والاصول فی هذا العلم هی الاعمده والرکایز، ومثل ذلک اصول البناء ای اعمدته، وهو علم یشرح کلام النحاه ویبین مرادهم من مصطلحاتهم، اذ ان الممعن یلحظ ان النحاه رحمهم الله غلب علی ما کتبوا اسلوب الاختزال فی المصطلح، حتی یخیل للناظر المتعجل انه لا علاقه بین المعنی اللغوی والمعنی الاصطلاحی له، حتی لقد قعد نفرٌ دون ابواب العلم یذمون النحو والنحاه، وما ذلک الا من جهلهم بالنحو، وجهلهم علی النحاه. ثم انی رایت اهل الحرص فی زماننا لا یالون جَهْداً فی الرد عن النحو، والرد علی اولیک، فجمعت نَبْلی الی نبالهم، واصطففت فی صفهم، وعمدت انظر فی کلام النحاه، وقد استقر عندی ان علمهم خیرٌ من علمی، ومِنْ علمِ مَنْ فی زمانی غیر ان السابقین منهم لما غلب عندهم وضوح العلم فی انفسهم صاروا یختزلون الفاظهم، وهذا عهد کل علم یبدا بالشروح المسهبه ثم یاتی اقوام قد استقرت عندهم تلک الشروح فی نفوسهم، فاذا عبروا عنها بالکتابه اختزلوها حتی اذا نظر ناظرٌ فی تلک المختزلات، ولم تکن فی نفسه مسهبات العلم تَعَقد الامر علیه، فتراه اما یستظهر ما لا یفهم، او تراه یَرُدُّ ما قرا. فلما رایت ذلک عمدت الی النحو استفتح مغالقه، واستسهب مختزلاته، حتی اذا علم المتعلم ذلک، ثم جاء فقرا فی کتب النحاه التی اختزلت مصطلحاتها، قام الیها مقام العالم بها. وبعد، فاننی لست اعلم احداً سبقنی الی کتابه کتابٍ فی بیان مقاصد النحاه من مصطلحاتهم، حتی اذا اُدرکت المقاصد فُقه النحو، فلما کان ذلک فقد صار حق تسمیه هذا العلم لی، وقد سمیته (علم اصول فقه النحو)، واَصَّلْتُ فیه ثمانیه اصولٍ من فقهها فَقِهَ النحو، ومن جهلها جهل النحو، وان کان للنحو حافظاً. وهذه الاصول هی: الاول: معرفه الحالات والعلامات والشَّکَلاَت الثانی: معرفه المراد من المبنی والمُمَکَّن الثالث: معرفه المراد من الاعراب والمُعْرَب، ثم ما الفرق بین معانی الخلیل ومعانی الجرجانی الرابع: معرفه المراد من العامل والمعمول الخامس: معرفه المنهج ونظریات تفسیر حالات الهواء. السادس: معرفه طرق الضبط المسهبه. السابع: معرفه نوعَیْ الکلام حین الوضع، وسبب تسمیه التصریف تصریفاً. الثامن: معرفه تاریخ النحو.
والأصول في هذا العلم هي الأعمدة والركائز، ومثل ذلك أصول البناء أي أعمدته، وهو علم يشرح كلام النحاة ويبين مرادهم من مصطلحاتهم، إذ إن الممعن يلحظ أن النحاة رحمهم الله غلب على ما كتبوا أسلوب الاختزال في المصطلح، حتى يخيل للناظر المتعجل أنه لا علاقة بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي له، حتى لقد قعد نفرٌ دون أبواب العلم يذمون النحو والنحاة، وما ذلك إلا من جهلهم بالنحو، وجهلهم على النحاة. ثم إني رأيت أهل الحرص في زماننا لا يألون جَهْداً في الرد عن النحو، والرد على أولئك، فجمعت نَبْلي إلى نبالهم، واصطففت في صفهم، وعمدت أنظر في كلام النحاة، وقد استقر عندي أن علمهم خيرٌ من علمي، ومِنْ علمِ مَنْ في زماني غير أن السابقين منهم لما غلب عندهم وضوح العلم في أنفسهم صاروا يختزلون ألفاظهم، وهذا عهد كل علم يبدأ بالشروح المسهبة ثم يأتي أقوام قد استقرت عندهم تلك الشروح في نفوسهم، فإذا عبروا عنها بالكتابة اختزلوها حتى إذا نظر ناظرٌ في تلك المختزلات، ولم تكن في نفسه مسهبات العلم تَعَقد الأمر عليه، فتراه إما يستظهر ما لا يفهم، أو تراه يَرُدُّ ما قرأ. فلما رأيت ذلك عمدت إلى النحو أستفتح مغالقه، وأستسهب مختزلاته، حتى إذا علم المتعلم ذلك، ثم جاء فقرأ في كتب النحاة التي اختزلت مصطلحاتها، قام إليها مقام العالم بها. وبعد، فإنني لست أعلم أحداً سبقني إلى كتابة كتابٍ في بيان مقاصد النحاة من مصطلحاتهم، حتى إذا أُدركت المقاصد فُقه النحو، فلما كان ذلك فقد صار حق تسمية هذا العلم لي، وقد سميته (علم أصول فقه النحو)، وأَصَّلْتُ فيه ثمانية أصولٍ من فقهها فَقِهَ النحو، ومن جهلها جهل النحو، وإن كان للنحو حافظاً. وهذه الأصول هي: الأول: معرفة الحالات والعلامات والشَّكَلاَت الثاني: معرفة المراد من المبني والمُمَكَّن الثالث: معرفة المراد من الإعراب والمُعْرَب، ثم ما الفرق بين معاني الخليل ومعاني الجرجاني الرابع: معرفة المراد من العامل والمعمول الخامس: معرفة المنهج ونظريات تفسير حالات الهواء. السادس: معرفة طرق الضبط المسهبة. السابع: معرفة نوعَيْ الكلام حين الوضع، وسبب تسمية التصريف تصريفاً. الثامن: معرفة تاريخ النحو.