دانلود کتاب های عربی


  • عنوان : نباح
  • نویسنده : name
  • انتشارات :
  • سال چاپ :
  • دسته :

نباح

نویسنده: name

کانت مجموعه الوفود لا تزال منغلقه فقوبلت جملته بالتحدیق فی وجهه من غیر ان یجد رداً فاردف: نرید ان نخرج. ردّ مندوب الاعلام ضاحکاً: الی این یا استاذ عمر.. الی ای مکان فهنا الهواء ملعب… حاول المندوب الاعلامی ان یوازی بین کلماته: صنعاء لیست کالقاهره او بیروت، فصنعاء تنام باکراً. کل تکل الفتنه تنام مبکراً، هل یعقل ان ینام قصر غمدان والقلیص، وعرش بلقیس والبردونی والمقالح وشجر القاتع وان تاوی اسوار وقلاع الامام للنوم بعد ثوره فتحت کل الابواب، هل یعقل فی هذه الساعه من غیر ان تستذکر آلاف السنوات.. الم تشبع من النوم الطویل فی حضن الامامیه؟ الغیاب لا یعنی الالغاء، نحن الذی نغیّب الاشیاء ونستحضرها، نحن اقلام تکتب ما تشاء وتمحی ما تشاء، ثلاثه نساء استحضرهن دفعه واحده: زوجتی ووفاء وسلوی.. تحضر اثنتان منهن، وتغیب سلوی مع انها حاضره امامی لکنها غایبه فی حضورها.. کانت تبحث فی کل سنوات زواجنا عن تلک المراه التی احرقت مستقبلها برجل شارکها حیاتها بنصف قلب محروق، کانت تبحث عن وسیله تبقی هذا النصف حیاً معها علی اقل تقدیر، وفی کل مره تکتشف انها استلمته کایناً منتهی الصلاحیه. لماذا لا اکون معک فی سفراتک المتلاحقه؟ فی کل سفره احمل فیها حقایبی هرباً من هذه الاوتاد بحثاً عن سفینتها التی شقت البحار وترکتنی کراکب اخرق نسیته علی احدی الموانی من غیر ان تفطن انها نسیت قبطانها، اسعی فی کل سفره ان اکون وحیداً علنی اجدها راسیه فی میناء من الموانی التی اجوبها بحثاً عنها.. لماذا لا اکون معک فی سفراتک المتلاحقه؟ اثور علیهم فتعتصم بصمتها منکسه راسها عابثه باناملها ای شیء یجاورها. قبل عام تماماً انفجرت براکینها، قذفت بحممها فی کل مکان. لم تعد تلک الساکنه التی تعبث باناملها بای شیء یجاورها غدت صوره لامها، صوره مستفزّه تالب داخلی لان یحرق کل الحطب الذی هیاه لاشعال جسد جعده، کما کنت اشتهی دایماً، حملت سکیناً صغیراً فی یدها، وامسکت بثیابی مهدده. ساقتلک ان خرجت! دعینی امضی فوقت الرحله ازف. لن تمضی قبل ان اقتلک، او تطلقین. طلقه رصاص تحتاج للضغط علی الزناد فقط لتمضی مخترقه الاجساد والکون معاً… شددت شعرها بعنف: انت طالق.. طالق!!.. الآن وکلما حزمت حقایب السفر اغلق باب شقتی بهدوء بعد ان اودع اطفالی عند جدتهم وامضی نحو امل یغوص فی تضاریس الیمن. ها انا فی میناء صنعاء، اتلفت فی کل الوجوه علنی اصطادها، وجبروتها ینز من کلماتها القدیمه: انا ابنه حضاره موغله فی الزمن اما انت فجذورک رخوه. لماذا نرتد لمیات السنین فجاه.. نرقد للعروق بینما الاوراق متیبسه جافه... ها انا فی عمق الحضاره التی عنها الاحق حنیناً قدیماً واهرب منه فیه..". عندما یحتل داخلک الفراغ، یشکلک کیف شاء، تستطیل، تکبر تصبح هلامیاً، تصبح عملاقاً، وتدور فی دوامات، وترکض فی الزمان، وترکض خارجه، وترکض فی المکان، وترکض خارجه، هکذا یقنعک عبده خال بکل حالاته هذه، ففی لحظات انسیاحاته الفراغیه یرحل مع افکار متشکله بلا نمطیه لطیفه، تتقاطع فی مساحاتها واقعیات الحیاه واوهامها، السیاسه والحنین، المشاکل الاجتماعیه والخیال، الارهاصات والذکریات الطفوله والنضج، الامانی والاخفاقات.. لن تقف للمبحث عن کل هذا وانت تلتهم بجوارحک بمشاعرک وبفکرک استرسالات عبده خال من خلال شخصیه روایته المحوریه التی نسجها وتماهی معها، وربما تماهت معه.. الامر سیّان، فالقاری لا یملک الا الاقتناع بوجود تلک الشخصیه والابعد من ذلک انه جزء منها، او انها فی بعض انحساراتها هی جزء منه.

كانت مجموعة الوفود لا تزال منغلقة فقوبلت جملته بالتحديق في وجهه من غير أن يجد رداً فأردف: نريد أن نخرج. ردّ مندوب الإعلام ضاحكاً: إلى أين يا أستاذ عمر.. إلى أي مكان فهنا الهواء ملعب… حاول المندوب الإعلامي أن يوازي بين كلماته: صنعاء ليست كالقاهرة أو بيروت، فصنعاء تنام باكراً. كل تكل الفتنة تنام مبكراً، هل يعقل أن ينام قصر غمدان والقليص، وعرش بلقيس والبردوني والمقالح وشجر القاتع وأن تأوي أسوار وقلاع الإمام للنوم بعد ثورة فتحت كل الأبواب، هل يعقل في هذه الساعة من غير أن تستذكر آلاف السنوات.. ألم تشبع من النوم الطويل في حضن الإمامية؟ الغياب لا يعني الإلغاء، نحن الذي نغيّب الأشياء ونستحضرها، نحن أقلام تكتب ما تشاء وتمحي ما تشاء، ثلاثة نساء استحضرهن دفعة واحدة: زوجتي ووفاء وسلوى.. تحضر اثنتان منهن، وتغيب سلوى مع أنها حاضرة أمامي لكنها غائبة في حضورها.. كانت تبحث في كل سنوات زواجنا عن تلك المرأة التي أحرقت مستقبلها برجل شاركها حياتها بنصف قلب محروق، كانت تبحث عن وسيلة تبقي هذا النصف حياً معها على أقل تقدير، وفي كل مرة تكتشف أنها استلمته كائناً منتهى الصلاحية. لماذا لا أكون معك في سفراتك المتلاحقة؟ في كل سفرة أحمل فيها حقائبي هرباً من هذه الأوتاد بحثاً عن سفينتها التي شقت البحار وتركتني كراكب أخرق نسيته على إحدى الموانئ من غير أن تفطن أنها نسيت قبطانها، أسعى في كل سفرة أن أكون وحيداً علني أجدها راسية في ميناء من الموانئ التي أجوبها بحثاً عنها.. لماذا لا أكون معك في سفراتك المتلاحقة؟ أثور عليهم فتعتصم بصمتها منكسة رأسها عابثة بأناملها أي شيء يجاورها. قبل عام تماماً انفجرت براكينها، قذفت بحممها في كل مكان. لم تعد تلك الساكنة التي تعبث بأناملها بأي شيء يجاورها غدت صورة لأمها، صورة مستفزّة تألب داخلي لأن يحرق كل الحطب الذي هيأه لإشعال جسد جعدة، كما كنت أشتهي دائماً، حملت سكيناً صغيراً في يدها، وأمسكت بثيابي مهددة. سأقتلك إن خرجت! دعيني أمضي فوقت الرحلة أزف. لن تمضي قبل أن أقتلك، أو تطلقين. طلقة رصاص تحتاج للضغط على الزناد فقط لتمضي مخترقة الأجساد والكون معاً… شددت شعرها بعنف: أنت طالق.. طالق!!.. الآن وكلما حزمت حقائب السفر أغلق باب شقتي بهدوء بعد أن أودع أطفالي عند جدتهم وأمضي نحو أمل يغوص في تضاريس اليمن. ها أنا في ميناء صنعاء، أتلفت في كل الوجوه علني أصطادها، وجبروتها ينز من كلماتها القديمة: أنا ابنة حضارة موغلة في الزمن أما أنت فجذورك رخوة. لماذا نرتد لمئات السنين فجأة.. نرقد للعروق بينما الأوراق متيبسة جافة... ها أنا في عمق الحضارة التي عنها ألاحق حنيناً قديماً وأهرب منه فيه..". عندما يحتل داخلك الفراغ، يشكلك كيف شاء، تستطيل، تكبر تصبح هلامياً، تصبح عملاقاً، وتدور في دوامات، وتركض في الزمان، وتركض خارجه، وتركض في المكان، وتركض خارجه، هكذا يقنعك عبده خال بكل حالاته هذه، ففي لحظات انسياحاته الفراغية يرحل مع أفكار متشكلة بلا نمطية لطيفة، تتقاطع في مساحاتها واقعيات الحياة وأوهامها، السياسة والحنين، المشاكل الاجتماعية والخيال، الإرهاصات والذكريات الطفولة والنضج، الأماني والإخفاقات.. لن تقف للمبحث عن كل هذا وأنت تلتهم بجوارحك بمشاعرك وبفكرك استرسالات عبده خال من خلال شخصية روايته المحورية التي نسجها وتماهى معها، وربما تماهت معه.. الأمر سيّان، فالقارئ لا يملك إلا الاقتناع بوجود تلك الشخصية والأبعد من ذلك أنه جزء منها، أو أنها في بعض انحساراتها هي جزء منه.



برای سفارش کتاب، کافی است نام و "کد کتاب" را از طریق پیامک یا تلگرام به شماره 09355621039 ارسال نمایید تا در اولین فرصت با شما تماس حاصل شود.
تبلیغات