لا تُذکر «الصوفیه» وما تشتمل علیه من تجارب رُوحانیه عمیقه، تهدف الی تزکیه النفوس والارتقاء بها، الَّا ویُذکر «محیی الدین بن عربی»؛ شیخ المتصوفین الاکبر منذ القرن السابع الهجری، رجل الاسرار، صاحب المقامات والکرامات واللدُنِّیات، ومولِّف «الفتوحات المکیه» ذایعه الصیت. وبقدر ما بلغه «ابن عربی» فی مملکه التصوف من رفیع المکانه، وما حازه من العلوم الدینیه والعطایا الربانیه، بقدر ما وقع الخلاف بشانه «شخصًا وطریقهً»، فکان له من المویدین والمریدین کثیرون، وله من المُهوِّنین والقادحین الکثیر، غیر ان احدًا لا یختلف علی غَزاره انتاجه، وعظمه آثاره، وفَراده فکره واسلوبه. علی کل هذا وغیره من جوانب ذلک العَلَم من اعلام الصوفیه، یُطلِعنا «طه عبد الباقی سرور» فی کتابه الذی بین ایدینا، مانحًا قاریه اطلالهً متمیِّزهً علی مشهدٍ مثیرٍ للاعجاب.
لا تُذكر «الصوفية» وما تشتمل عليه من تجارب رُوحانية عميقة، تهدف إلى تزكية النفوس والارتقاء بها، إلَّا ويُذكر «محيي الدين بن عربي»؛ شيخ المتصوفين الأكبر منذ القرن السابع الهجري، رجل الأسرار، صاحب المقامات والكرامات واللدُنِّيات، ومؤلِّف «الفتوحات المكية» ذائعة الصيت. وبقدر ما بلغه «ابن عربي» في مملكة التصوف من رفيع المكانة، وما حازه من العلوم الدينية والعطايا الربانية، بقدر ما وقع الخلاف بشأنه «شخصًا وطريقةً»، فكان له من المؤيدين والمريدين كثيرون، وله من المُهوِّنين والقادحين الكثير، غير أن أحدًا لا يختلف على غَزارة إنتاجه، وعظمة آثاره، وفَرادة فكره وأسلوبه. على كل هذا وغيره من جوانب ذلك العَلَم من أعلام الصوفية، يُطلِعنا «طه عبد الباقي سرور» في كتابه الذي بين أيدينا، مانحًا قارئه إطلالةً متميِّزةً على مشهدٍ مثيرٍ للإعجاب.