" لکل فراشة احترقت أجنحتها الهشة، وهی تحاول أن تحفظ ألوانها، وتبحث عن النور فی ظل ظلمة کل یوم تتسع قلیلًا" هکذا بدأ واسینی الأعرج لم تختر ماریّا المنفی نحو مدن الشمال ونسیان أرضها برغبتها. لم تغرق أختها یاما فی العزلة الافتراضیّة اشتهاء فی ذلک. لم ینته أخوهما رایان فی المخدّرات بإرادته. لم یذهب والدهم زبیر أو زوربا، وهو الخبیر الطبّی العالمی، نحو عزلة الخوف والموت برغبته، قبل أن تسرق منه مافیا الأدویة حیاته. الأمّ فریجة أو فیرجینیا لم تذهب نحو عزلة الجنون والموت بین کتبها برغبتها. لم تختر هذه العائلة النهایات التراجیدیّة والمآلات القاسیة، ولکنّها العزلة التی فرضتها علیها الحرب الصامتة التی أعقبت الحرب الأهلیّة، حیث لا تنطفئ النیران المشتعلة ولکنّها تتخفّی تحت الرماد فی انتظار جنونها المشهود. الکلّ یخاف من الکلّ، والکلّ یحلم بأن ینتقم من الکلّ، والکلّ یتربّص بالکلّ. عزلة یاما مع الفیسبوک وموسیقی الجاز وانتظار عودة صدیقها الافتراضی، فاوست، لیست إلاّ تخفّیًا جدیدًا داخل الذات المنکسرة، لکن من یدری؟ الفراشات التی لا تنکسر فی فصل الموت، یکبر یقینها بالحیاة
" لكل فراشة احترقت أجنحتها الهشة، وهي تحاول أن تحفظ ألوانها، وتبحث عن النور في ظل ظلمة كل يوم تتسع قليلًا" هكذا بدأ واسيني الأعرج لم تختر ماريّا المنفى نحو مدن الشمال ونسيان أرضها برغبتها. لم تغرق أختها ياما في العزلة الافتراضيّة اشتهاء في ذلك. لم ينته أخوهما رايان في المخدّرات بإرادته. لم يذهب والدهم زبير أو زوربا، وهو الخبير الطبّي العالمي، نحو عزلة الخوف والموت برغبته، قبل أن تسرق منه مافيا الأدوية حياته. الأمّ فريجة أو فيرجينيا لم تذهب نحو عزلة الجنون والموت بين كتبها برغبتها. لم تختر هذه العائلة النهايات التراجيديّة والمآلات القاسية، ولكنّها العزلة التي فرضتها عليها الحرب الصامتة التي أعقبت الحرب الأهليّة، حيث لا تنطفئ النيران المشتعلة ولكنّها تتخفّى تحت الرماد في انتظار جنونها المشهود. الكلّ يخاف من الكلّ، والكلّ يحلم بأن ينتقم من الكلّ، والكلّ يتربّص بالكلّ. عزلة ياما مع الفيسبوك وموسيقى الجاز وانتظار عودة صديقها الافتراضي، فاوست، ليست إلاّ تخفّيًا جديدًا داخل الذات المنكسرة، لكن من يدري؟ الفراشات التي لا تنكسر في فصل الموت، يكبر يقينها بالحياة