لو ان «ابن الرومی» اراد ان یحدثنا عن نفسه وعصره ما کان سیزید شییًا عما قاله العقاد؛ حیث استطاع باسلوبه المتمیز ان یرسم صوره شاعر من افضل شعراء العصر العباسی، واکثرهم تاثیرًا. ولم یکتف العقاد بتتبع سیرته فقط، بل رای بثاقب نظره ان الصوره لا تکتمل الا اذا عرض لعصر «ابن الرومی». وحیاه «ابن الرومی» هی حلقه متصله من توالی المصایب والمآسی؛ فقد جمع بین الفاقه بعد الغنی، وبین موت الاحباب والاولاد؛ مما انعکس علی شعره، فکان لا یری فی الحیاه املًا. وقد تمیز العقاد فی تحلیله لشعره؛ فبیَّن ما فیه من قوه وضعف، وما استخدمه من اسالیب ومعانٍ، کما حلَّل شخصیته وتعمَّق فی فلسفته؛ فکان الکتاب صوره حیه لشاعر لا زال یسمو بشعره فوق کثیر من الشعراء.
لو أن «ابن الرومي» أراد أن يحدثنا عن نفسه وعصره ما كان سيزيد شيئًا عما قاله العقاد؛ حيث استطاع بأسلوبه المتميز أن يرسم صورة شاعر من أفضل شعراء العصر العباسي، وأكثرهم تأثيرًا. ولم يكتف العقاد بتتبع سيرته فقط، بل رأى بثاقب نظره أن الصورة لا تكتمل إلا إذا عرض لعصر «ابن الرومي». وحياة «ابن الرومي» هي حلقة متصلة من توالي المصائب والمآسي؛ فقد جمع بين الفاقة بعد الغنى، وبين موت الأحباب والأولاد؛ مما انعكس على شعره، فكان لا يرى في الحياة أملًا. وقد تميز العقاد في تحليله لشعره؛ فبيَّن ما فيه من قوة وضعف، وما استخدمه من أساليب ومعانٍ، كما حلَّل شخصيته وتعمَّق في فلسفته؛ فكان الكتاب صورة حية لشاعر لا زال يسمو بشعره فوق كثير من الشعراء.