زوبعة من المشاعر الغرائبیّة تکتنف روحک.. منذ الکلمات الأُوَل.. تشهق الأکباد.. وتقشعرّ الأبدان.. إنّها الرحلة الغائبة الحاضرة فی الوجدان.. تتناساها عقولنا الواعیة.. وتحضر فی الأحلام والرؤی.. فهل من مناص؟!! ویباغتنا السؤال: لمَ هذا الموضوع؟ ولِمَ الآن؟ ألیس فی الواقع ما یُغنی عن کلّ هذا المخیال؟َ!ولمَ قد (یهرب) الأدیب إلی اللاواقع وفی الحیاة ألف حکایة وحکایة؟!مثل هذه التّساؤلات تبرز فی مقال (لوکاش)حول الواقعیّة، حیث یعرض فیها لثلاثة بدائل تتوفّر للکاتب الرّوائیّ، وهی محاکاة الواقع کما هو، أو أن ینسحب الکاتب داخل نفسه کالرّوائیین الّذین یستخدمون تیّار الشّعور، أمّا الثّالث، فهو أن یحاول الکاتب أن یرقی بالواقع من خلال منظور یستکشفه لواقع مُغایر، ویرقی بالواقع المتردّی إلی واقع جدید تتشکّل منه الواقعیّة الجدیدة.ولعل هذه الرّوایة دمجت بین آلیتین، الهروب إلی الدّاخل، وواقع موازٍ لواقع الکتابة لخلق واقع جدید.. فالحوار لا یتعدّی الشّخص ونفسه وذکریاته وأحلامه وتخیّلاته وتصوّراته وما رآه وقرأ عنه فی حیاته السّابقة، والشخصیّة وحیدة، وإنّما تعدد الأصوات نابع عن تخیّلات هذه الشّخصیّة ولا یمکن اعتبارها شخصیّات حقیقیّة.. أما البطل، فهو یتعدّی الإنسان لیشمل بطولة الزّمان والمکان، بل إنّی أراها بطولة (اللغة) و(الخیال) الّلتین صوّرتا هذا العالم!!النّفس الإنسانیّة بکل تناقضاتها.. الصراعات البشریّة بکلّ أهوالها.. الکون وما فیه.. التّاریخ وأحداثه، عوالم الأرواح وتقاربها وتباعدها، الثقافات والکتب وما کُتب فیها من أفکار وآراء..ما وصلنا من آثار حول الحیاة الأخری..من آیات القرآن الکریم أو أحادیث محمّد صلی الله علیه وسلّم.. وفی أسفار التّوراة ورؤیا یوحنا.تبدأ الرّوایة بخروج البطل من القبر بمشهد روائیّ متخیّل، لیواجه بعدها عالمًا یمرّ فیه بمراحل برزخیّة کلّ مرحلة تُفضی إلی الأخری بحسن تخلّصٍ ودرایة .مرحلة الضّیاع والتّیه، یقضی فیه البطل سنواته وحیدًا تائهًا باحثًا عن أیّ مخرج أو قطرة ماء أو أیّ دلیل یدلّ علی الحیاة، مستنجدًا بذکریاته القدیمة وما مرّ به من تجارب، ولعلّ هذه المرحلة تمثّل حال الإنسان العربیّ ومعاناته واستجداءه الحیاة فی خضمّ الموت والفقر والظّلم.. فهو (یفرّ من الممات إلی الممات).. وإسقاط الواقع المتخیّل علی الواقع المَعیش بقصدیة من الکاتب أو دون قصدیّة منه تحیلنا إلی روایات عدیدة وأدب له مکانته ووجوده علی السّاحة الأدبیّة ومن ذلک روایات مؤنس الرّزاز مثل روایتیه: متاهة الأعراب فی ناطحات السّحاب، وسلطان النّوم وزرقاء الیمامة..ونجد هذه االآلیة وما یشابهها کذلک فی روایات إبراهیم الکونی کالتّبر والورم.. وغیرهما..بعدها ینتقل إلی مرحلة الشجرات التسع عشرة..وهی الّتی تَنبت من ریشات ذلک الطّائر الأسطوریّ ، ومهمّته جمع تلک الرّیشات کی یستطیع فی مرحلة لاحقة استخدامها لفتح مغالیق جدیدة.إنّها شجراتٌ إذن، وفی الشّجرة معنی الحیاة، وهی شجرات اسمها مستقیً من شجرات ورد ذکرها فی القرآن الکریم، کشجرة الدّهن والزّقّوم وشجرة الخلد، وسدرة المنتهی وغیر ذلک.وماذا ترید الرّوایة أن تقول فی هذه المرحلة؟!إنّها مرحلة التّعلّم والتّهجّی والأبجدیّات.. إنّها علوم الدّنیا.. وتاریخ البشریّة المرتبط بالقلم والألواح.. فلکلّ شجرة أهلوها.. وإنّما تجری الحوارات علی النّحو المتخیّل مما یستدعیه البطل من ثقافته وما ینثال من ذاکرته.. لیحشد فیها عشرات الشّخصیات والأخبار والعلوم والکتب والأفکار والأحلام عبر التّاریخ القدیم والحدیث.. فلا نهوض إلا بالعلم، والثقافة والتّثاقف، ولعلّ من هؤلاء من قضی عمره مع (المحبرة إلی المقبرة).ثمّ مرحلة النّعیم الکامن، والسهل القاسی، والفردوس المرّ، والخلود النّاقص.. صورٌ من الجنّة بأسرّتها وأنهارها وقصورها وطعامها ورونقها وجمالها ورفاهیّتها وطعامها وشرابها.. لکنّها فاقدة للسّحر .. عصیّة علی العیش.. لا طعم لها ولا مزاج.. لأنّها خالیة من الأُنس .. إنّها الوحدة القاتلة ولیتها تقتل فیستریح منها الإنسان، بل وحدة خالدة، یشقی بها وتشقی به.هل یشتاق الإنسان لعذاباته؟؟ هل یشقی بنعیمه؟؟ هل یتمنّی زوال النّعم عنه؟؟تجیب الرّوایة بأن (بلی) کم من غنیّ باع ثروته مقابل عرض من الدنیا.. وکم من متنعّم باع المادیّ لأجل مشاعره.. إنّها طبیعة البشر وحقیقة الحیاة.. فلیست السّعادة بالمال وحده، وإنّما القیمة الحقیقیة فی جوهر الإنسان.. والنّعیم الحقّ فی الودّ، والحیاة الأجمل فی الأُنس بمن نحبّ..یتخلّی البطل الّذی _لم تفصح الرّوایة عن اسمه_ عن هذا النّعیم ویغادره إلی المجهول، لیمرّ بعذابات أُخَر ویصل إلی النّهر الّذی یُفضی إلی مبنی عظیم من خلفه.مطهر دانتی أو الصّراط أو الأعراف، هو ذاک النّهر.. لابدّ لکلّ إنسان من هذه المرحلة الصّعبة کی یصل إلی ما یُرید.. مخاض من نوعٍ فرید.. یجابه الإنسان فیه نفسه وضعفه وهواجسه الّتی تمثّلت بالکواسر والوحوش الّتی تکالبت علیه، وهی کائنات لیست کوحوش الفانیة، بل لها صفات استندت إلی صفات تلک الکائنات الأسطوریّة کما نقرأ عنها فی الملاحم والأساطیر القدیمة.یعبرها البطل بصعوبة ومعاناة وکذلک کلّ هذف نرنو إلیه ، لا بدّ دونه من معاناة ودمع ودم..یصل بعدها إلی ذلک العالم المنشود.. مکتبة ضخمة عظیمة، حوت کلّ ما خطّته ید البشر من یوم اختراع الکتابة حتّی نهایة وجود الإنسان علی هذه الأرض..لبّ الروایة یقع فی هذه المرحلة.. إنّها مرحلة النّضوج الفکریّ والعقلیّ والمتعة الّتی یحصّلها المرء بجوار الکتب، وما ینهل منها من معارف وتجارب وشخصیّات ومشاهد وهی مرحلة الذروة، والاکتمال، الّذی یبدأ المنحنی بعده بالهبوط لصالح خاتمة الرّوایة.إنّها تمثّل مرحلة الحکمة لیرضی فیها المرءبالقلیل من الملذّات والشهوات والزاد الیسیر، ویتخلّی عن نعیم المادیّات إلی نعیم من نوع آخر، إنّه شغف العقل، ومظنّة تکریم الله للإنسان، غذاء الرّوح وسلوة العقل، ولذّة النّشاط الذّهنیّ، والرّیاضات العقلیّة..هنا.. قد یجد المرء فرحة تشاغله عن وحدته، وأملًا بالمزید والمزید من الکأس الّتی لا تفرغ، والبحر الّذی لا ینضب.. هنا یعرف الإنسان ویفهم ویعی ویؤمن.. هنا یقوی علی مخاوفه، وینتصر علی هواجسه، ویکسر أصنامه بیدیه.یخرج بعدها لیلقی مصیره المنتظر.. وعلی عکس المثل القائل (رُبّ ضارّة نافعة) کانت (رُبّ نافعة ضارّة) فما تمنّاه کان فیه حتفه، وجرت ریاحه علی غیر ما یشتهی، وکلّ ضناه وعذاباته فی إیجاد شخص یحادثه.. جلبت إلیه المصائب والفوضی، وکأنّه قد عاد إلی النّقطة الّتی منها بدأ.. الوحدة، لکن هذه المرّة وحدة مع کلّ البشر، إنّها التّفرّد ووحدة الشّعور، وعدم الأنس بکلّ البشر المنبعثین من قبورهم، اللاهین عنه وعن آلامه، ینشغل کلّ منه بنفسه، فلکلٍّ منهم یومئذٍ (شأنٌ یُغنیه).
زوبعة من المشاعر الغرائبيّة تكتنف روحك.. منذ الكلمات الأُوَل.. تشهق الأكباد.. وتقشعرّ الأبدان.. إنّها الرحلة الغائبة الحاضرة في الوجدان.. تتناساها عقولنا الواعية.. وتحضر في الأحلام والرؤى.. فهل من مناص؟!! ويباغتنا السؤال: لمَ هذا الموضوع؟ ولِمَ الآن؟ أليس في الواقع ما يُغني عن كلّ هذا المخيال؟َ!ولمَ قد (يهرب) الأديب إلى اللاواقع وفي الحياة ألف حكاية وحكاية؟!مثل هذه التّساؤلات تبرز في مقال (لوكاش)حول الواقعيّة، حيث يعرض فيها لثلاثة بدائل تتوفّر للكاتب الرّوائيّ، وهي محاكاة الواقع كما هو، أو أن ينسحب الكاتب داخل نفسه كالرّوائيين الّذين يستخدمون تيّار الشّعور، أمّا الثّالث، فهو أن يحاول الكاتب أن يرقى بالواقع من خلال منظور يستكشفه لواقع مُغاير، ويرقى بالواقع المتردّي إلى واقع جديد تتشكّل منه الواقعيّة الجديدة.ولعل هذه الرّواية دمجت بين آليتين، الهروب إلى الدّاخل، وواقع موازٍ لواقع الكتابة لخلق واقع جديد.. فالحوار لا يتعدّى الشّخص ونفسه وذكرياته وأحلامه وتخيّلاته وتصوّراته وما رآه وقرأ عنه في حياته السّابقة، والشخصيّة وحيدة، وإنّما تعدد الأصوات نابع عن تخيّلات هذه الشّخصيّة ولا يمكن اعتبارها شخصيّات حقيقيّة.. أما البطل، فهو يتعدّى الإنسان ليشمل بطولة الزّمان والمكان، بل إنّي أراها بطولة (اللغة) و(الخيال) الّلتين صوّرتا هذا العالم!!النّفس الإنسانيّة بكل تناقضاتها.. الصراعات البشريّة بكلّ أهوالها.. الكون وما فيه.. التّاريخ وأحداثه، عوالم الأرواح وتقاربها وتباعدها، الثقافات والكتب وما كُتب فيها من أفكار وآراء..ما وصلنا من آثار حول الحياة الأخرى..من آيات القرآن الكريم أو أحاديث محمّد صلى الله عليه وسلّم.. وفي أسفار التّوراة ورؤيا يوحنا.تبدأ الرّواية بخروج البطل من القبر بمشهد روائيّ متخيّل، ليواجه بعدها عالمًا يمرّ فيه بمراحل برزخيّة كلّ مرحلة تُفضي إلى الأخرى بحسن تخلّصٍ ودراية .مرحلة الضّياع والتّيه، يقضي فيه البطل سنواته وحيدًا تائهًا باحثًا عن أيّ مخرج أو قطرة ماء أو أيّ دليل يدلّ على الحياة، مستنجدًا بذكرياته القديمة وما مرّ به من تجارب، ولعلّ هذه المرحلة تمثّل حال الإنسان العربيّ ومعاناته واستجداءه الحياة في خضمّ الموت والفقر والظّلم.. فهو (يفرّ من الممات إلى الممات).. وإسقاط الواقع المتخيّل على الواقع المَعيش بقصدية من الكاتب أو دون قصديّة منه تحيلنا إلى روايات عديدة وأدب له مكانته ووجوده على السّاحة الأدبيّة ومن ذلك روايات مؤنس الرّزاز مثل روايتيه: متاهة الأعراب في ناطحات السّحاب، وسلطان النّوم وزرقاء اليمامة..ونجد هذه االآلية وما يشابهها كذلك في روايات إبراهيم الكوني كالتّبر والورم.. وغيرهما..بعدها ينتقل إلى مرحلة الشجرات التسع عشرة..وهي الّتي تَنبت من ريشات ذلك الطّائر الأسطوريّ ، ومهمّته جمع تلك الرّيشات كي يستطيع في مرحلة لاحقة استخدامها لفتح مغاليق جديدة.إنّها شجراتٌ إذن، وفي الشّجرة معنى الحياة، وهي شجرات اسمها مستقىً من شجرات ورد ذكرها في القرآن الكريم، كشجرة الدّهن والزّقّوم وشجرة الخلد، وسدرة المنتهى وغير ذلك.وماذا تريد الرّواية أن تقول في هذه المرحلة؟!إنّها مرحلة التّعلّم والتّهجّي والأبجديّات.. إنّها علوم الدّنيا.. وتاريخ البشريّة المرتبط بالقلم والألواح.. فلكلّ شجرة أهلوها.. وإنّما تجري الحوارات على النّحو المتخيّل مما يستدعيه البطل من ثقافته وما ينثال من ذاكرته.. ليحشد فيها عشرات الشّخصيات والأخبار والعلوم والكتب والأفكار والأحلام عبر التّاريخ القديم والحديث.. فلا نهوض إلا بالعلم، والثقافة والتّثاقف، ولعلّ من هؤلاء من قضى عمره مع (المحبرة إلى المقبرة).ثمّ مرحلة النّعيم الكامن، والسهل القاسي، والفردوس المرّ، والخلود النّاقص.. صورٌ من الجنّة بأسرّتها وأنهارها وقصورها وطعامها ورونقها وجمالها ورفاهيّتها وطعامها وشرابها.. لكنّها فاقدة للسّحر .. عصيّة على العيش.. لا طعم لها ولا مزاج.. لأنّها خالية من الأُنس .. إنّها الوحدة القاتلة وليتها تقتل فيستريح منها الإنسان، بل وحدة خالدة، يشقى بها وتشقى به.هل يشتاق الإنسان لعذاباته؟؟ هل يشقى بنعيمه؟؟ هل يتمنّى زوال النّعم عنه؟؟تجيب الرّواية بأن (بلى) كم من غنيّ باع ثروته مقابل عرض من الدنيا.. وكم من متنعّم باع الماديّ لأجل مشاعره.. إنّها طبيعة البشر وحقيقة الحياة.. فليست السّعادة بالمال وحده، وإنّما القيمة الحقيقية في جوهر الإنسان.. والنّعيم الحقّ في الودّ، والحياة الأجمل في الأُنس بمن نحبّ..يتخلّى البطل الّذي _لم تفصح الرّواية عن اسمه_ عن هذا النّعيم ويغادره إلى المجهول، ليمرّ بعذابات أُخَر ويصل إلى النّهر الّذي يُفضي إلى مبنى عظيم من خلفه.مطهر دانتي أو الصّراط أو الأعراف، هو ذاك النّهر.. لابدّ لكلّ إنسان من هذه المرحلة الصّعبة كي يصل إلى ما يُريد.. مخاض من نوعٍ فريد.. يجابه الإنسان فيه نفسه وضعفه وهواجسه الّتي تمثّلت بالكواسر والوحوش الّتي تكالبت عليه، وهي كائنات ليست كوحوش الفانية، بل لها صفات استندت إلى صفات تلك الكائنات الأسطوريّة كما نقرأ عنها في الملاحم والأساطير القديمة.يعبرها البطل بصعوبة ومعاناة وكذلك كلّ هذف نرنو إليه ، لا بدّ دونه من معاناة ودمع ودم..يصل بعدها إلى ذلك العالم المنشود.. مكتبة ضخمة عظيمة، حوت كلّ ما خطّته يد البشر من يوم اختراع الكتابة حتّى نهاية وجود الإنسان على هذه الأرض..لبّ الرواية يقع في هذه المرحلة.. إنّها مرحلة النّضوج الفكريّ والعقليّ والمتعة الّتي يحصّلها المرء بجوار الكتب، وما ينهل منها من معارف وتجارب وشخصيّات ومشاهد وهي مرحلة الذروة، والاكتمال، الّذي يبدأ المنحنى بعده بالهبوط لصالح خاتمة الرّواية.إنّها تمثّل مرحلة الحكمة ليرضى فيها المرءبالقليل من الملذّات والشهوات والزاد اليسير، ويتخلّى عن نعيم الماديّات إلى نعيم من نوع آخر، إنّه شغف العقل، ومظنّة تكريم الله للإنسان، غذاء الرّوح وسلوة العقل، ولذّة النّشاط الذّهنيّ، والرّياضات العقليّة..هنا.. قد يجد المرء فرحة تشاغله عن وحدته، وأملًا بالمزيد والمزيد من الكأس الّتي لا تفرغ، والبحر الّذي لا ينضب.. هنا يعرف الإنسان ويفهم ويعي ويؤمن.. هنا يقوى على مخاوفه، وينتصر على هواجسه، ويكسر أصنامه بيديه.يخرج بعدها ليلقى مصيره المنتظر.. وعلى عكس المثل القائل (رُبّ ضارّة نافعة) كانت (رُبّ نافعة ضارّة) فما تمنّاه كان فيه حتفه، وجرت رياحه على غير ما يشتهي، وكلّ ضناه وعذاباته في إيجاد شخص يحادثه.. جلبت إليه المصائب والفوضى، وكأنّه قد عاد إلى النّقطة الّتي منها بدأ.. الوحدة، لكن هذه المرّة وحدة مع كلّ البشر، إنّها التّفرّد ووحدة الشّعور، وعدم الأنس بكلّ البشر المنبعثين من قبورهم، اللاهين عنه وعن آلامه، ينشغل كلّ منه بنفسه، فلكلٍّ منهم يومئذٍ (شأنٌ يُغنيه).