روایة زهور تأکلها النار للمؤلف أمیر تاج السر.تدور أحداث الروایة فی أوائل القرن التاسع عشر أثناء فترة حکم الأتراک،والتی ترویها خمیلة جماری عازار، الأفریقیة القبطیة، التی تسکن مدینة السور القریبة من مصر. مدینة السور التی تظهر فیها الطبقیة فی أبها صورها حیث یوجودأختلاف واضح سواء فی الأدیان أو الثقافات، حیث یعیش الأغنیاء الجشعون والفقراء المغمورون، کماتهمس لنا الروایة عن ظلامیة الجهل باسم الدین، ونری فیها العبث بمقدرات المجتمعات وأمنهم ووحدتهم وأفکارهم وأموالهم وشرفهم تحت مزاعم لیست صحیحة، وإنما هی مبررات واهیة لمن یزعموا أنهم یتکلمون باسم الرب.تکلمنا روایة زهور تأکلها النار بلغة شیقة تدخلنا فی عالم خیالی لمبدعها الدکتور أمیر تاج السر ببراعته، التی اعتدنا علیها منه علی لسان بطلة الروایة خمیلة عن التحول الذی دخل علی حیاتها وحیاة بلدتها بکل وقاحة وعنت، لتحول عالمها الملیء بتفاصیل الثراء والجمال لعالم آخر لا یری غیر القبح والموت والدمار معتمدا علی غیبة المجتمع وبعض مفاسده. کماترسم لنا الروایة تفاصیل الثراء الحالمة بعالم خمیلة وتصف لنا الأب بغناه وسطوته، والأم الجمیلة الحالمة التی ورثت منها بطلتنا جمالها، والخطة المرسومة لخطبتها ممن یستحق حبها میخائل رجائی، خمیلة تلک الفتاة العشرینیة القبطیة من والد سودانی وأم إیطالیة، لتحمل فی ثنایاها جمال المنبتین، تواصل الروایة رسم حدود عالمها المکانی (مدینة السور)، والروایة شیقة بما تحویه من حالة من الغموض والشغف حتی نهایة آخر کلمات صاحبة الروایة، ولربما شاء الکاتب أن یشیع الظنّ بأنّ الزمن معاصر للسرد، بدلیل ما یجری من أحداث مماثلة لتلک التی یرویها الکاتب أو التی یتوالی سریانُها، فی الفصل الثانی والثالث والرابع، والتی تعدّ استنساخا لأحداث واقعیة جرت فعلا فی أفریقیا، علی أیدی عصابات بوکو حرام أو داعش فی مشرقنا العربی، وهی تعمّد هذه العصابات الاستیلاء علی المدن والقری وجعلها إمارات له وسوق النساء سبایا لمقاتلیهم وأمرائهم. والروایة علی بساطة لغتها وسلاسة السرد، تطرح موضوعاً مهماً نعاصره. أبقی د. أمیر تاج السر النهایة مفتوحة ربما لیتیح للقارئ التفکیر جدیًّا فی حقیقة الوضع الراهن والجماعات التکفیریة، التفکیر فی المصیر المجهول المظلم الذی یتغذّی علی الوهم. من والدتها الإیطالیة ورثت الجمال، ومن والدها الثراء. کانت تخطو إلی العشرین حین عادت من مصر حیث درست علم الجمال فأشرق حسنها علی مدینتها «السور» بمجتمعها المتنوع. تظهر فجأة علی الجدران کتابات لجماعة «الذکری والتاریخ» التی أعلنت الثورة علی الکفار مستبیحة المدینة قتلاً وذبحاً وسبیاً باسم الشریعة. اقتیدت النساء إلی مصیرهن أدوات متعة لأمراء الثورة الدینیة، زهوراً ملونة تأکلها النیران. إنها مدینة السور یا خمیلة، إنه الوطن کله یهتف لها خطیبها. الآن انتهی زمن وابتدأ زمن، وخمیلة الجمیلة التی صار اسمها نعناعة باتت سبیّة تنتظر أن تزفّ إلی أمیر من أمراء الثورة لعله المتّقی نفسه.
رواية زهور تأكلها النار للمؤلف أمير تاج السر.تدور أحداث الرواية في أوائل القرن التاسع عشر أثناء فترة حكم الأتراك،والتي ترويها خميلة جماري عازار، الأفريقية القبطية، التي تسكن مدينة السور القريبة من مصر. مدينة السور التي تظهر فيها الطبقية في أبها صورها حيث يوجودأختلاف واضح سواء في الأديان أو الثقافات، حيث يعيش الأغنياء الجشعون والفقراء المغمورون، كماتهمس لنا الرواية عن ظلامية الجهل باسم الدين، ونرى فيها العبث بمقدرات المجتمعات وأمنهم ووحدتهم وأفكارهم وأموالهم وشرفهم تحت مزاعم ليست صحيحة، وإنما هي مبررات واهية لمن يزعموا أنهم يتكلمون باسم الرب.تكلمنا رواية زهور تأكلها النار بلغة شيقة تدخلنا في عالم خيالي لمبدعها الدكتور أمير تاج السر ببراعته، التي اعتدنا عليها منه على لسان بطلة الرواية خميلة عن التحول الذي دخل على حياتها وحياة بلدتها بكل وقاحة وعنت، لتحول عالمها الملىء بتفاصيل الثراء والجمال لعالم آخر لا يرى غير القبح والموت والدمار معتمدا على غيبة المجتمع وبعض مفاسده. كماترسم لنا الرواية تفاصيل الثراء الحالمة بعالم خميلة وتصف لنا الأب بغناه وسطوته، والأم الجميلة الحالمة التي ورثت منها بطلتنا جمالها، والخطة المرسومة لخطبتها ممن يستحق حبها ميخائل رجائي، خميلة تلك الفتاة العشرينية القبطية من والد سوداني وأم إيطالية، لتحمل في ثناياها جمال المنبتين، تواصل الرواية رسم حدود عالمها المكاني (مدينة السور)، والرواية شيقة بما تحويه من حالة من الغموض والشغف حتى نهاية آخر كلمات صاحبة الرواية، ولربما شاء الكاتب أن يشيع الظنّ بأنّ الزمن معاصر للسرد، بدليل ما يجري من أحداث مماثلة لتلك التي يرويها الكاتب أو التي يتوالى سريانُها، في الفصل الثاني والثالث والرابع، والتي تعدّ استنساخا لأحداث واقعية جرت فعلا في أفريقيا، على أيدي عصابات بوكو حرام أو داعش في مشرقنا العربي، وهي تعمّد هذه العصابات الاستيلاء على المدن والقرى وجعلها إمارات له وسوق النساء سبايا لمقاتليهم وأمرائهم. والرواية على بساطة لغتها وسلاسة السرد، تطرح موضوعاً مهماً نعاصره. أبقى د. أمير تاج السر النهاية مفتوحة ربما ليتيح للقارئ التفكير جديًّا في حقيقة الوضع الراهن والجماعات التكفيرية، التفكير في المصير المجهول المظلم الذي يتغذّى على الوهم. من والدتها الإيطالية ورثت الجمال، ومن والدها الثراء. كانت تخطو إلى العشرين حين عادت من مصر حيث درست علم الجمال فأشرق حسنها على مدينتها «السور» بمجتمعها المتنوع. تظهر فجأة على الجدران كتابات لجماعة «الذكرى والتاريخ» التي أعلنت الثورة على الكفار مستبيحة المدينة قتلاً وذبحاً وسبياً باسم الشريعة. اقتيدت النساء إلى مصيرهن أدوات متعة لأمراء الثورة الدينية، زهوراً ملونة تأكلها النيران. إنها مدينة السور يا خميلة، إنه الوطن كله يهتف لها خطيبها. الآن انتهى زمن وابتدأ زمن، وخميلة الجميلة التي صار اسمها نعناعة باتت سبيّة تنتظر أن تزفّ إلى أمير من أمراء الثورة لعله المتّقي نفسه.