ان القرآن الکریم قد حسم الحکم فی قضیه التشریع، ولم یجعل مکانا للمماحکه فی هذا الحکم الجازم ولا لمحاوله التهرب والتحایل والتحریف؛ فشریعه الله هی التی یجب ان تُحکَّم فی هذه الارض، وهی التی یجب ان یتحاکم الیها الناس، وهی التی یجب ان یقضی بها الانبیاء ومِنْ بعدهم الحکام، وهذا هو مفرق الطرق بین الایمان والکفر، وبین الشرع والهدی، فلا توسُّط فی هذا الامر ولا هدنه ولا صلح، فالمومنون هم الذین یحکمون بما انزل الله، لا یُحَرِّفون منه حرفًا، ولا یبدلون منه شییا، والکافرون والظالمون والفاسقون هم الذین لا یحکمون بما انزل الله لانه اما ان یکون الحکام قایمین علی شریعه الله کامله فهم فی نطاق الایمان، واما ان یکونوا قایمین علی شریعه اخری ممَّا لم یاذن به الله فهم الکافرون والظالمون والفاسقون، والناس کل الناس اما ان یقبلوا حکم الله وقضاءه فی امورهم فهم المومنون، والا فما هم بمومنین ولا وسط بین هذا الطریق وذاک، ولا حجه ولا معذره.
إن القرآن الكريم قد حسم الحكم في قضية التشريع، ولم يجعل مكانا للمماحكة في هذا الحكم الجازم ولا لمحاولة التهرب والتحايل والتحريف؛ فشريعة الله هي التي يجب أن تُحكَّم في هذه الأرض، وهي التي يجب أن يتحاكم إليها الناس، وهي التي يجب أن يقضي بها الأنبياء ومِنْ بعدهم الحكام، وهذا هو مفرق الطرق بين الإيمان والكفر، وبين الشرع والهدى، فلا توسُّط في هذا الأمر ولا هدنة ولا صلح، فالمؤمنون هم الذين يحكمون بما أنزل الله، لا يُحَرِّفون منه حرفًا، ولا يبدلون منه شيئا، والكافرون والظالمون والفاسقون هم الذين لا يحكمون بما أنزل الله لأنه إما أن يكون الحكام قائمين على شريعة الله كاملة فهم في نطاق الإيمان، وإما أن يكونوا قائمين على شريعة أخرى ممَّا لم يأذن به الله فهم الكافرون والظالمون والفاسقون، والناس كل الناس إما أن يقبلوا حكم الله وقضاءه في أمورهم فهم المؤمنون، وإلا فما هم بمؤمنين ولا وسط بين هذا الطريق وذاك، ولا حجة ولا معذرة.