عملت محاکم التفتیش فی کثیر من الاراضی الاوروبیه، خاصه ایطالیا وفرنسا واسبانیا، ثم انتقلت الی امریکا الجنوبیه، لحوالی سبعه او ثمانیه قرون، واشعلت المحاکم حروبا صلیبیه علی الهراطقه داخل اوروبا، وفی امریکا الجنوبیه. ولکن ما هی الهرطقه؟ اصل الکلمه باللغه الیونانیه یعنی الاختیار، ومعناها الاصطلاحی فی الکنیسه الکاثولیکیه هو عقیده تختلف عن عقیده الکنیسه . فالمعنی الحقیقی اذن هو اختیار مسیحی ما لعقیده تخالف ما تقول به الکنیسه الکاثولیکیه. یجرنا هذا الی عقیده الکنیسه الکاثولیکیه ... حدد العقیده الکاثولیکیه ما یسمون الآباء القدامی، والمجامع الکنسیه عبر عده قرون... وهذه المجامع راکمت بنود العقیده، ولکنها لم تسلم من الخلافات، بل کثیرا ما عارض مجمع ما قرارات المجمع الذی سبقه، واوضح مثل علی ذلک اریوس واثناسیوس مع الامبراطور قسطنطین، الذی مال للثانی اولا، ثم مال للاول ثانیا، وعاقب المرفوض فکره فی المرتین، وکان الخلاف علی ان الابن (المسیح) مساو للاب ام اقل منه؟ مخلوق منه او انهما من نفس الاصل؟ کذلک البابا فیجیلوس مع الامبراطور جوستینیان، فقد غیر البابا رایه ثلاث مرات –بین نقیضین- فیما یتعلق بآراء نسطوریوس فی طبیعه المسیح، هل هی واحده ام اثنتان : انسانیه (ناسوتیه) والهیه ( لاهوتیه)؟ زاد من احتمال الانحراف عن الکنیسه والخلاف معها طبیعه اللاهوت الکاثولیکی، فقضیه اله واحد بثلاثه اقانیم، وهل للمسیح طبیعه واحده ام طبیعتان؟ وقضیه الخطییه الاصلیه وآثارها، وتحول الخبز والنبیذ فی ید الکاهن الی جسد المسیح ودمه، فیاکله المتناول ویشربه کلها وغیرها قضایا خلافیه عند العقول البسیطه..... بدات محاکم التفتیش بمندوبین عن البابا، ثم توسعت وتوحشت حتی اصبح لها سلطه تنافس سلطان البابا والاباطره والملوک .. وربما اصطدمت بها وانتصرت علیها احیانا، واشعلت عده محاکم حروبا صلیبیه علی المهرطقین، دعت لها الکنیسه، وقامت بها السلطات الزمنیه عن اقتناع احیانا، وتحت تهدید من الکنیسه احیانا اخری، ولتحقیق مصالح احیانا ثالثه... وربما اختلط بعض من کل ذلک.. فمحاکم التفتیش والحروب الصلیبیه علی المهرطقین فی جنوب فرنسا، اعادت الجنوب للکاثولیکیه والحقت جنوب فرنسا بشمالها.
عملت محاكم التفتيش في كثير من الأراضي الأوروبية، خاصة إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، ثم انتقلت إلى أمريكا الجنوبية، لحوالي سبعة أو ثمانية قرون، وأشعلت المحاكم حروبا صليبية على الهراطقة داخل أوروبا، وفي أمريكا الجنوبية. ولكن ما هي الهرطقة؟ أصل الكلمة باللغة اليونانية يعني الاختيار، ومعناها الاصطلاحي في الكنيسة الكاثوليكية هو عقيدة تختلف عن عقيدة الكنيسة . فالمعنى الحقيقي إذن هو اختيار مسيحي ما لعقيدة تخالف ما تقول به الكنيسة الكاثوليكية. يجرنا هذا إلى عقيدة الكنيسة الكاثوليكية ... حدد العقيدة الكاثوليكية ما يسمون الآباء القدامى، والمجامع الكنسية عبر عدة قرون... وهذه المجامع راكمت بنود العقيدة، ولكنها لم تسلم من الخلافات، بل كثيرا ما عارض مجمع ما قرارات المجمع الذي سبقه، وأوضح مثل على ذلك أريوس وإثناسيوس مع الإمبراطور قسطنطين، الذي مال للثاني أولا، ثم مال للأول ثانيا، وعاقب المرفوض فكره في المرتين، وكان الخلاف على أن الإبن (المسيح) مساو للأب أم أقل منه؟ مخلوق منه أو انهما من نفس الأصل؟ كذلك البابا فيجيلوس مع الإمبراطور جوستينيان، فقد غير البابا رأيه ثلاث مرات –بين نقيضين- فيما يتعلق بآراء نسطوريوس في طبيعة المسيح، هل هي واحدة أم اثنتان : إنسانية (ناسوتية) وإلهية ( لاهوتية)؟ زاد من احتمال الانحراف عن الكنيسة والخلاف معها طبيعة اللاهوت الكاثوليكي، فقضية إله واحد بثلاثة أقانيم، وهل للمسيح طبيعة واحدة ام طبيعتان؟ وقضية الخطيئة الأصلية وآثارها، وتحول الخبز والنبيذ في يد الكاهن إلى جسد المسيح ودمه، فيأكله المتناول ويشربه كلها وغيرها قضايا خلافية عند العقول البسيطة..... بدأت محاكم التفتيش بمندوبين عن البابا، ثم توسعت وتوحشت حتى أصبح لها سلطة تنافس سلطان البابا والأباطرة والملوك .. وربما اصطدمت بها وانتصرت عليها أحيانا، وأشعلت عدة محاكم حروبا صليبية على المهرطقين، دعت لها الكنيسة، وقامت بها السلطات الزمنية عن اقتناع أحيانا، وتحت تهديد من الكنيسة أحيانا أخرى، ولتحقيق مصالح أحيانا ثالثة... وربما اختلط بعض من كل ذلك.. فمحاكم التفتيش والحروب الصليبية على المهرطقين في جنوب فرنسا، أعادت الجنوب للكاثوليكية وألحقت جنوب فرنسا بشمالها.