تحمیلکنت اقوم بالوقوف مع آیات سوره الجن فوجدت الکثیر من التشعب فی هذا الموضوع، فعالم الجن من الامور التی علِق بها الکثیر من الاساطیر والخرافات علی مدی التاریخ، فمن الناس من بالغ فیهم حتی عبدهم من دون الله عز وجل (... بَلْ کَانُوا یَعْبُدُونَ الْجِنَّ اَکْثَرُهُم بهِم مُّوْمِنُونَ41 سبا)، کما نجد فی الطرف الآخر من ینکر وجودهم جمله وتفصیلا بحجه انه عالم غیر محسوس، وهذا من العجب العجاب ! فهل عرف هولاء کل مخلوقات الله فی هذا الکون حتی یصلوا لهذا الجزم ! اذا کان الانسان لا یزال یجهل کثیرا مما یوجد بداخل جسده، فکیف یصل لادراک کل ما فی الکون، وهنا یحسُن التاکید علی القاعده التی تقول: "عدم العلم لا یقتضی عدم الوجود".لقد ساعدنی هذا الکتاب فی الوصول الی تصور معتدل بین الواقعیه والخیال من خلال تتبع ذکر الجن فی القران الکریم والسنه النبویه الثابته. بدا الکتاب بمقدمه للمحقق ثم بنبذه عن حیاه الاستاذ سید قطب، بعد ذلک تتبع الکتاب الآیات التی ورد فیها ذکر الجن متماشیا مع ترتیب سور القران. فیطیل الحدیث ویبسطه فی المواضع التی کان فیها تفصیلا فی الآیات الوارده بشانهم کما ورد فی قصتهم مع سلیمان علیه السلام فی سورتی النمل و سبا. کما یطنب الحدیث فیما ذکر عن استماع الجن للنبی صلی الله علیه وسلم فی سوره الاحقاف والجن ویتتبع الاحادیث النبویه الثابته بهذا الشان. اما الموضع الذی شدنی وکانی اقرا عنه لاول مره فهو ما جاء فی سوره الرحمن من خطاب لهم وللانس بهذه السوره العظیمه التی تخاطبهم وکانهم کاین واحد فهم خلقوا لهدف واحد. ویختم بما ختم به القران من الاستعاذه من وسوسه الجن والانس وکیف ان سورتی الفلق والناس حصن حصین من کل شر.الکتاب عباره عن بحث قیم یعیش بک مع القرآن بشکل جمیل واسلوب ادبی رفیع لیس غریبا علی علم من اعلام الادب وفارس من فرسان الکلمه. اما خاتمه الکتاب فعباره عن رساله لشیخ الاسلام ابن تیمیه رحمه الله فی موضوع الجن وحقیقتهم وتقع فی 6 صفحات.اتمنی لکم قراءه ممتعه ومفیده.الکاتب : د. سید قطب حقوق الکتاب محفوظه للکاتب
تحميلكنت أقوم بالوقوف مع آيات سورة الجن فوجدت الكثير من التشعب في هذا الموضوع، فعالم الجن من الأمور التي علِق بها الكثير من الأساطير والخرافات على مدى التاريخ، فمن الناس من بالغ فيهم حتى عبدهم من دون الله عز وجل (... بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ41 سبأ)، كما نجد في الطرف الآخر من ينكر وجودهم جملة وتفصيلا بحجة أنه عالم غير محسوس، وهذا من العجب العجاب ! فهل عرف هؤلاء كل مخلوقات الله في هذا الكون حتى يصلوا لهذا الجزم ! إذا كان الإنسان لا يزال يجهل كثيرا مما يوجد بداخل جسده، فكيف يصل لإدراك كل ما في الكون، وهنا يحسُن التأكيد على القاعدة التي تقول: "عدم العلم لا يقتضي عدم الوجود".لقد ساعدني هذا الكتاب في الوصول إلى تصور معتدل بين الواقعية والخيال من خلال تتبع ذكر الجن في القران الكريم والسنة النبوية الثابتة. بدأ الكتاب بمقدمة للمحقق ثم بنبذة عن حياة الأستاذ سيد قطب، بعد ذلك تتبع الكتاب الآيات التي ورد فيها ذكر الجن متماشيا مع ترتيب سور القران. فيطيل الحديث ويبسطه في المواضع التي كان فيها تفصيلا في الآيات الواردة بشأنهم كما ورد في قصتهم مع سليمان عليه السلام في سورتي النمل و سبأ. كما يطنب الحديث فيما ذكر عن استماع الجن للنبي صلى الله عليه وسلم في سورة الأحقاف والجن ويتتبع الأحاديث النبوية الثابتة بهذا الشأن. اما الموضع الذي شدني وكأني اقرأ عنه لأول مرة فهو ما جاء في سورة الرحمن من خطاب لهم وللإنس بهذه السورة العظيمة التي تخاطبهم وكأنهم كائن واحد فهم خلقوا لهدف واحد. ويختم بما ختم به القران من الاستعاذة من وسوسة الجن والإنس وكيف أن سورتي الفلق والناس حصن حصين من كل شر.الكتاب عبارة عن بحث قيم يعيش بك مع القرآن بشكل جميل وأسلوب أدبي رفيع ليس غريبا على علم من أعلام الأدب وفارس من فرسان الكلمة. أما خاتمة الكتاب فعبارة عن رسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في موضوع الجن وحقيقتهم وتقع في 6 صفحات.أتمنى لكم قراءة ممتعة ومفيدة.الكاتب : د. سيد قطب حقوق الكتاب محفوظة للكاتب