هذا الکتاب .. یشکل حلقه فی اطار دراسه حرکات التجدید ورواد الاصلاح وتقویم مسیرتها والافاده من عبرتها، وهو محاوله لفتح نافذه علی عالم الاستاذ مالک بن نبی، رحمه الله، ومنهجه المتمیز، الذی تمحور حول شروط النهضه واعاده بناء الشاکله الثقافیه، واعتبارها محل الخلل.. فمالک، رحمه الله، لیس فقیها ولا مفسرا، وانما صاحب رویه حضاریه وثقافیه، عرف ذاته من خلال (الآخر) واهتدی بفطرته السلیمه وبصیرته النافذه الی قیم الاسلام. غیر ان الذهنیه الاسلامیه، فی حینها، لم تتقبل رویه مالک؛ لانها لم تالف هذا النهج النقدی، ولم ترتح الیه فی فوره الحمس والمواجهه وتحکم فکر الازمه. وقد یکون السبب الاساس فی عدم الافاده من فکر الاستاذ مالک بالشکل المطلوب: الروح الحزبیه الضیقه، ذلک ان معظم الجماعات والاحزاب تحولت الی اقطاعات بشریه منعزله وطوایف منغلقه علی ذاتها مفتونه برایها وفکرها، خایفه علی اختطاف اتباعها. ولقد حاول الباحث اعاده قراءه فکر الاستاذ مالک واسقاطه علی حقبه العولمه؛ وتاتی هذه المحاوله فی حینها، باعتبار ان العولمه باتت تشکل النسخه المتطوره للاستعمار، ومرحله التحول فی الهیمنه والتحکم الی الاحتواء الثقافی او ما یسمی بالقوه (المرنه). ویبقی ما قدمه الباحث فی هذا الکتاب هو صناعه المفتاح، الذی یمکن من دخول عالم مالک الثقافی، والتزود بروی ثقافیه تمکن المسلم من اداء دوره فی القرن الواحد والعشرین؛ ذلک ان منهج مالک وعطاوه الثقافی حاسه لازمه للعقل المسلم وللعمل الاسلامی. وکم کنا نتمنی علی الباحث ان یقدم قراءه نقدیه لفکر مالک ایضا ولا یقتصر علی التوصیف والاسقاط شان الکثیر من الدراسات فی هذا المیدان.
هذا الكتاب .. يشكل حلقة في إطار دراسة حركات التجديد ورواد الإصلاح وتقويم مسيرتها والإفادة من عبرتها، وهو محاولة لفتح نافذة على عالم الأستاذ مالك بن نبي، رحمه الله، ومنهجه المتميز، الذي تمحور حول شروط النهضة وإعادة بناء الشاكلة الثقافية، واعتبارها محل الخلل.. فمالك، رحمه الله، ليس فقيها ولا مفسرا، وإنما صاحب رؤية حضارية وثقافية، عرف ذاته من خلال (الآخر) واهتدى بفطرته السليمة وبصيرته النافذة إلى قيم الإسلام. غير أن الذهنية الإسلامية، في حينها، لم تتقبل رؤية مالك؛ لأنها لم تألف هذا النهج النقدي، ولم ترتح إليه في فورة الحمس والمواجهة وتحكم فكر الأزمة. وقد يكون السبب الأساس في عدم الإفادة من فكر الأستاذ مالك بالشكل المطلوب: الروح الحزبية الضيقة، ذلك أن معظم الجماعات والأحزاب تحولت إلى إقطاعات بشرية منعزلة وطوائف منغلقة على ذاتها مفتونة برأيها وفكرها، خائفة على اختطاف أتباعها. ولقد حاول الباحث إعادة قراءة فكر الأستاذ مالك وإسقاطه على حقبة العولمة؛ وتأتي هذه المحاولة في حينها، باعتبار أن العولمة باتت تشكل النسخة المتطورة للاستعمار، ومرحلة التحول في الهيمنة والتحكم إلى الاحتواء الثقافي أو ما يسمى بالقوة (المرنة). ويبقى ما قدمه الباحث في هذا الكتاب هو صناعة المفتاح، الذي يمكن من دخول عالم مالك الثقافي، والتزود برؤى ثقافية تمكن المسلم من أداء دوره في القرن الواحد والعشرين؛ ذلك أن منهج مالك وعطاؤه الثقافي حاسة لازمة للعقل المسلم وللعمل الإسلامي. وكم كنا نتمنى على الباحث أن يقدم قراءة نقدية لفكر مالك أيضا ولا يقتصر على التوصيف والإسقاط شأن الكثير من الدراسات في هذا الميدان.