روایه الماء والاسماء pdf تالیف محمد ابو معتوق، اننی..اننی ارغب فی تعلیق کل شیء، کل شیء، حتی ولو ترنحت الجدران من وطاه المسامیر والثیاب والذکریات المعلّقه. وعندما تمر العصافیر.. ارغب ان اسیر حافیاً حتی نهایه الممر الطویل.. الممر الموصل بین غرفتی وغرفه العمید... فالسیر حافیاً یشعرنی بالارض وبانها ما تزال موجوده. اما السیجاره التی اسحبها باصبعین مدربتین من جیب القمیص لاشعلها، هذه السیجاره تشعرنی بالامن، وباننی موجود قُرب صوت زوجتی الشقراء الاجنبیه المتفرغه الآن وغداً والی ابد الآبدین، لتنظیم الحدیقه، وتخریب عقلی. لقد اضطررت مرات کثیره لاحراق مراکبی واعلان الحرب ضدها، بسبب استنکارها الشدید لتمسکی بعاده التدخین فی غرفه الجلوس المغلقه، واستطعت ان اکسب الحرب، واضمن لنفسی حریه مطلقه فی التدخین فی جمیع الغرف بما فیها السقیفه. لقد کان انتصاری فی هذه المواجهه کاسحاً، الی درجه ان المسکینه اضطرت (من اجل ان تبتلع الاهانه الی تتعلم التدخین وقد تقصدت ونکایه بی ان تختار دخانها من اشد الانواع المحلیه غلظه وکثافه، وان تقعد قبالتی، قبالتی تماماً لتنفث دخانها فی وجهی دون النظر الی مکانتی العلمیه، والدور الذی نذرت نفسی لالعبه فی الحیاه السیاسیه العامه. کثیرون انتبهوا الیّ وانا ادخن، وصارحونی بحقیقه لم یلحظوها مع غیری، وهی اننی عندما اسحب من اللفافه نفساً، اخرج کمیات من الدخان اکثر بکثیر من التی سحبتها من السیجاره، وقد همس لی صدیق متفقه فی شوون الدخان ومعتقداته بان هذا دلیل علی وجود حریق، واین تساءلت ضاحکاً؟ قال داخلک: عند ذلک بدات انتبه الی الدخان، واهز راسی کما یفعل الفلاسفه، لاقول، ان اخطر الحرایق تلک التی لا نلمح دخانها، وقد اردت بذلک ان اقدم لنفسی العزاء رغم اعتقادی بان حرایقی التی یظهر دخانها بکثافه عالیه. حرایق ردییه. وتبعث علی السعال والهذیان.
رواية الماء والأسماء pdf تأليف محمد أبو معتوق، إنني..إنني أرغب في تعليق كل شيء، كل شيء، حتى ولو ترنحت الجدران من وطأة المسامير والثياب والذكريات المعلّقة. وعندما تمر العصافير.. أرغب أن أسير حافياً حتى نهاية الممر الطويل.. الممر الموصل بين غرفتي وغرفة العميد... فالسير حافياً يشعرني بالأرض وبأنها ما تزال موجودة. أما السيجارة التي أسحبها بأصبعين مدربتين من جيب القميص لأشعلها، هذه السيجارة تشعرني بالأمن، وبأنني موجود قُرب صوت زوجتي الشقراء الأجنبية المتفرغة الآن وغداً وإلى أبد الآبدين، لتنظيم الحديقة، وتخريب عقلي. لقد اضطررت مرات كثيرة لإحراق مراكبي وإعلان الحرب ضدها، بسبب استنكارها الشديد لتمسكي بعادة التدخين في غرفة الجلوس المغلقة، واستطعت أن أكسب الحرب، وأضمن لنفسي حرية مطلقة في التدخين في جميع الغرف بما فيها السقيفة. لقد كان انتصاري في هذه المواجهة كاسحاً، إلى درجة أن المسكينة اضطرت (من أجل أن تبتلع الإهانة إلى تتعلم التدخين وقد تقصدت ونكاية بي أن تختار دخانها من أشد الأنواع المحلية غلظة وكثافة، وأن تقعد قبالتي، قبالتي تماماً لتنفث دخانها في وجهي دون النظر إلى مكانتي العلمية، والدور الذي نذرت نفسي لألعبه في الحياة السياسية العامة. كثيرون انتبهوا إليّ وأنا أدخن، وصارحوني بحقيقة لم يلحظوها مع غيري، وهي أنني عندما أسحب من اللفافة نفساً، أخرج كميات من الدخان أكثر بكثير من التي سحبتها من السيجارة، وقد همس لي صديق متفقه في شؤون الدخان ومعتقداته بأن هذا دليل على وجود حريق، وأين تساءلت ضاحكاً؟ قال داخلك: عند ذلك بدأت أنتبه إلى الدخان، وأهز رأسي كما يفعل الفلاسفة، لأقول، إن أخطر الحرائق تلك التي لا نلمح دخانها، وقد أردت بذلك أن أقدم لنفسي العزاء رغم اعتقادي بأن حرائقي التي يظهر دخانها بكثافة عالية. حرائق رديئة. وتبعث على السعال والهذيان.