دانلود کتاب های عربی
أبو خشبة
نویسنده: name
حین تتحول العایله الی معادل موضوعی للمجتمعقراءه فی روایه (ابو خشبه) للروایی (عماد سالم)للکاتب والناقد / السید حسنالفن الروایی هو ذلک الفن المدهش القادر علی ان یعبر عن الافکار والروی والفلسفات فی حیاه کامله علی الورق عبر شخصیات من دم ولحم ومعاناه، والروایی المتمکن هو ذلک القادر علی ان یحتفظ لشخصیاته بحیواتها، والا یجعل افکاره او فلسفاته او رواه تحیل هذه الشخصیات الی عرایس ماریونیت یحرکها هو کیفما یحب وقتما یحب، بل تختار هذه الشخصیات افعالها ومصایرها وفقاً لتکوینها النفسی والعقلی وشبکه العلاقات الاجتماعیه التی تحیط بها، دون ان ینال ذلک من سطوع رویه الکاتب او فلسفته او الموقف الذی اراد لعمله الروایی ان یعبر عنه، وعلی قدر ما یکون نجاح العمل الروایی فی الوصول الی نقطه التوازن ما بین احتفاظ الشخصیات بحیواتها واحتفاظ الروایه بقدرتها علی طرح رویه مولفها، یکون نجاح العمل الروایی وتکون مکانته فی السیاق التاریخی للروایه بصفه عامه.والحقیقه ان روایه "ابو خشبه" للکاتب الروایی عماد سالم تمثل محاوله شدیده التمیز فی محاوله الوصول الی نقطه التوازن المنشوده تلک، فنحن امام اسره مصریه ریفیه صغیره (عایله ابو خشبه) تمثل معادلاً موضوعیاً للمجتمع المصری الکبیر، بمختلف تیاراته ومذاهبه الفکریه والسیاسیه وحتی الدینیه: فالاب هو ذلک الرجل العصامی الذی بنی نفسه بنفسه فی نظر البعض والذی اسس ثروته علی اساس تجاره الآثار فی حقیقه الامر، وهو ذلک الرجل الذی تمنی علی الله ان یرزقه الذکور دون الاناث، هرباً من العار الذی یمکن ان یجلبه انجاب الاناث، وزاد فی امنیته، بان دعا الله ان یعجل بوفاه ایه ابنه یرزقه ایاها، فکان تحقیق هذه الامنیه ماساته الانسانیه الکبری التی تعذب بها مره بعد مره، لیعلم ان الانسان یدعو بالشر دعاءه بالخیر، ولا یدرک ان تحقیق دعایه یمکن ان یکون سر عذابه.اما الابناء الذکور فهم:خالد ابو خشبه، تاجر الغلال الذی ظل مع ابیه فی قریتهم (العلاقمه)، والذی لا علاقه له بالسیاسه غیر انه یحب ذلک النایب الاخوانی الذی نجح ضمن ثمانیه وثمانین نایباً آخر لیتاکد من صدق نظریه ابیه من نزاهه الحزب الوطنی وسماحه لهولاء بان ینجحوا علی الرغم من معرفته بهم وقدرته علی قهرهم.عادل ابو خشبه، الذی عمل مذیعاً فی قناه الجزیره ولم یکن یهمه الا النجاح واللمعان والبریق وما یاتی به ذلک من متع دنیویه جامحه.طارق ابو خشبه، رجل الصلاح امام العامه ورجل الفسق فی حیاته الخاصه ولاسیما بینه وبین مدیره مکتبه ، ذلک المحامی الذی تشبه بالسلفیین فی کل شیء لانه رای فی ذلک طریقا للنجاح فی العمل وفی الحیاه.عبد السلام الشاعر طالب الآداب الذی یبدو منغمساً حتی اذنیه فی الفکر المارکسی، مطالباً بالعداله الاجتماعیه، بالمفهوم الذی تطرحه الشیوعیه.خلیل ابو خشبه، رجل الاعمال الذی اختار له ابوه مجال تجاره السیارات، وافتتح له معرضاً فی قلب شارع جامعه الدول العربیه، فکان باباً رحباً یومن له شغفه الخاص بالمخدرات التی سوف تنتهی قصته معها الی کارثه مدویه.علاء ابو خشبه، الطبیب المعرض عن الزواج والذی جعل من عیادته مقراً لمتعه الخاصه التی یتصید من اجلها النساء من الشارع، حتی انتهی به الامر الی فضیحه کارثیه.وهکذا تبدو الروایه وکانها تستعرض شرایح من التیارات المختلفه السایده فی المجتمع المصری فی الربع الاخیر من القرن العشرین وبدایه القرن الحادی والعشرین، فالاب منحاز للحزب الوطنی وخالد متعاطف مع الاخوان المسلمین، وطارق متداخل مع السلفیین، وعبد السلام منخرط ضمن الشیوعیین، وخلیل ضمن طبقه رجال الاعمال، وعلاء وعادل ضمن اصحاب المهن المتمیزه فی المجتمع المصری.والکاتب فی استعراضه هذا، یکشف عن الازدواجیه والتناقض اللذین ینخران فی بنیان معظم الشخصیات کل علی حده، ثم فی البناء الاجتماعی کله.والحقیقه ان عماد سالم نجح فی اداره شبکه الاحداث بمهاره بحیث تداخلت خطوط الشخصیات وحیواتها، تداخلاً ماساویاً، افضی بالجمیع الی کارثه اجتماعیه اصابت بیت ابو خشبه من اساسه لینهدم البیت علی بانیه وساکنیه، وکانه یطرح فکره موداها ان بناءً اجتماعیاً قام علی اساس ضعیف منحرف، لا یمکن الا ان ینقض علی اطرافه جمیعاً، ولا سیما حین یکون هذا البناء قایماً علی فکره النفاق المجتمعی، فلا السلفی سلفی حقاً، ولا العصامی عصامی حقاً، ولا الطبیب طبیب حقاً، ولا بقیه الشخصیات تومن ایماناً حقیقیاُ بما تفعل، حتی عبد السلام الذی یومن بما یفعل، تکون المفارقه انه الوحید الذی لا یومن، فقد انتهت به مارکسیته وشیوعیته الی المجاهره بالحاده علی شاشات التلیفزیون لیکون مصیره القتل علی ایدی السلفیین الذین احاطوا بمدینه الانتاج الاعلامی لیلقی هو وصدیقه حتفهما رجماً بحجاره الغاضبین.والحقیقه ان الروایه تطرح عدداً من القضایا المهمه علی مستوی الفن الروایی من ناحیه وعلی مستوی المضمون الاجتماعی من ناحیه اخری:اولی هذه القضایا تتعلق بالبعد الماساوی الذی تجسد فی الدعاء الذی دعا به "ابو خشبه" بان یرزق البنین وان یقبض الله البنات اللواتی یرزق بهن، فهذا البعد الماساوی یذکرنا بالمآسی الیونانیه القدیمه القایمه علی مفهوم الوعد او النبوءه کما هو الحال فی ماساه اودیب وغیرها من کلاسیکیات الادب الیونانی القدیم.ثانیه هذه القضایا تتعلق بمذهب الواقعیه التسجیلیه الذی ینتهجه عماد سالم فی هذه الروایه کما هو الحال فی روایاته الاخری وابرزها روایه "لیزا" حیث نجد احداثاً تقتطع من الواقع بتفصیلاتها وشخصیاتها لتدخل الی العالم الروایی حامله حتی اسماء اصحابها، علی نحو ما نجد فی مواقف احمد عز ولجنه السیاسات وحرکه کفایه علی المستوی السیاسی العام، او وقایع ما یجری فی دار الادباء علی مستوی النشاط الادبی ذی الدایره الضیقه.ثالثه هذه القضایا تتعلق بعرض جوانب ذات خصوصیه من حیاه المجتمع المصری وثقافته الشعبیه علی نحو ما نری من استعراض وقایع مولد "الشاب التایب" الذی اتخذها المولف مسرحاً لاختطاف الطفل "خشبه" ثم قتله بعد ذلک.رابعه القضایا تتعلق بالنفس الرومانسی الذی لم تخل منه الروایه سواء فی قصه حب "احمد ابو خشبه" لـ "سعدیه" او حتی فی رسم ملامح شخصیه الفتی" خشبه" الملیء بالسمات الرومانسیه، هذه الشخصیه التی یعرض من خلالها الکاتب لازمه نفسیه حاده یعیشها الفتی الصغیر جراء تمییز اسرته له عن بقیه الفتیان من حوله من ناحیه، وما یسببه له اسم (خشبه) من حرج من ناحیه اخری، وتفضی به محاولته لکسر هذا المازق النفسی الی ان یقع فی براثن الاختطاف ثم القتل.خامسه القضایا التی تطرحها هذه الروایه، والتی اراها واحده من اهم قضایا الروایه، تتمثل فی المفاجاه التی اعدها لنا المولف فی الفصل الاخیر من عمله الروایی، والذی اطلق علیه عنوان "وهدیناه النجدین"... ففی هذا الفصل یعود بنا المولف الی نقطه بدایه الاحداث تماماً فنری والد احمد ابو خشبه وهو یُقتل بین یدی ابنه فی قضیه ثار قدیم، ثم ینصح ابنه بان یهرب بعد ان یحصل علی الکنز الذی ادخره له، والذی یتمثل فی بعض الاموال وبعض قطع الآثار، فیکون قرار الابن هو ان یاخذ المال فهو میراثه الشرعی وان یسلم الآثار للحکومه، فیبرا من المال الحرام.وکان الکاتب یقول لنا فی مفاجاه مدویه: لقد کانت کل الاحداث السابقه قد بنیت علی نقطه بدایه منحرفه تمثلت فی استیلاء احمد علی الآثار وبیعها، فماذا لو بدات البدایه المستقیمه، وکانه یدعونا نحن الی ان نقیم بناءً رواییاً بدیلاً، اعتماداً علی ثناییه الخیر والشر.لکنه وهو یفعل ذلک لم یلجا للحیل الفنیه المالوفه الساذجه التی تعتمد علی ان یخبرنا بان ما قصه کله کان حلماً او محض خیال، لکنه آثر ان یلجا الی بدیل ذی ملمح ملحمی بریختی فیخرج بنا من تقمصنا الوجدانی لاحداث الروایه لیقول لنا تعالوا نتخیل بدایه مختلفه للاحداث، ثم ابنوا انتم بانفسکم البناء الروایی کله.وبعد فان روایه (ابو خشبه) للکاتب الروایی عماد سالم تظل ملای بالقضایا الشکلیه والمضمونیه التی علی القاریء ان یکتشفها بذاته عبر قراءه واعیه هادیه متامله.
حين تتحول العائلة إلى معادل موضوعى للمجتمعقراءة فى رواية (أبو خشبة) للروائى (عماد سالم)للكاتب والناقد / السيد حسنالفن الروائى هو ذلك الفن المدهش القادر على أن يعبر عن الأفكار والرؤى والفلسفات فى حياة كاملة على الورق عبر شخصيات من دم ولحم ومعاناة، والروائى المتمكن هو ذلك القادر على أن يحتفظ لشخصياته بحيواتها، وألا يجعل أفكاره أو فلسفاته أو رؤاه تحيل هذه الشخصيات إلى عرائس ماريونيت يحركها هو كيفما يحب وقتما يحب، بل تختار هذه الشخصيات أفعالها ومصائرها وفقاً لتكوينها النفسى والعقلى وشبكة العلاقات الاجتماعية التى تحيط بها، دون أن ينال ذلك من سطوع رؤية الكاتب أو فلسفته أو الموقف الذى أراد لعمله الروائى أن يعبر عنه، وعلى قدر ما يكون نجاح العمل الروائى فى الوصول إلى نقطة التوازن ما بين احتفاظ الشخصيات بحيواتها واحتفاظ الرواية بقدرتها على طرح رؤية مؤلفها، يكون نجاح العمل الروائى وتكون مكانته فى السياق التاريخى للرواية بصفة عامة.والحقيقة أن رواية "أبو خشبة" للكاتب الروائى عماد سالم تمثل محاولة شديدة التميز فى محاولة الوصول إلى نقطة التوازن المنشودة تلك، فنحن أمام أسرة مصرية ريفية صغيرة (عائلة أبو خشبة) تمثل معادلاً موضوعياً للمجتمع المصرى الكبير، بمختلف تياراته ومذاهبه الفكرية والسياسية وحتى الدينية: فالأب هو ذلك الرجل العصامى الذى بنى نفسه بنفسه فى نظر البعض والذى أسس ثروته على أساس تجارة الآثار فى حقيقة الأمر، وهو ذلك الرجل الذى تمنى على الله أن يرزقه الذكور دون الإناث، هرباً من العار الذى يمكن أن يجلبه إنجاب الإناث، وزاد فى أمنيته، بأن دعا الله أن يعجل بوفاة أية ابنة يرزقه إياها، فكان تحقيق هذه الأمنية مأساته الإنسانية الكبرى التى تعذب بها مرة بعد مرة، ليعلم أن الإنسان يدعو بالشر دعاءه بالخير، ولا يدرك أن تحقيق دعائه يمكن أن يكون سر عذابه.أما الأبناء الذكور فهم:خالد أبو خشبة، تاجر الغلال الذى ظل مع أبيه فى قريتهم (العلاقمة)، والذى لا علاقة له بالسياسة غير أنه يحب ذلك النائب الإخوانى الذى نجح ضمن ثمانية وثمانين نائباً آخر ليتأكد من صدق نظرية أبيه من نزاهة الحزب الوطنى وسماحه لهؤلاء بأن ينجحوا على الرغم من معرفته بهم وقدرته على قهرهم.عادل أبو خشبة، الذى عمل مذيعاً فى قناة الجزيرة ولم يكن يهمه إلا النجاح واللمعان والبريق وما يأتى به ذلك من متع دنيوية جامحة.طارق أبو خشبة، رجل الصلاح أمام العامة ورجل الفسق فى حياته الخاصة ولاسيما بينه وبين مديرة مكتبه ، ذلك المحامى الذى تشبه بالسلفيين فى كل شىء لأنه رأى فى ذلك طريقا للنجاح فى العمل وفى الحياة.عبد السلام الشاعر طالب الآداب الذى يبدو منغمساً حتى أذنيه فى الفكر الماركسى، مطالباً بالعدالة الاجتماعية، بالمفهوم الذى تطرحه الشيوعية.خليل أبو خشبة، رجل الأعمال الذى اختار له أبوه مجال تجارة السيارات، وافتتح له معرضاً فى قلب شارع جامعة الدول العربية، فكان باباً رحباً يؤمن له شغفه الخاص بالمخدرات التى سوف تنتهى قصته معها إلى كارثة مدوية.علاء أبو خشبة، الطبيب المعرض عن الزواج والذى جعل من عيادته مقراً لمتعه الخاصة التى يتصيد من أجلها النساء من الشارع، حتى انتهى به الأمر إلى فضيحة كارثية.وهكذا تبدو الرواية وكأنها تستعرض شرائح من التيارات المختلفة السائدة فى المجتمع المصرى فى الربع الأخير من القرن العشرين وبداية القرن الحادى والعشرين، فالأب منحاز للحزب الوطنى وخالد متعاطف مع الإخوان المسلمين، وطارق متداخل مع السلفيين، وعبد السلام منخرط ضمن الشيوعيين، وخليل ضمن طبقة رجال الأعمال، وعلاء وعادل ضمن أصحاب المهن المتميزة فى المجتمع المصرى.والكاتب فى استعراضه هذا، يكشف عن الازدواجية والتناقض اللذين ينخران فى بنيان معظم الشخصيات كل على حدة، ثم فى البناء الاجتماعى كله.والحقيقة أن عماد سالم نجح فى إدارة شبكة الأحداث بمهارة بحيث تداخلت خطوط الشخصيات وحيواتها، تداخلاً مأساوياً، أفضى بالجميع إلى كارثة اجتماعية أصابت بيت أبو خشبة من أساسه لينهدم البيت على بانيه وساكنيه، وكأنه يطرح فكرة مؤداها أن بناءً اجتماعياً قام على أساس ضعيف منحرف، لا يمكن إلا أن ينقض على أطرافه جميعاً، ولا سيما حين يكون هذا البناء قائماً على فكرة النفاق المجتمعى، فلا السلفى سلفى حقاً، ولا العصامى عصامى حقاً، ولا الطبيب طبيب حقاً، ولا بقية الشخصيات تؤمن إيماناً حقيقياُ بما تفعل، حتى عبد السلام الذى يؤمن بما يفعل، تكون المفارقة أنه الوحيد الذى لا يؤمن، فقد انتهت به ماركسيته وشيوعيته إلى المجاهرة بإلحاده على شاشات التليفزيون ليكون مصيره القتل على أيدى السلفيين الذين أحاطوا بمدينة الإنتاج الإعلامى ليلقى هو وصديقه حتفهما رجماً بحجارة الغاضبين.والحقيقة أن الرواية تطرح عدداً من القضايا المهمة على مستوى الفن الروائى من ناحية وعلى مستوى المضمون الاجتماعى من ناحية أخرى:أولى هذه القضايا تتعلق بالبعد المأساوى الذى تجسد فى الدعاء الذى دعا به "أبو خشبة" بأن يرزق البنين وأن يقبض الله البنات اللواتى يرزق بهن، فهذا البعد المأساوى يذكرنا بالمآسى اليونانية القديمة القائمة على مفهوم الوعد أو النبوءة كما هو الحال فى مأساة أوديب وغيرها من كلاسيكيات الأدب اليونانى القديم.ثانية هذه القضايا تتعلق بمذهب الواقعية التسجيلية الذى ينتهجه عماد سالم فى هذه الرواية كما هو الحال فى رواياته الأخرى وأبرزها رواية "ليزا" حيث نجد أحداثاً تقتطع من الواقع بتفصيلاتها وشخصياتها لتدخل إلى العالم الروائى حاملة حتى أسماء أصحابها، على نحو ما نجد فى مواقف أحمد عز ولجنة السياسات وحركة كفاية على المستوى السياسى العام، أو وقائع ما يجرى فى دار الأدباء على مستوى النشاط الأدبى ذى الدائرة الضيقة.ثالثة هذه القضايا تتعلق بعرض جوانب ذات خصوصية من حياة المجتمع المصرى وثقافته الشعبية على نحو ما نرى من استعراض وقائع مولد "الشاب التايب" الذى اتخذها المؤلف مسرحاً لاختطاف الطفل "خشبة" ثم قتله بعد ذلك.رابعة القضايا تتعلق بالنفس الرومانسى الذى لم تخل منه الرواية سواء فى قصة حب "أحمد أبو خشبة" لـ "سعدية" أو حتى فى رسم ملامح شخصية الفتى" خشبة" الملىء بالسمات الرومانسية، هذه الشخصية التى يعرض من خلالها الكاتب لأزمة نفسية حادة يعيشها الفتى الصغير جراء تمييز أسرته له عن بقية الفتيان من حوله من ناحية، وما يسببه له اسم (خشبة) من حرج من ناحية أخرى، وتفضى به محاولته لكسر هذا المأزق النفسى إلى أن يقع فى براثن الاختطاف ثم القتل.خامسة القضايا التى تطرحها هذه الرواية، والتى أراها واحدة من أهم قضايا الرواية، تتمثل فى المفاجأة التى أعدها لنا المؤلف فى الفصل الأخير من عمله الروائى، والذى أطلق عليه عنوان "وهديناه النجدين"... ففى هذا الفصل يعود بنا المؤلف إلى نقطة بداية الأحداث تماماً فنرى والد أحمد أبو خشبة وهو يُقتل بين يدى ابنه فى قضية ثأر قديم، ثم ينصح ابنه بأن يهرب بعد أن يحصل على الكنز الذى ادخره له، والذى يتمثل فى بعض الأموال وبعض قطع الآثار، فيكون قرار الابن هو أن يأخذ المال فهو ميراثه الشرعى وأن يسلم الآثار للحكومة، فيبرأ من المال الحرام.وكأن الكاتب يقول لنا فى مفاجأة مدوية: لقد كانت كل الأحداث السابقة قد بنيت على نقطة بداية منحرفة تمثلت فى استيلاء أحمد على الآثار وبيعها، فماذا لو بدأت البداية المستقيمة، وكأنه يدعونا نحن إلى أن نقيم بناءً روائياً بديلاً، اعتماداً على ثنائية الخير والشر.لكنه وهو يفعل ذلك لم يلجأ للحيل الفنية المألوفة الساذجة التى تعتمد على أن يخبرنا بأن ما قصه كله كان حلماً أو محض خيال، لكنه آثر أن يلجأ إلى بديل ذى ملمح ملحمى بريختى فيخرج بنا من تقمصنا الوجدانى لأحداث الرواية ليقول لنا تعالوا نتخيل بداية مختلفة للأحداث، ثم ابنوا أنتم بأنفسكم البناء الروائى كله.وبعد فإن رواية (أبو خشبة) للكاتب الروائى عماد سالم تظل ملأى بالقضايا الشكلية والمضمونية التى على القارىء أن يكتشفها بذاته عبر قراءة واعية هادئة متأملة.
