أیتها المؤامرة أتخجلین أن تبرزی جبهتک الربداء فی غیاهب اللیل عند منبث عوامل السوء , وتفشی کل آفة منکرة وسوءة خبیثة؟ فلیت شعری إذا طلع علیک النهار وسطع علی عوراتک ضیاؤه , أین تجدین من الغیران والکهوف ما یستطیع أن یخفی صورتک الشنعاء بظلمته , ویخبئ طلعتک النکراء فی غیابته ؟ لا تبتغن مخبأ أیتها الؤامرة ولا تلتمسنّ مستترًا , ولکن احجبی وجهک البشع المخوف بخمار البشر والبشاشة; لأنک إن برزت فی سحنتک الحقیقیة فلن یسترک عن مستشف النظرات الثاقبة قعر الجحیم بحالک ظلماته .یولیوس قیصر عظیم الرومان ولد سنة 100 وتوفی سنة 44 قبل المیلاد.وهو أول من أطلق علی نفسه لقب: إمبراطور . ویعتبر یولیوس قیصر من أبرز الشخصیات العسکریة الفذة فی التاریخ وسبب ثورة تحویل روما من جمهوریة الی امبراطوریة. یولیوس قیصر قتل غدراً بالرغم من کل ما أنجز لشعبه وبلده، لکن الطمع والجشع، وحب السلطة والثروة قاد المقربین منه للتخطیط واغتیاله. کان أخر من طعنه أحب أصدقائه إلیه ومحل ثقته، والشخص الأقرب إلی قلبه “بروتس” عند طعن (یولیوس قیصر) نظر فی عینی صدیقه وقال له: حتی أنت یا بروتس, اذا فلیمت قیصرهذا الوضع شبیه بقول الحلاج :لم تجرحنی الحجرة التی رماها العدو بل جرحتنی الوردة التی رماها الصدیق.فما بال قیصر یتجبر علینا إذن ؟ یا للمسکین ! إنی موقن أنه ما کان لیصیر ذئباً لولا أنه لا یری الرومانیین إلا نعاجاً ، وما کان لیغدو ضرغاماً لو لم یکن الرومانیون وعولاً .. إن الذین یتعجلون إضرام النار إنما یبدءونها بضعیف القش ، فأیة حثالة غدت روما .. حین تتیح لعامة الشعب أن یعمل لتأجیج وتمجید شئ تافه کقیصر ؟ أی شئ فی قیصر ذاک ؟ لماذا ینبغی لذلک الإسم أن یکون أجری علی الألسنه من اسمک !؟ " والروایة وتکسر قاعدة مهمة تقول انه لا یمکن ان یجتمع الشئ ونقیضه فی آن واحد .. ففی هذا العمل اجتمعت بداخلی کتیر من المشاعر المتناقضة .. فأنا أکره قیصر مرة ، وأتعاطف معه فی موقفِ آخر .. واری موقف بروتس ومن معه موقف بطولی مرة ، وموقف غدر وخیانة مرة .. أن تجتمع کل هذه المتناقضات مرة واحده ، فتجعلک فی لهفة لمعرفة باقی الأحداث ، وفی ترکیز کامل لمعفة مغزی کل جملة وکل کلمة .. هذا هو الجمال بعینه !!.أکثر ما اعجبنی فی هذا العمل هو القدرة الرائعه فی التحلیل النفسانی .. فهنا الشخصیة هی التی تصور الحدث ، لا العکس .. فما یکاد یتحدث أحد الأشخاص حتی یظهر کل ما یضمره ، وکل ما یخفیه بداخله .. أما عن المتناقضات .. لا بد أن شکسبیر کان خبیراً بهذا التناقض الذی یجول بداخل النفس البشریة ، فأنت تری الشخص یقول شئ فی موقف ویقول عکسه فی موقف آخر .. وغالباً ما یکون هذا التناقض نابع من تیه نفسی وعقلی ، أو تردد تجاه هذا الموقف مثلما حدث مع بروتس وکاسیوس لذلک کان هناک إکثار فی المتناقضات من الأقوال والأعمال .. قد تجعلک فی موقف صعب لمحاولة التوفیق بین الکثیر منها .ومن اراد ان یخرج من هذه المسرحیة بمعلومة ثابتة عن قیصر سیفشل .. سیخرج من المسرحیة وهو لا یعلم من هو قیصر ، ولا موقفه منه .. أأنت معه أم ضده ، فتارة یمدحه صدیقه وحبیبه انطونیو ، وتارة یمدحه خصومه والمتآمرون علیه بدعوی انه ضعیف او انه یطمع فی الملک أو الخوف من أن یزداد عظمة فیتطرف .. أی ان حتی خصومه یمدحونه وفی الوقت نفسه یظهر لک قیصر بکلامه المغرور وعظمته یتحدث بأنه أکبر من الجبن ، وأعلی من الکذب .. یزداد غروراً قبل موته . حتی فی خصومه واعداءه إما غبی مثل کاسکا او خبیث داهیة مثل کاسیوس أم نبیل وطیب وذکی ومتردد مثل بروتس . ولأن شکسبیر بارع فی التحلیل النفسی لشخصیاته ..فاستطاع ان یظهر الجماهیر فی حقیقتها الکاملة ، الجهل والتقلب والهمجیة .. واظهر ذلک فی المشهد الذی قام فیه الجمهور بالاعتداء علی شخص اسمه مشابه لاسم أحد المتآمرین .. هی شهوة التعطش للدم وهمجیة غیر مبررة واظهر حقیقتهم الدائمة .. فی انهم قد ینضموا لمعسکر من المعسکرات بمجرد ان یحسن صاحبه الخطبة والکلام .. ولا یهتموا بمعرفة الحقیقة کاملة سواء من هذا أو ذاک. فی النهایة شکسبیر یجعلک تدرک حقیقة کل شخصیة .. بلا استثناء لدرجة انه یضیف الی المسرحیة مشاهد لا لا وظیفة لها سوی أنها تساعده فی تشریحه النفسی لهذه الشخصیات کما حدث مع زوجة بروتوس أو مع الشاعر سینا. کان من أکثر المشاهد المؤثرة لحظة مقتل قیصر حین قال : " حتی انت یا بروتس .. ! - إذن فاسقط یا قیصر " .عبارة لخصت کل ما فی هذه النفس البشریة من حقد وحب وکره وحزن وغضب . کانت النهایة مأساویة جداً .. بشکل یجعلک ت درک حقیقة واحدة .. " أننا جمیعاً أوغاد " .. آه یولیوس قیصر ! أنت ما زلت شدید البأس إن روحک طلیق یتجول ، ویرد سیوفنا الی صمیم أحشائنا أواه لیت الانسان یعلم عاقبة أمر هذا النهار قبل أن یاتی .. لکن حسبنا أن النهار سینصرم وعندها لا بد ان نعرف العاقبة .. !!
أيتها المؤامرة أتخجلين أن تبرزي جبهتك الربداء في غياهب الليل عند منبث عوامل السوء , وتفشي كل آفة منكرة وسوءة خبيثة؟ فليت شعري إذا طلع عليك النهار وسطع على عوراتك ضياؤه , أين تجدين من الغيران والكهوف ما يستطيع أن يخفي صورتك الشنعاء بظلمته , ويخبئ طلعتك النكراء في غيابته ؟ لا تبتغن مخبأ أيتها الؤامرة ولا تلتمسنّ مستترًا , ولكن احجبي وجهك البشع المخوف بخمار البشر والبشاشة; لأنك إن برزت في سحنتك الحقيقية فلن يسترك عن مستشف النظرات الثاقبة قعر الجحيم بحالك ظلماته .يوليوس قيصر عظيم الرومان ولد سنة 100 وتوفي سنة 44 قبل الميلاد.وهو أول من أطلق على نفسه لقب: إمبراطور . ويعتبر يوليوس قيصر من أبرز الشخصيات العسكرية الفذة في التاريخ وسبب ثورة تحويل روما من جمهورية الى امبراطورية. يوليوس قيصر قتل غدراً بالرغم من كل ما أنجز لشعبه وبلده، لكن الطمع والجشع، وحب السلطة والثروة قاد المقربين منه للتخطيط واغتياله. كان أخر من طعنه أحب أصدقائه إليه ومحل ثقته، والشخص الأقرب إلى قلبه “بروتس” عند طعن (يوليوس قيصر) نظر في عيني صديقه وقال له: حتى أنت يا بروتس, اذا فليمت قيصرهذا الوضع شبيه بقول الحلاج :لم تجرحني الحجرة التي رماها العدو بل جرحتني الوردة التي رماها الصديق.فما بال قيصر يتجبر علينا إذن ؟ يا للمسكين ! إني موقن أنه ما كان ليصير ذئباً لولا أنه لا يرى الرومانيين إلا نعاجاً ، وما كان ليغدو ضرغاماً لو لم يكن الرومانيون وعولاً .. إن الذين يتعجلون إضرام النار إنما يبدءونها بضعيف القش ، فأية حثالة غدت روما .. حين تتيح لعامة الشعب أن يعمل لتأجيج وتمجيد شئ تافه كقيصر ؟ أي شئ في قيصر ذاك ؟ لماذا ينبغي لذلك الإسم أن يكون أجرى على الألسنه من اسمك !؟ " والرواية وتكسر قاعدة مهمة تقول انه لا يمكن ان يجتمع الشئ ونقيضه في آن واحد .. ففي هذا العمل اجتمعت بداخلي كتير من المشاعر المتناقضة .. فأنا أكره قيصر مرة ، وأتعاطف معه في موقفِ آخر .. وارى موقف بروتس ومن معه موقف بطولي مرة ، وموقف غدر وخيانة مرة .. أن تجتمع كل هذه المتناقضات مرة واحده ، فتجعلك في لهفة لمعرفة باقي الأحداث ، وفي تركيز كامل لمعفة مغزى كل جملة وكل كلمة .. هذا هو الجمال بعينه !!.أكثر ما اعجبني في هذا العمل هو القدرة الرائعه في التحليل النفساني .. فهنا الشخصية هي التي تصور الحدث ، لا العكس .. فما يكاد يتحدث أحد الأشخاص حتى يظهر كل ما يضمره ، وكل ما يخفيه بداخله .. أما عن المتناقضات .. لا بد أن شكسبير كان خبيراً بهذا التناقض الذي يجول بداخل النفس البشرية ، فأنت ترى الشخص يقول شئ في موقف ويقول عكسه في موقف آخر .. وغالباً ما يكون هذا التناقض نابع من تيه نفسي وعقلي ، أو تردد تجاه هذا الموقف مثلما حدث مع بروتس وكاسيوس لذلك كان هناك إكثار في المتناقضات من الأقوال والأعمال .. قد تجعلك في موقف صعب لمحاولة التوفيق بين الكثير منها .ومن اراد ان يخرج من هذه المسرحية بمعلومة ثابتة عن قيصر سيفشل .. سيخرج من المسرحية وهو لا يعلم من هو قيصر ، ولا موقفه منه .. أأنت معه أم ضده ، فتارة يمدحه صديقه وحبيبه انطونيو ، وتارة يمدحه خصومه والمتآمرون عليه بدعوى انه ضعيف او انه يطمع في الملك أو الخوف من أن يزداد عظمة فيتطرف .. أي ان حتى خصومه يمدحونه وفي الوقت نفسه يظهر لك قيصر بكلامه المغرور وعظمته يتحدث بأنه أكبر من الجبن ، وأعلى من الكذب .. يزداد غروراً قبل موته . حتى في خصومه واعداءه إما غبي مثل كاسكا او خبيث داهية مثل كاسيوس أم نبيل وطيب وذكي ومتردد مثل بروتس . ولأن شكسبير بارع في التحليل النفسي لشخصياته ..فاستطاع ان يظهر الجماهير في حقيقتها الكاملة ، الجهل والتقلب والهمجية .. واظهر ذلك في المشهد الذي قام فيه الجمهور بالاعتداء على شخص اسمه مشابه لاسم أحد المتآمرين .. هي شهوة التعطش للدم وهمجية غير مبررة واظهر حقيقتهم الدائمة .. في انهم قد ينضموا لمعسكر من المعسكرات بمجرد ان يحسن صاحبه الخطبة والكلام .. ولا يهتموا بمعرفة الحقيقة كاملة سواء من هذا أو ذاك. في النهاية شكسبير يجعلك تدرك حقيقة كل شخصية .. بلا استثناء لدرجة انه يضيف الى المسرحية مشاهد لا لا وظيفة لها سوى أنها تساعده في تشريحه النفسي لهذه الشخصيات كما حدث مع زوجة بروتوس أو مع الشاعر سينا. كان من أكثر المشاهد المؤثرة لحظة مقتل قيصر حين قال : " حتى انت يا بروتس .. ! - إذن فاسقط يا قيصر " .عبارة لخصت كل ما في هذه النفس البشرية من حقد وحب وكره وحزن وغضب . كانت النهاية مأساوية جداً .. بشكل يجعلك ت درك حقيقة واحدة .. " أننا جميعاً أوغاد " .. آه يوليوس قيصر ! أنت ما زلت شديد البأس إن روحك طليق يتجول ، ويرد سيوفنا الى صميم أحشائنا أواه ليت الانسان يعلم عاقبة أمر هذا النهار قبل أن ياتي .. لكن حسبنا أن النهار سينصرم وعندها لا بد ان نعرف العاقبة .. !!