شهد القرن الاخیر من القرن العشرین وبدایات العقد الاول من القرن الحادی والعشرین حدوث تغیرات جوهریه فی طبیعه النظام الدولی وخصایصه ادت بمجملها الی اعاده ترتیب توازناته وعلاقات القوه والتفاعل فیه، وکانت بدایه تلک التغیرات مع انتهاء مرحله الحرب البارده والوفاق الدولی، اما نهایتها فکانت مع تفکک الاتحاد السوفیتی وانهیار المعسکر الاشتراکی، رافق ذلک وتبعه انتشار قیم اللیبرالیه السیاسیه (الدیمقراطیه) والاقتصادیه (الراسمالیه) وانتقالها الی اغلب المجتمعات حتی التی کانت ترفض هذه القیم وتعادیها فی السابق مما اوحی بانتصار المعسکر الراسمالی ونظامه السیاسی – الاقتصادی لیصبح النظام الاول والوحید فی العالم وتنفرد الدوله الاقوی فیه ((الولایات المتحده الامریکیه)) بمکانه ودور الدوله العظمی الوحیده فی النظام الدولی الذی ما زال قید التکوین. واذا حرصت الادارات الامریکیه المتعاقبه علی الافاده القصوی من هذه الاحداث والعمل علی ترسیخ نتایجها وتحویلها الی حقایق ثابته ونهاییه، فقد عملت بجدیه واصرار لاعاده صیاغه تراتبات القوی فی النظام الدولی ومبادی فعلها وتفاعلها، مستهدفه من ذلک جعله نظاما دولیا جدیدا تنفرد فیه الولایات المتحده، ما امکن بموقع القطب الوحید وادواره الاساسیه الفاعله، خدمه لمصالحها الخاصه وتحقیقا لاهدافها الذاتیه وفی مقدمتها هدف ابقاء الاوضاع الدولیه علی ما هی علیه، ولجوء المتضررین الی شرعیه دولیه، اصبحت هی الاخری محکومه بالاداره الامریکیه وخاضعه لسلطتها التقدیریه غیر العادله.
شهد القرن الأخير من القرن العشرين وبدايات العقد الأول من القرن الحادي والعشرين حدوث تغيرات جوهرية في طبيعة النظام الدولي وخصائصه أدت بمجملها إلى إعادة ترتيب توازناته وعلاقات القوة والتفاعل فيه، وكانت بداية تلك التغيرات مع انتهاء مرحلة الحرب الباردة والوفاق الدولي، أما نهايتها فكانت مع تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار المعسكر الاشتراكي، رافق ذلك وتبعه انتشار قيم الليبرالية السياسية (الديمقراطية) والاقتصادية (الرأسمالية) وانتقالها إلى أغلب المجتمعات حتى التي كانت ترفض هذه القيم وتعاديها في السابق مما أوحى بانتصار المعسكر الرأسمالي ونظامه السياسي – الاقتصادي ليصبح النظام الأول والوحيد في العالم وتنفرد الدولة الأقوى فيه ((الولايات المتحدة الأمريكية)) بمكانة ودور الدولة العظمى الوحيدة في النظام الدولي الذي ما زال قيد التكوين. وإذا حرصت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على الإفادة القصوى من هذه الأحداث والعمل على ترسيخ نتائجها وتحويلها إلى حقائق ثابتة ونهائية، فقد عملت بجدية وإصرار لإعادة صياغة تراتبات القوى في النظام الدولي ومبادئ فعلها وتفاعلها، مستهدفة من ذلك جعله نظاما دوليا جديدا تنفرد فيه الولايات المتحدة، ما أمكن بموقع القطب الوحيد وأدواره الأساسية الفاعلة، خدمة لمصالحها الخاصة وتحقيقا لأهدافها الذاتية وفي مقدمتها هدف إبقاء الأوضاع الدولية على ما هي عليه، ولجوء المتضررين إلى شرعية دولية، أصبحت هي الأخرى محكومة بالإدارة الأمريكية وخاضعة لسلطتها التقديرية غير العادلة.