هل ممکن ان یقوم الانسان بحرب تبید البشریة والطبیعة إلا القلیل الذین یستطیعون النجاة وما سیکون سبب تلک الحرب ؟ روایة حرب الکلب الثانیة للکاتب والروائی الفلسطینی إبراهیم نصر الله. یمزج الکاتب بین "الخیال العلمی" والرؤی الاستشرافیه للمستقبل بالاتکاء علی ما یحدث فی واقعنا الحالی.. خاصة ما یتعلق من حالة البطش التی ترافق الحروب بطریقة منفردة.. لرسم خریطة عالم قادم یسیطر علیه توحش الإنسان..سواء فی مواجهة الأغیار أو الأضداد. أو حتی من یشبهونه شکلاً..وربما مضموناً. کما تناولت الحکایة زمنا متقدماً حیث باتت السیارات فیه آلیة القیادة، ابطال الأفلام یجلسون قربک ولربما اصابک بعض الرصاص المنطلق من فواتهم ، هذا زمن حدیث جداً ، الموت فیه سهل لأی سبب، والبشر هم المادة الخام للتجارة راشد بطل الروایة کان مناضلاً سابقاً آثار إعجاب کل سلطة هذه البلد بصمودهـ یمد ید الأن لأعدائه السابقین. عالماً أکثر مما توقعت تصویریاً، وقفز من کتاباته الأدبیة التاریخیة أو الواقعیة إلی حیاة تتلخص بکلمتین: ربما تحدث. وهذه الـ "ربما" تجعل علی الأقل بالنسبة لی أن الکاتب نجح فی هدفه المنشود، عندما یصیر الیقین غیر الممکن شکاً، کأولی مراحل التصدیق القادمة.فی الروایة، عالم ملیئ بالخراب والفساد، وتنطلق بؤرته من أنقی الأماکن التی یتغنی بها البشر، المستشفیات، حیث تنقلب ملائکة الرحمة إلی شیاطین، ویصیر الواجب الطبّی تجارة بالبشر، حین تهبط قیمة الإنسان أکثر، ویصیر الدم المسکوب حدثاً اعتیادیاً، والضمائر غائبة لا وجود لها. العالم یتقدم تکنولوجیاً وعلمیاً، والکثیر من التقنیات التی أوجدها البشر کالتمتع بقوی خارقة فی الإبصار بوحدة البوم، 1-4 بوم، ومشاهدة الأفلام مجسدة بشخصیاتها، وغیرها، إلا أنه أمام منظومة الأخلاق یهبط إلی القاع. تتمحور الروایة حول أن کثیراً من الأشخاص یبدأون بالتحول إلی أن یصیروا شبیهین بآخرین، وهذا یدفع النسخ الأصلیة ومنها الشخصیة الأساسیة فی الروایة - راشد، إلی القیام بردود فعل کالقتل للتخلص من النسخ المزورة. الخوف من وجود شبیه، یعلن کأن النفس البشریة تخشی من نفسها أکثر من أخریات، وأن الشخص المعتاد علی رؤیة وجهه أمام المرآة فقط یرتعب حد الانفجار فیما إذا رأی نفسه علی شکل بشریّ آخر.کانت البلد قد استسلمت لتلک القاعدة التی یمکن وصفها بالفاشیة : من لیس معی فهو ضدی لا بعبقریتها , ولکن باعتبارها جزءاً من العالم المحیط بها..العالم الذی غدا أشبه بقریة ولیس بقریة کلما تم إغلاق أحد ثقوبها انفتح إثنان سواه.
هل ممكن ان يقوم الانسان بحرب تبيد البشرية والطبيعة إلا القليل الذين يستطيعون النجاة وما سيكون سبب تلك الحرب ؟ رواية حرب الكلب الثانية للكاتب والروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله. يمزج الكاتب بين "الخيال العلمي" والرؤى الاستشرافيه للمستقبل بالاتكاء على ما يحدث في واقعنا الحالي.. خاصة ما يتعلق من حالة البطش التي ترافق الحروب بطريقة منفردة.. لرسم خريطة عالم قادم يسيطر عليه توحش الإنسان..سواء في مواجهة الأغيار أو الأضداد. أو حتى من يشبهونه شكلاً..وربما مضموناً. كما تناولت الحكاية زمنا متقدماً حيث باتت السيارات فيه آلية القيادة، ابطال الأفلام يجلسون قربك ولربما اصابك بعض الرصاص المنطلق من فواتهم ، هذا زمن حديث جداً ، الموت فيه سهل لأي سبب، والبشر هم المادة الخام للتجارة راشد بطل الرواية كان مناضلاً سابقاً آثار إعجاب كل سلطة هذه البلد بصمودهـ يمد يد الأن لأعدائه السابقين. عالماً أكثر مما توقعت تصويرياً، وقفز من كتاباته الأدبية التاريخية أو الواقعية إلى حياة تتلخص بكلمتين: ربما تحدث. وهذه الـ "ربما" تجعل على الأقل بالنسبة لي أن الكاتب نجح في هدفه المنشود، عندما يصير اليقين غير الممكن شكاً، كأولى مراحل التصديق القادمة.في الرواية، عالم مليئ بالخراب والفساد، وتنطلق بؤرته من أنقى الأماكن التي يتغنى بها البشر، المستشفيات، حيث تنقلب ملائكة الرحمة إلى شياطين، ويصير الواجب الطبّي تجارة بالبشر، حين تهبط قيمة الإنسان أكثر، ويصير الدم المسكوب حدثاً اعتيادياً، والضمائر غائبة لا وجود لها. العالم يتقدم تكنولوجياً وعلمياً، والكثير من التقنيات التي أوجدها البشر كالتمتع بقوى خارقة في الإبصار بوحدة البوم، 1-4 بوم، ومشاهدة الأفلام مجسدة بشخصياتها، وغيرها، إلا أنه أمام منظومة الأخلاق يهبط إلى القاع. تتمحور الرواية حول أن كثيراً من الأشخاص يبدأون بالتحول إلى أن يصيروا شبيهين بآخرين، وهذا يدفع النسخ الأصلية ومنها الشخصية الأساسية في الرواية - راشد، إلى القيام بردود فعل كالقتل للتخلص من النسخ المزورة. الخوف من وجود شبيه، يعلن كأن النفس البشرية تخشى من نفسها أكثر من أخريات، وأن الشخص المعتاد على رؤية وجهه أمام المرآة فقط يرتعب حد الانفجار فيما إذا رأى نفسه على شكل بشريّ آخر.كانت البلد قد استسلمت لتلك القاعدة التى يمكن وصفها بالفاشية : من ليس معى فهو ضدي لا بعبقريتها , ولكن باعتبارها جزءاً من العالم المحيط بها..العالم الذي غدا أشبه بقرية وليس بقرية كلما تم إغلاق أحد ثقوبها انفتح إثنان سواه.