دانلود کتاب های عربی
مخيلة الخندريس
نویسنده: name
ذات یوم مطیر، وانت تخاف من المطر والبرق، یخیفک اکثر الرعد الذی یصطحب البرق الفجایی، لیس ذلک خوفا من الموت، لکنها فوبیا صاحبتک منذ ان کنت طفلا صغیرا ترضع من ثدی امک، یوم ان خطفت الصاعقه روح والدک امام عینیک. عندما احتشدت السحب السوداء الخیره الحبلی بالمیاه فی السماء، فی الشرق، فاسرعت الخطی نحو بیتک. انت تعرف ان السحب القبلیه مطرها موکد. وهی معرفه شایعه وانت تهتم بکل ما ینذرک بالمطر، فلیست فی بلدک هییه ارصاد تهتم بصحتک و سلامتک، تحرکت من السوق الکبیر حیث تعمل قبل میعاد خروجک الطبیعی بساعتین، علی بعد خمس کیلومترات من بیتک فی حی الموظفین، حتی لا نفضحک فاننا سوف لا نذکر فی ایه مدینه انت، او اسمک کاملا، او رقم بیتک او تلفونک، سوف لا نصف هییتک کیف تبدو، فبعض الناس بامکانهم حرز من تکون وسیرسلون لک رسایل نصیه یقولون لک فیها: برکه ساکن کان یقصدک، وبذلک یزیفون الواقع، وهم الذین یقصدونک فی حقیقه الامر.عندما هبطت النقطه الاولی علی راسک الکبیر الاصلع، اصبت بهلع فوبوی عنیف. سالت نقاط الماء من اعلی راسک متدلیه فی دلال مرعب ناحیه فمک من انفک الافطس الذی بدا یرتجف الآن. مرت النقاط خلال شفتک العلیا عابره شاربک الکبیر الی شفتک السفلی. احتفظ شارباک ببعض الماء علی الشعیرات الخشنه السوداء، مررت علیهما کفک الیسری بطریقه غیر ارادیه، فی ذلک الحین لم یبیض شعرک کما هو الآن، لم تصبح ذقنک و لحیتک مثل مزرعه قطن منسیه بعد. لم تستطع ان تفتح فمک لبلع النقاط الطیبات التی جاءتک من السماء مباشره، ترکتها تسقط علی الارض لتنضم الی اخواتها السماویات تحت قدمیک، ما کنت تحتاج للبرق المرعب وهزیم رعد طایش، لکی تقفز علی اقرب جدار بیت من بیوت جیرانک لتنجو بنفسک. جدار من الطوب الاحمر مطلی بالجیر والاسمنت، بیت جارک العزیز. الماء یتبعه البرق، البرق تتبعه الصاعقه، الصاعقه قد اخذت روح ابیک وقد تاخذ روحک بذات العنف والقسوه، لقد حرقت ابیک حریقاً تاماً ونهاییاً، الی ان اصبح اسود مثل جوال الفحم. لم تترکه لکی یصرخ او یطلب النجده، لم تنذره، لم تمهله لکی یودعک بنظره قصیره
ذات يوم مطير، وأنت تخاف من المطر والبرق، يخيفك أكثر الرعد الذي يصطحب البرق الفجائي، ليس ذلك خوفا من الموت، لكنها فوبيا صاحبتك منذ ان كنت طفلا صغيرا ترضع من ثدي أمك، يوم ان خطفت الصاعقة روح والدك أمام عينيك. عندما احتشدت السحب السوداء الخيرة الحبلى بالمياه في السماء، في الشرق، فأسرعت الخطى نحو بيتك. أنت تعرف ان السحب القبلية مطرها مؤكد. وهي معرفة شائعة وأنت تهتم بكل ما ينذرك بالمطر، فليست في بلدك هيئة أرصاد تهتم بصحتك و سلامتك، تحركت من السوق الكبير حيث تعمل قبل ميعاد خروجك الطبيعي بساعتين، على بعد خمس كيلومترات من بيتك في حي الموظفين، حتى لا نفضحك فإننا سوف لا نذكر في أية مدينة أنت، أو اسمك كاملا، أو رقم بيتك أو تلفونك، سوف لا نصف هيئتك كيف تبدو، فبعض الناس بإمكانهم حرز من تكون وسيرسلون لك رسائل نصية يقولون لك فيها: بركة ساكن كان يقصدك، وبذلك يزيفون الواقع، وهم الذين يقصدونك في حقيقة الأمر.عندما هبطت النقطة الأولى على راسك الكبير الأصلع، أصبت بهلع فوبوي عنيف. سالت نقاط الماء من أعلى راسك متدلية في دلال مرعب ناحية فمك من انفك الأفطس الذي بدأ يرتجف الآن. مرت النقاط خلال شفتك العليا عابرة شاربك الكبير إلى شفتك السفلى. احتفظ شارباك ببعض الماء على الشعيرات الخشنة السوداء، مررت عليهما كفك اليسرى بطريقة غير إرادية، في ذلك الحين لم يبيض شعرك كما هو الآن، لم تصبح ذقنك و لحيتك مثل مزرعة قطن منسية بعد. لم تستطع ان تفتح فمك لبلع النقاط الطيبات التي جاءتك من السماء مباشرة، تركتها تسقط على الأرض لتنضم إلى أخواتها السماويات تحت قدميك، ما كنت تحتاج للبرق المرعب وهزيم رعد طائش، لكي تقفز على اقرب جدار بيت من بيوت جيرانك لتنجو بنفسك. جدار من الطوب الأحمر مطلي بالجير والأسمنت، بيت جارك العزيز. الماء يتبعه البرق، البرق تتبعه الصاعقة، الصاعقة قد أخذت روح أبيك وقد تأخذ روحك بذات العنف والقسوة، لقد حرقت أبيك حريقاً تاماً ونهائياً، إلى ان أصبح اسود مثل جوال الفحم. لم تتركه لكي يصرخ أو يطلب النجدة، لم تنذره، لم تمهله لكي يودعك بنظرة قصيرة
