لا یبدو ان المصادر الاخباریه التی ظلت عمده الدراسات التاریخیه قادره للاجابه عن العدید من الاشکالات التی یثیرها المورخ فی هذا العصر ولا سیما عندما یحاول الحفر فی البنی الاجتماعیه والحیاه الاقتصادیه، والحرکه الفکریه والثقافیه وموسساتها، ولانها مرتبطه اکثر بحیاه الحکام وتنقلاتهم وحروبهم وصراعاتهم فانها نادرا ما تمدنا بمعلومات عن علاقه تلک التنقلات والصراعات بالحیاه العامه للمجتمع، بما فی ذلک انماط العیش واسالیب التفکیر ومظاهر الحیاه الیومیه، کیف کان الناس ینظمون شوونهم الیومیه؟ وما هی طبیعه الصراعات التی کانت تنتاب علاقاتهم؟ ما هی مساهمه الفقهاء فی الحفاظ علی التوازنات الاجتماعیه؟ ما هی حدود تفاعل الاحکام الشرعیه مع الاعراف والتقالید المحلیه فی المغربین الاوسط والاقصی؟ ثم ما العلاقه بین ''المسوولیه الجماعیه'' التی ولدت الفروض الکفاییه وبین ''المسوولیه الفردیه'' التی تضمنتها الفروض العینیه، وکیف تجلت هذه العلاقه فی الممارسات الاجتماعیه؟ وما حصیلتها من منظور الکدح الانسانی والترقی الحضاری؟ واسیله اخری متعلقه بالحیاه الاقتصادیه من زراعه ومسایل الارض والمیاه والانظمه الزراعیه، وعن الحیاه الصناعیه وما یرتبط بها من الحرف وتنظیمها، ومسایل التجاره وما یتفرع عنها من شوون الاسواق والقایمین علیها، واصول المعاملات والبیوع والعیوب فی الماده المبیعه، وتوثیق البیوع؟ وتساولات خص الحیاه الثقافیه والعلمیه ومعرفه ما یتعلق بها من وسایل التربیه والتعلیم، وعن حیاه العلماء وطلبه العلم، والدور الذی اضطلعت به الاوقاف فی تنشیط الحرکه الثقافیه وعن طبیعه المناقشات العلمیه والمطارحات الفکریه وعن اشکال التواصل العلمی بین مختلف حواضر المغرب الاسلامی...
لا يبدو أن المصادر الإخبارية التي ظلت عمدة الدراسات التاريخية قادرة للإجابة عن العديد من الإشكالات التي يثيرها المؤرخ في هذا العصر ولا سيما عندما يحاول الحفر في البنى الاجتماعية والحياة الاقتصادية، والحركة الفكرية والثقافية ومؤسساتها، ولأنها مرتبطة أكثر بحياة الحكام وتنقلاتهم وحروبهم وصراعاتهم فإنها نادرا ما تمدنا بمعلومات عن علاقة تلك التنقلات والصراعات بالحياة العامة للمجتمع، بما في ذلك أنماط العيش وأساليب التفكير ومظاهر الحياة اليومية، كيف كان الناس ينظمون شؤونهم اليومية؟ وما هي طبيعة الصراعات التي كانت تنتاب علاقاتهم؟ ما هي مساهمة الفقهاء في الحفاظ على التوازنات الاجتماعية؟ ما هي حدود تفاعل الأحكام الشرعية مع الأعراف والتقاليد المحلية في المغربين الأوسط والأقصى؟ ثم ما العلاقة بين ''المسؤولية الجماعية'' التي ولدت الفروض الكفائية وبين ''المسؤولية الفردية'' التي تضمنتها الفروض العينية، وكيف تجلت هذه العلاقة في الممارسات الاجتماعية؟ وما حصيلتها من منظور الكدح الإنساني والترقي الحضاري؟ وأسئلة أخرى متعلقة بالحياة الاقتصادية من زراعة ومسائل الأرض والمياه والأنظمة الزراعية، وعن الحياة الصناعية وما يرتبط بها من الحرف وتنظيمها، ومسائل التجارة وما يتفرع عنها من شؤون الأسواق والقائمين عليها، وأصول المعاملات والبيوع والعيوب في المادة المبيعة، وتوثيق البيوع؟ وتساؤلات خص الحياة الثقافية والعلمية ومعرفة ما يتعلق بها من وسائل التربية والتعليم، وعن حياة العلماء وطلبة العلم، والدور الذي اضطلعت به الأوقاف في تنشيط الحركة الثقافية وعن طبيعة المناقشات العلمية والمطارحات الفكرية وعن أشكال التواصل العلمي بين مختلف حواضر المغرب الإسلامي...