اننا نعیش فی وضع یقول لنا ان الخطر الیوم علینا، نحن العرب، یجیء من جمیع الجهات: من المستقبل، ومن الحاضر، ومن الماضی، ویقول لنا ان “ثقافه” اولیک الناطقین باسم “الامه” و“ثوابتها” و“حقایقها المطلقه”، لا تشوه المعرفه وطرقها وحسب، وانما تلغیها کذلک. انها “ثقافه” موسسه علی خلل اصلی فی العلاقات بین الاسماء والاشیاء. بل لیس فی هذه “الثقافه” اشیاء، کلها الفاظ واستیهامات. والمعرفه فیها لا تنشا من استقراء الطبیعه والاشیاء وتغیراتها، وانما تنشا، علی العکس، من استقراء المقروء: النصوص وتاویلها. المعرفه بحسب هذه الثقافه، اقل من ان تکون "ظاهره صوتیه"، کما یعبر عبد الله القصیمی، انها مجرد "ظاهره کلامیه" ، انها "ثقافه" لا تلغی الافراد والتاریخ وحسب، وانما تلغی ایضاً "الامه" نفسها.
إننا نعيش في وضع يقول لنا إن الخطر اليوم علينا، نحن العرب، يجىء من جميع الجهات: من المستقبل، ومن الحاضر، ومن الماضي، ويقول لنا إن “ثقافة” أولئك الناطقين باسم “الأمة” و“ثوابتها” و“حقائقها المطلقة”، لا تشوه المعرفة وطرقها وحسب، وإنما تلغيها كذلك. إنها “ثقافة” مؤسسة على خلل أصلي في العلاقات بين الأسماء والأشياء. بل ليس في هذه “الثقافة” أشياء، كلها ألفاظ واستيهامات. والمعرفة فيها لا تنشأ من استقراء الطبيعة والأشياء وتغيراتها، وإنما تنشأ، على العكس، من استقراء المقروء: النصوص وتأويلها. المعرفة بحسب هذه الثقافة، أقل من أن تكون "ظاهرة صوتية"، كما يعبر عبد الله القصيمي، إنها مجرد "ظاهرة كلامية" ، إنها "ثقافة" لا تلغي الأفراد والتاريخ وحسب، وإنما تلغي أيضاً "الأمة" نفسها.