.کتاب المفصل فی تاریخ العرب قبل الاسلام - ج2 pdf تالیف جواد علی، اعتاد الناس ان یسموا تاریخ العرب قبل الاسلام (التاریخ الجاهلی)، او (تاریخ الجاهلیه)، وان یذهبوا الی ان العرب کانت تقلب علیهم البداوه، وانهم کانوا قد تحلفوا عمن حولهم فی الحضاره، فعاش اکثرهم عیشه قبایل رحل، فی جهله وغفله، لم تکن لهم صلات بالعالم الخارجی، ولم یکن للعالم الخارجی اتصال بهم، امّیون عبده اصنام، لیس لهم تاریخ حافل، لذلک عرفت تلک الحقبه التی سبقت الاسلام عندهم بـ(الجاهلیه). والجاهلیه اصطلاح مستحدث، ظهر بظهور الاسلام، وقد اطلق علی حال قبل الاسلام تمییزاً وتفریقاً لها عن الحاله التی صار علیها العرب بظهور الرساله. واختلف العلماء فی تحدید مبدا الجاهلیه، او العصر الجاهلی. فذهب بعضهم الی ان الجاهلیه کانت بین نوح وادریس. وذهب آخرون الی انها کانت بین آدم ونوح، او انها بین موسی وعیسی، او الفتره التی کانت ما بین عیسی ومحمد. واما منتهاها، فظهور الرسول ونزول الوحی عند الاکثرین، او فتح مکه عند جماعه. وذهب ابن خالویه الی ان هذه اللفظه اطلقت فی الاسلام علی الزمن الذی کان قبل البعثه. والذی یفهم خاصه من کتب الحدیث ان اصحاب الرسول کانوا یعنون بـ(الجاهلیه) الزمان الذی عاشوا فیه قبل الاسلام، وقبل نزول الوحی، فکانوا یسالون الرسول عن احکامها، وعن موقعهم منها بعد اسلامهم، وعن العهود التی قطعوها علی انفسهم فی ذلک العهد. وقد اقر الرسول بعضها، ونهی عن بعض آخر، وذلک یدل علی ان هذا المعنی کان قد تخصص منذ ذلک الحین، واصبح للفظه (الجاهلیه) مدلول خاص فی عهد الرسول. اما بالنسبه لتاریخ الجاهلیه فیعد اضعف قسم کتبه المورخون العرب فی تاریخ العرب، یعوزه التحقیق والتدقیق والغربله. واکثر ما ذکروه علی انه تاریخ هذه الحقبه، هو اساطیر، وقصص شعبی، واخبار اخذت عن اهل الکتاب ولا سیما الیهود، واشیاء وضعها الوضاعون فی الاسلام، لمآرب اقتضتها العواطف والموثرات الخاصه.
.كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام - ج2 pdf تأليف جواد علي، اعتاد الناس أن يسموا تاريخ العرب قبل الإسلام (التاريخ الجاهلي)، أو (تاريخ الجاهلية)، وأن يذهبوا إلى أن العرب كانت تقلب عليهم البداوة، وأنهم كانوا قد تحلفوا عمن حولهم في الحضارة، فعاش أكثرهم عيشة قبائل رحل، في جهلة وغفلة، لم تكن لهم صلات بالعالم الخارجي، ولم يكن للعالم الخارجي اتصال بهم، أمّيون عبدة أصنام، ليس لهم تاريخ حافل، لذلك عرفت تلك الحقبة التي سبقت الإسلام عندهم بـ(الجاهلية). والجاهلية اصطلاح مستحدث، ظهر بظهور الإسلام، وقد أطلق على حال قبل الإسلام تمييزاً وتفريقاً لها عن الحالة التي صار عليها العرب بظهور الرسالة. واختلف العلماء في تحديد مبدأ الجاهلية، أو العصر الجاهلي. فذهب بعضهم إلى أن الجاهلية كانت بين نوح وإدريس. وذهب آخرون إلى أنها كانت بين آدم ونوح، أو أنها بين موسى وعيسى، أو الفترة التي كانت ما بين عيسى ومحمد. وأما منتهاها، فظهور الرسول ونزول الوحي عند الأكثرين، أو فتح مكة عند جماعة. وذهب ابن خالوية إلى أن هذه اللفظة أطلقت في الإسلام على الزمن الذي كان قبل البعثة. والذي يفهم خاصة من كتب الحديث أن أصحاب الرسول كانوا يعنون بـ(الجاهلية) الزمان الذي عاشوا فيه قبل الإسلام، وقبل نزول الوحي، فكانوا يسألون الرسول عن أحكامها، وعن موقعهم منها بعد إسلامهم، وعن العهود التي قطعوها على أنفسهم في ذلك العهد. وقد أقر الرسول بعضها، ونهى عن بعض آخر، وذلك يدل على أن هذا المعنى كان قد تخصص منذ ذلك الحين، وأصبح للفظة (الجاهلية) مدلول خاص في عهد الرسول. أما بالنسبة لتأريخ الجاهلية فيعد أضعف قسم كتبه المؤرخون العرب في تاريخ العرب، يعوزه التحقيق والتدقيق والغربلة. وأكثر ما ذكروه على أنه تاريخ هذه الحقبة، هو أساطير، وقصص شعبي، وأخبار أخذت عن أهل الكتاب ولا سيما اليهود، وأشياء وضعها الوضاعون في الإسلام، لمآرب اقتضتها العواطف والمؤثرات الخاصة.