مدرس تحت الصفر هو صوره حیه نابضه لما آل الیه حال التعلیم فی معظم بلادنا العربیه، فان کنت مغربیًا او مصریًا او یمنیًا او سودانیًا، فستشعر ان ما یتحدث عنه الکاتب یمس جزءً ا من واقعک، ولیس بغریب عنک، حتی لو اختلفت التفاصیل. واقول جزء من واقعک؛ لان واقع التعلیم فی معظم البلاد العربیه قد انقسم بین تعلیم فاره یُقدَّم للقادرین علی دفع مصروفاته، وتعلیم حکومی لا یفی بالغرض غالبًا، وان تفاوتت مستویاته بین مناطق بلادنا المختلفه، خاصه بین الحضر والریف. الکتاب سیره مدرس منذ ان اخذ القرار الصعب بالالتحاق بمعهد تکوین اعداد المعلمین، علی خلاف رغبته، واستجابه لظروفه المادیه الصعبه، وتمتد عبر سنوات، لیحکی لنا عبرها حال ذلک التکوین، ثم حال مدارسنا ومدرسینا فی المناطق الناییه، مازجًا ذلک بصراعاته النفسیه بین احلامه وآماله التی تبخرت او کادت تتبخر بقبوله الوظیفه، وبین واقعه الالیم الذی ابی ان یخفف عنه الم مفارقه تلک الاحلام. لکن الکتاب علی ذلک لیس من ادب السیر او التراجم، بل هو شکل فرید من اشکال الادب، لا هو بالسیره الخالصه، ولا هو بالوصف التقلیدی للوقایع، ولعله اشبه ما یکون بـ یومیات نایب فی الاریاف لکاتبنا الکبیر توفیق الحکیم، التی وصف لنا فیها جزء من واقع الریف المصری مطلع القرن العشرین من خلال سرد بعض القصص التی کان الحکیم شاهدًا علیها اثناء عمله فی السلک القضایی مطلع شبابه، وبعض تلک القصص کان یتعلق بالظروف المعیشیه الصعبه التی اُضطر الی التعایش معها فی الریف، وبعضها الآخر والاهم کان یتعلق بالمنظومه الاداریه الفاسده التی تفتقد القدره علی تحقیق العداله المنشوده للفلاحین.
مدرس تحت الصفر هو صورة حية نابضة لما آل إليه حال التعليم في معظم بلادنا العربية، فإن كنت مغربيًا أو مصريًا أو يمنيًا أو سودانيًا، فستشعر أن ما يتحدث عنه الكاتب يمس جزءً ا من واقعك، وليس بغريب عنك، حتى لو اختلفت التفاصيل. وأقول جزء من واقعك؛ لأن واقع التعليم في معظم البلاد العربية قد انقسم بين تعليم فاره يُقدَّم للقادرين على دفع مصروفاته، وتعليم حكومي لا يفي بالغرض غالبًا، وإن تفاوتت مستوياته بين مناطق بلادنا المختلفة، خاصة بين الحضر والريف. الكتاب سيرة مدرس منذ أن أخذ القرار الصعب بالالتحاق بمعهد تكوين إعداد المعلمين، على خلاف رغبته، واستجابة لظروفه المادية الصعبة، وتمتد عبر سنوات، ليحكي لنا عبرها حال ذلك التكوين، ثم حال مدارسنا ومدرسينا في المناطق النائية، مازجًا ذلك بصراعاته النفسية بين أحلامه وآماله التي تبخرت أو كادت تتبخر بقبوله الوظيفة، وبين واقعه الأليم الذي أبى أن يخفف عنه ألم مفارقة تلك الأحلام. لكن الكتاب على ذلك ليس من أدب السير أو التراجم، بل هو شكل فريد من أشكال الأدب، لا هو بالسيرة الخالصة، ولا هو بالوصف التقليدي للوقائع، ولعله أشبه ما يكون بـ يوميات نائب في الأرياف لكاتبنا الكبير توفيق الحكيم، التي وصف لنا فيها جزء من واقع الريف المصري مطلع القرن العشرين من خلال سرد بعض القصص التي كان الحكيم شاهدًا عليها أثناء عمله في السلك القضائي مطلع شبابه، وبعض تلك القصص كان يتعلق بالظروف المعيشية الصعبة التي اُضطر إلى التعايش معها في الريف، وبعضها الآخر والأهم كان يتعلق بالمنظومة الإدارية الفاسدة التي تفتقد القدرة على تحقيق العدالة المنشودة للفلاحين.