کتاب الدکتورة بثینة بن حسین یتناول ما أسمی بالفتنة الثّانیة أو بالأحری الفترة الأولی منها، موضوع الکتاب جذاب والتقدیم له مشجع جدا، من تولّی یزید بن معاویة الخلافة فی سنة 61هـ إلی زمن وفاته فی 64هـ. فی هذه الفترة القصیرة ابتدأت الفتنة، لکنّ فی واقع الأمر استعرت نارها بعد موت یزید علی حدود سنة 78هـ واتّخذت أشکالاً متنوّعة، ولم یکن من الممکن أن تُدرس کاملة من بدایتها إلی نهایتها فی کتاب واحد مهما کان حجمه، فوجّهت الدّکتورة بثینة طاقتها إلی فترة انطلاقها وعلی وجه من وجوهها، هذا الوجه هو مشکلة شرعیّة خلافة یزید التی أورثه إیاها فی آخر حیاته أبوه معاویة، وهذا تغیر جذریّ فی مسار الخلافة الإسلامیّة، فقامت ثورة الحسین بن علیّ ومن بعده ثورة عبداللّه بن الزّبیر، ممتنعین عن مبایعة الخلیفة الجدید، وفی وسط کل ذلک ثورة الحرّة فی المدینة. کلّ هذا، وطوال هذه الفترة، حلّلته الدکتورة بثینة، بکلّ تأنّ وفی تفاصیله اللاّمتناهیة التی زخرت بها کتب التّاریخ القدیمة من أمثال تاریخ الطّبری، وأنساب الأشراف للبلاذری، نقل المکتوب فی الکتب القدیمة دون تقدیم تفسیر او تبریر او توضیح، القفز بین أحداث کان بینها العشرات من السنین ثم العودة مرة أخری لأولها، بشکل عام فان الکتاب یعطیک الانطباع رائع عن تلک الفتره کما قامت المؤلفة بتقدیم نظرة فلسفیة تشابه الدراسات الاجتماعیة کتعلیق علی بعض أجزاء الکتاب، هذه اضافة جیدة.
كتاب الدكتورة بثينة بن حسين يتناول ما أسمي بالفتنة الثّانية أو بالأحرى الفترة الأولى منها، موضوع الكتاب جذاب والتقديم له مشجع جدا، من تولّي يزيد بن معاوية الخلافة في سنة 61هـ إلى زمن وفاته في 64هـ. في هذه الفترة القصيرة ابتدأت الفتنة، لكنّ في واقع الأمر استعرت نارها بعد موت يزيد على حدود سنة 78هـ واتّخذت أشكالاً متنوّعة، ولم يكن من الممكن أن تُدرس كاملة من بدايتها إلى نهايتها في كتاب واحد مهما كان حجمه، فوجّهت الدّكتورة بثينة طاقتها إلى فترة انطلاقها وعلى وجه من وجوهها، هذا الوجه هو مشكلة شرعيّة خلافة يزيد التي أورثه إياها في آخر حياته أبوه معاوية، وهذا تغير جذريّ في مسار الخلافة الإسلاميّة، فقامت ثورة الحسين بن عليّ ومن بعده ثورة عبداللّه بن الزّبير، ممتنعين عن مبايعة الخليفة الجديد، وفي وسط كل ذلك ثورة الحرّة في المدينة. كلّ هذا، وطوال هذه الفترة، حلّلته الدكتورة بثينة، بكلّ تأنّ وفي تفاصيله اللاّمتناهية التي زخرت بها كتب التّاريخ القديمة من أمثال تاريخ الطّبري، وأنساب الأشراف للبلاذري، نقل المكتوب في الكتب القديمة دون تقديم تفسير او تبرير او توضيح، القفز بين أحداث كان بينها العشرات من السنين ثم العودة مرة أخرى لأولها، بشكل عام فان الكتاب يعطيك الانطباع رائع عن تلك الفتره كما قامت المؤلفة بتقديم نظرة فلسفية تشابه الدراسات الاجتماعية كتعليق على بعض أجزاء الكتاب، هذه اضافة جيدة.