نحنُ من وطنٍ لم نجد فیه طفولةً ، ولا نعلمُ حتی کیفَ تکون الارجوحة ! لیسَ لنا بلابلٌ تغردُ بأجملِ الألحانِ ، ف جَمیلُ أصواتِنا أسلحة ! فی بلادی لم یعد للحُبِّ مقامٌ ، فَباتَت صورُ الذکریاتِ أضرِحَةً ! یذبَحونا ! وخوفاً منهم نُخَبِّئُ رِقَابَنا بأوشحَة ! لم یَعُد لنا حاضِرٌ ولا مستقبلٌ ، وکأنَّنا کُنَّا ولا نَزالُ نعیشُ البارِحَة ! تِجاراتُنا باتَت فاشلة ، وإن کانَت مربحَة ! لم یعد للإنسان قیمة ، فثَمنُه باتَ أرخصَ بکثیرٍ من ذَبیحة ! لتَتَعطر شَوارعُنا بدمائِنا ، وکانَ للموتِ أزکی رائِحة ! حتی طیورُ وطنی لم تَسلَم ، فَلم یعد لها أجنِحَة ! تَسائلتُ یوماً لِمَ وطنی یَتألمُ ؟! وکأنَّه کُوِّنَ لیجذبَ فَقطِ الجنة ! کانَ مُلکَنا ! لکنَّنا لم نَعد نَملِکُه فباتَ مُلکَ کلِّ جنة ! یَهدی لذلکَ التافه حریراً ! ولتِلکَ الفقیرةِ جنة ! قادَتُه لا تَملکُ أسلحة ، بل تَملِکُنا ! لنَکونَ فی حروبهم فی المُقدِّمة ! وفی الهناء جنة ! لکن رُغمَ ما فَع لَه لنا من أذیةٍ ، نعشَقهُ ! بقسوتِهِ ، بترابهِ ، کأنَّه الجنة ! ففی کلِّ العالمِ تُقتَلُ الطاغیة لیعیشَ الشعب ! إلا فی وطنی یقتلُ الشَّعبُ لأجلِ الطاغیة! نَحنُ نعلمُ ما کانَ للأب أن یقسو یوماً لولا قساوةُ الزمنِ علیه ، رغمَ الآسیة ! لم یَحمینا یوماً لأنهُ ینتظرُ منا حمایتَه ! لنَرفَع عالیاً رایةَ حضَ ارَتنا الأبدیة ! لا یخشی عَلینا ، فلهُ رجالٌ ونِعمَ الرجال ، وکل أنثی لدیهِ خنساءٌ ألماسیة ! لم ننهزم یوماً ولن ننهزم ، فباتت هزیمتنا لکن معاد أمنیة ! حتی وإن أقبلتِ المنیة ! ستبقی شَجاعَتَنا فی حکایاتهم أسطوریة
نحنُ من وطنٍ لم نجد فيه طفولةً ، ولا نعلمُ حتى كيفَ تكون الارجوحة ! ليسَ لنا بلابلٌ تغردُ بأجملِ الألحانِ ، ف جَميلُ أصواتِنا أسلحة ! في بلادي لم يعد للحُبِّ مقامٌ ، فَباتَت صورُ الذكرياتِ أضرِحَةً ! يذبَحونا ! وخوفاً منهم نُخَبِّئُ رِقَابَنا بأوشِحَة ! لم يَعُد لنا حاضِرٌ ولا مستقبلٌ ، وكأنَّنا كُنَّا ولا نَزالُ نعيشُ البارِحَة ! تِجاراتُنا باتَت فاشِلة ، وإن كانَت مربِحَة ! لم يعد للإنسان قيمة ، فثَمنُه باتَ أرخصَ بكثيرٍ من ذَبيحة ! لتَتَعطر شَوارعُنا بدِمائِنا ، وكانَ للموتِ أزكى رائِحة ! حتى طيورُ وطني لم تَسلَم ، فَلم يعد لها أجنِحَة ! تَسائلتُ يوماً لِمَ وطني يَتألمُ ؟! وكأنَّه كُوِّنَ ليجذِبَ فَقطِ الجنة ! كانَ مُلكَنا ! لكنَّنا لم نَعد نَملِكُه فباتَ مُلكَ كلِّ جنة ! يَهدي لذلكَ التافه حريراً ! ولتِلكَ الفقيرةِ جنة ! قادَتُه لا تَملكُ أسلحة ، بل تَملِكُنا ! لنَكونَ في حروبهم في المُقدِّمة ! وفي الهناء جنة ! لكن رُغمَ ما فَع لَه لنا من أذيةٍ ، نعشَقهُ ! بقسوتِهِ ، بترابِهِ ، كأنَّه الجنة ! ففي كلِّ العالمِ تُقتَلُ الطاغية ليعيشَ الشعب ! إلا في وطني يقتلُ الشَّعبُ لأجلِ الطاغية! نَحنُ نعلمُ ما كانَ للأبِ أن يقسو يوماً لولا قساوةُ الزمنِ عليه ، رغمَ الآسية ! لم يَحمينا يوماً لأنهُ ينتظرُ منا حمايتَه ! لنَرفَع عالياً رايةَ حضَ ارَتنا الأبدية ! لا يخشى عَلينا ، فلهُ رجالٌ ونِعمَ الرجال ، وكل أنثى لديهِ خنساءٌ ألماسية ! لم ننهزم يوماً ولن ننهزم ، فباتت هزيمتنا لكن معاد أمنية ! حتى وإن أقبلتِ المنية ! ستبقى شَجاعَتَنا في حكاياتهم أسطورية