ان الفلسفه والعلم یعملان علی تحفیز الذات لبلوغ اعمق ماهیاتها واقصی امکانیاتها، فالفلسفه فی جوهرها فاعلیه عقلیه، وموقف انتقادی من الوجود، ومنهج فی التساول یستهدف فحص الوجود بکل مکوناته وابعاده لکشف غموضه وسبر اغواره، کما تعد الفلسفه وفقا لغایتها التاریخیه اسمی العلوم جمیعا وادقها لکونها تمثل مطلب الانسانیه الدایم فی المعرفه الخالصه والمطلقه علی حد تعبیر هوسرل، کما ظلت الفلسفه من جهه اخری منشغله باعاده الانسان الی انسانیته حسب ریکور، انها کفاح من اجل معنی الانسان. وظل العلم یبحث عما یحقق رفاهیه الانسان من خلال السیطره علی الطبیعه وتوسیع دایره حریته، غیر ان سوال جدوی الفلسفه یعاود الظهور دایما لا سیما فی عالمنا الیوم الذی صار مشبعا بالروح التقنیه التی سکنت جسد العلم حتی صار خطاب العلم مضادا للفلسفه، والذی لا یری فیها الا وجودا عابرا او لحظه تاریخیه تجاوزها العقل العلمی، وهذا ما یوکد خطوره نسیان العلم للفلسفه، فالعلم بنسیانه للفلسفه ینسی اساسه الحقیقی ویغترب عنه کما قال هیدجر. ومن هنا کان من الضروری ان نعرف جوهر الفلسفه فی العلم وجوهر العلم فی الفلسفه، ونقف بالتالی علی طبیعه العلاقه بینهما التی اتخذت طابع الصدام والخصام احیانا، کما اتخذت طابع الحوار والتلاقی فی کثیر من الاحیان، الا انها مع ذلک ظلت علاقه متمیزه لا تخرج عن اطار علاقه الام بابنایها.
إن الفلسفة والعلم يعملان على تحفيز الذات لبلوغ أعمق ماهياتها وأقصى إمكانياتها، فالفلسفة في جوهرها فاعلية عقلية، وموقف انتقادي من الوجود، ومنهج في التساؤل يستهدف فحص الوجود بكل مكوناته وأبعاده لكشف غموضه وسبر أغواره، كما تعد الفلسفة وفقا لغايتها التاريخية أسمى العلوم جميعا وأدقها لكونها تمثل مطلب الإنسانية الدائم في المعرفة الخالصة والمطلقة على حد تعبير هوسرل، كما ظلت الفلسفة من جهة أخرى منشغلة بإعادة الإنسان إلى إنسانيته حسب ريكور، إنها كفاح من أجل معنى الإنسان. وظل العلم يبحث عما يحقق رفاهية الإنسان من خلال السيطرة على الطبيعة وتوسيع دائرة حريته، غير أن سؤال جدوى الفلسفة يعاود الظهور دائما لا سيما في عالمنا اليوم الذي صار مشبعا بالروح التقنية التي سكنت جسد العلم حتى صار خطاب العلم مضادا للفلسفة، والذي لا يرى فيها إلا وجودا عابرا أو لحظة تاريخية تجاوزها العقل العلمي، وهذا ما يؤكد خطورة نسيان العلم للفلسفة، فالعلم بنسيانه للفلسفة ينسى أساسه الحقيقي ويغترب عنه كما قال هيدجر. ومن هنا كان من الضروري أن نعرف جوهر الفلسفة في العلم وجوهر العلم في الفلسفة، ونقف بالتالي على طبيعة العلاقة بينهما التي اتخذت طابع الصدام والخصام أحيانا، كما اتخذت طابع الحوار والتلاقي في كثير من الأحيان، إلا أنها مع ذلك ظلت علاقة متميزة لا تخرج عن إطار علاقة الأم بأبنائها.