سافَرَ «المُهاجر» الی «لبنان» لیجمع حکایاتٍ جدیده، ولکنه لم یعرف انه سیعیش تجرِبه حیه ستُغیِّر مسارَ حیاته، وسیشهد بدایهَ الغزو الاسراییلی الذی تلا الحربَ الاهلیه التی لم تکن آثارُ دمایها جفَّتْ بعدُ؛ حیث کان الملجاُ الوحیدُ له من الشظایا المُستَعِره فی المدینه المُحاصَره هو الاختباء، وتامُّل الشوارع الممتلیه بالجنود والماره المتجهِّمین. الطُّرُقات یکسوها الحزن والدمار، والاطفال اجتُثَّتْ براءتهم من هوْلِ ما شهدوه من دماءٍ مُراقه، واصواتُ القصف تقطع نومَهم بلا نذیر. غطَّت المدینهَ سحبٌ من الدخان الرمادی یتخلَّلها بین الحین والآخَر ضوءُ شرارهِ طلقات البارود. لم یستطع «المُهاجر» تصدیقَ الکابوس الذی عاشه فی «بیروت»، وهو الذی اعتاد الترحالَ والتنقُّلَ بین البلاد لیجمع الحکایات والنوادر الطریفه من افواه الناس. لاول مرهٍ یکفُّ عن قصِّ حکایاته ویُنصِتُ مشدوهًا لقصص «فتاه الجنوب».
سافَرَ «المُهاجر» إلى «لبنان» ليجمع حكاياتٍ جديدة، ولكنه لم يعرف أنه سيعيش تجرِبة حية ستُغيِّر مسارَ حياته، وسيشهد بدايةَ الغزو الإسرائيلي الذي تلا الحربَ الأهلية التي لم تكن آثارُ دمائها جفَّتْ بعدُ؛ حيث كان الملجأُ الوحيدُ له من الشظايا المُستَعِرة في المدينة المُحاصَرة هو الاختباء، وتأمُّل الشوارع الممتلئة بالجنود والمارة المتجهِّمين. الطُّرُقات يكسوها الحزن والدمار، والأطفال اجتُثَّتْ براءتهم من هوْلِ ما شهدوه من دماءٍ مُراقة، وأصواتُ القصف تقطع نومَهم بلا نذير. غطَّت المدينةَ سحبٌ من الدخان الرمادي يتخلَّلها بين الحين والآخَر ضوءُ شرارةِ طلقات البارود. لم يستطع «المُهاجر» تصديقَ الكابوس الذي عاشه في «بيروت»، وهو الذي اعتاد الترحالَ والتنقُّلَ بين البلاد ليجمع الحكايات والنوادر الطريفة من أفواه الناس. لأول مرةٍ يكفُّ عن قصِّ حكاياته ويُنصِتُ مشدوهًا لقصص «فتاة الجنوب».