون ذلک رادعًا لمن یقومون بتلک العملیات. وقد غفل هولاء المُتحاورون عن ان من یقومون بتلک العملیات الارهابیه یُضحون بانفسهم فی سبیل مُعتقدات ثابته راسخه لدیهم !!! فهل سیردع من یُضحی بنفسه تقصیر او اطاله امد تلک المُحاکمات !!! ان السبیل الاهم والاولی فی هذا الامر هو مُحاربه تلک المُعتقدات الفاسده ببیان عدم صحه ما تستند الیه من روایات وآراء فقهیه ، ومُخالفتها لقواعد واصول الاسلام الحنیف. لذلک فقد قُمتُ بعمل هذا البحث المُختصر لتوثیق العدید من الروایات والآراء التی وردت فی کُتب التُراث المشهوره وبیان مُخالفتها لاصول الاسلام وقواعده. علی امل ان یکون هذا العمل نواه لعمل اکبر یتبناه الازهر الشریف لیکون مرجعًا موثقًا فی ایدی من یواجه ای من الدعوات الهدامه التی تبغی تشکیک المُسلمین فی دینهم ، وکذا المُعتقدات الفاسده التی تروج لها الجماعات والتنظیمات الارهابیه المُتطرفه وتستقطب وتُغرر بها الشباب.والله من وراء القصد وهو یهدی السبیل علی جمال الدین محمد جمال الدینامام وخطیب { سابق } بوزاره الاوقاف القاهره فی 28/2 /2017
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ،،، فمنذ عقود طويلة مضت ، ومع بداية قيام المُستشرقين بدراسة الإسلام وتحقيق كُتب التُراث القديمة استعان العديد من هؤلاء المُستشرقين بروايات وآراء فقهية وردت فى تلك الكُتب للطعن فى الإسلام والتشكيك فى ثوابته وحقائقه وأصوله التى قام وأُسس عليها. وعلى الرغم من تصدى العديد من عُلماء الإسلام ومُفكريه للرد على تلك المزاعم والافتراءات إلا أن ما سطره هؤلاء المُستشرقون أصبح مرجعًا لكل من أراد الطعن فى الإسلام ، والتشكيك فى ثوابته. وكان من الواجب على المجامع الفقهية الإسلامية فى سائر البلاد وعلى رأسها الأزهر الشريف القيام بـحـصـر تـلـك الروايات والآراء الفقهية من كُتب التُراث ، وعلى الأخص المشهور والمُتداول منها ، وتضمينها كتابًا يُفند تلك الآراء والروايات ، ويُبين مُخالفتها لأصول وقواعد الإسلام ، ليكون مرجعًا موثقًا لكل من اطلع على طعن هؤلاء المُستشرقين ومن سار على دربهم. وقد أدى تقصير المجامع الفقهية الإسلامية فى هذا الأمر إلى عجز الكثير من الشباب عن الرد عما يُثار ويُعرض عليهم فى كل وقت وحين على مواقع التواصل الاجتماعى من نقد وتشكيك فى دين الإسلام. وقد هالنى ما سمعتُ من أحد الأساتذة المُتخصصين فى جامعة الأزهر الشريف حينما تعرض لهذا الموضوع ، فإذا به يوصى الشباب بعدم الاشتراك فى تلك المُناقشات على أساس أنهم غير مُتخصصين فى العلوم الإسلامية. إنها وصية تدعو إلى الحسرة والأسف على ما آل إليه حالنا بعد ما كنا نتباهى بأننا دين العلم والحُجة والإقناع بالعقل فإذا بنا نتهرب من مُناقشة الطاعنين والمُشككين فى ديننا. وفى هذه الأيام تُثار الكثير من الدعوات التى تُطالب بتجديد أو تطوير الخطاب الدينى بما يتلاءم مع مُقتضيات العصر. بيد أن المؤسسات الدينية فى مصر وغيرها من الدول الإسلامية تأبى أن تستجيب لتلك الدعوات ، وتُصر إصرارًا عجيبًا على التمسك بكل ما ورد بكُتب التُراث ، بل لقد وصل الحال بالعديد من قيادات تلك المؤسسات إلى تقديس تلك الكُتب ومؤلفيها ، وذلك باعتبار أن أى نقد لتلك الروايات والآراء سبيل لهدم الإسلام !!! وفى ظل هذا الجمود الرهيب شاع وانتشر بين الكثير من الشباب ظاهرة الإلحاد !!! وذلك نظرًا لعدم وقوفهم على ردود مُقنعة على ما يُعرض عليهم من آراء وروايات وردت فى كُتب التُراث تُخالف العلم والعقل. وعلى الرغم من الجهود العظيمة للكثير من علمائنا الأجلاء فى بيان عدم صحـة العـديـد من الروايـات والآراء الـفـقـهـيـة التـى وردت فـى كـُتب التُراث ، وعلى رأسهم الإمام العلامة الجليل الشيخ / مُحمد عبده ـ رحمة الله عليه ـ ومن سار على منهجه ، إلا أن تلك الجهود أحسبُ أنها ذهبت أدراج الرياح فى ظل عدم جمعها فى كتاب موثق يكون مرجعًا لكل من اطلع على ما يوجه من نقد وتشكيك فى الإسلام. وقد استندتُ فى هذا البحث إلى الكثير مما ذكره علماؤنا الأجلاء فى الرد على ما ورد بكُتب التُراث من روايات وآراء فقهية تُخالف منهج وأصول وقواعد الإسلام. وأخص بالذكر فضيلة الإمام الشيخ / مُحمد الغزالى ـ رحمة الله عليه ـ فى كتابه القيم ـ تُراثنا الفكرى فى ميزان الشرع والعقل ـ وكُتب قيمة أخرى لفضيلته ، استندتُ إليها فى هذا البحث ، وأرى أنه يجب تدرسيها فى مراحل التعليم المُختلفة لتنشئة الشباب المُسلم على المعرفة الصحيحة بحقائق الإسلام. وفضلاً عن ذلك فقد استندت التنظيمات والجماعات الإرهابية التى تدعى مرجعيتها للإسلام كذبًا وزورًا لما ورد بكُتب التُراث من روايات وآراء فقهية فى ما يقومون به من عمليات إرهابية لقتل الأبرياء ، واستباحة الدماء. ومُنذ قليل شاهدت فيلمًا مُصورًا لمن قام بعملية تفجير الكنيسة البُطرسية بالقاهرة يستعرض فيه العديد من النصوص والروايات التى يستند إليها تنظيم داعش الإرهابى فى القيام بتلك العملية الدنيئة الخسيسة التى هزت أركان مصر كلها مُنذ فترة قصيرة. ومن الغريب والعجيب فى هذا الأمر ما شاهدتُه فى أحد البرامج الحوارية وتداولته أجهزة الإعلام بشأن دراسة تعجيل إجراءات مُحاكمة هؤلاء الإرهابيين ، حتى يكون ذلك رادعًا لمن يقومون بتلك العمليات. وقد غفل هؤلاء المُتحاورون عن أن من يقومون بتلك العمليات الإرهابية يُضحون بأنفسهم فى سبيل مُعتقدات ثابتة راسخة لديهم !!! فهل سيردع من يُضحى بنفسه تقصير أو إطالة أمد تلك المُحاكمات !!! إن السبيل الأهم والأولى فى هذا الأمر هو مُحاربة تلك المُعتقدات الفاسدة ببيان عدم صحة ما تستند إليه من روايات وآراء فقهية ، ومُخالفتها لقواعد وأصول الإسلام الحنيف. لذلك فقد قُمتُ بعمل هذا البحث المُختصر لتوثيق العديد من الروايات والآراء التى وردت فى كُتب التُراث المشهورة وبيان مُخالفتها لأصول الإسلام وقواعده. على أمل أن يكون هذا العمل نواة لعمل أكبر يتبناه الأزهر الشريف ليكون مرجعًا موثقًا فى أيدى من يواجه أى من الدعوات الهدامة التى تبغى تشكيك المُسلمين فى دينهم ، وكذا المُعتقدات الفاسدة التى تروج لها الجماعات والتنظيمات الإرهابية المُتطرفة وتستقطب وتُغرر بها الشباب.والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل على جمال الدين محمد جمال الدينإمام وخطيب { سابق } بوزارة الأوقاف القاهرة فى 28/2 /2017