نص "فهد العتیق" فی عمله الجدید "أظافر صغیرة... وناعمة". ملتبس. والالتباس هنا یطاول المضمون کما الأسلوب حاملاً "المجموعة القصصیة" إلی مرتبة تلامس عتبة الأدب الرفیع، بل أخالها تطأ هذه العتبة. العتیق یحب محیطه ویکرهه. یحبه حتی أنه حفظ رائحة جدرانه وحاراته وأزقته، یحبه بتصویره البدیع لأشخاصه ومخلفات کلابه وقططه. یعلم العتیق أنه وشخوصه بل استطراداً "أبطاله" فی مرکب واحد، یتحرکون فی محیط ضیق لا یتغیر ولا یتبدل، لکنهم یحفرون فیه طقوساً وعادات وأعرافاً یتوازنون بواسطتها مع مشاغل ومشاکل العیش. ینتبه "الراوی" إلی حیاة تغرق فی دوامة لها خلفیة منسوجة من مشایخ وباعة ونساء، نساء مجلبات بالعباءات السود وبالتعاویذ والرقیات حتی لیدخلن جو الأسطورة.الشخوص کلها قانعة بقدرها ، بدورة حیاتها التی لا یقدر شیء علی زحزحة إیقاعها الضارب فی جذور یخال القارئ أنها لجمال تصویرها تنتمی علی أصالة أکیدة. أما التباس الأسلوب فمسألة أخری. تنتسب المجموعة فی تقنیة السرد المستعملة فی النصف الأول من الکتاب إلی القرن العشرین بل الحادی والعشرین. نحن إزاء العبارة السریعة ، العبارة – البرقیة، المتواترة والمتوالیة الحضور کما سرعة الحیاة الحدیثة ، ملامسة فی ذلک جمال تدفق عبارة محمد زفزافومن هنا فإن جواً واحداً من الانکسار القدری یلف کامل العمل ویجمعه إلی بعضه حتی یکاد یقربه ککل من "الروایة القصیرة" ، وهو لو ملک الجرأة لأسماه روایة. وماذا یمنع ذلک ؟ فالروایة الحدیثة باتت کائناً حراً ینمو سواء بالحدث أو بالشخصیة أو الجو أو التداعی ، وهی ابنة الأزمنة الحدیثة ، تتغیر وتتحرر بتبدلها. ومع انفتاح النصوص والأنواع الأدبیة وتجاور عناصرها المختلفة فی ما بعد الحداثة، قد یمکن لهذا العمل الانتماء إلی الروایة، سیما وأنه فی الروایة الحدیثة لم یبق خیط السرد المتصاعد معیاراً أساسیاً للحکم علی انتساب العمل إلی عالم الروایة، ثمة جو أصیل وخاص یلف العمل من أوله إلی نهایته.
نص "فهد العتيق" في عمله الجديد "أظافر صغيرة... وناعمة". ملتبس. والالتباس هنا يطاول المضمون كما الأسلوب حاملاً "المجموعة القصصية" إلى مرتبة تلامس عتبة الأدب الرفيع، بل أخالها تطأ هذه العتبة. العتيق يحب محيطه ويكرهه. يحبه حتى أنه حفظ رائحة جدرانه وحاراته وأزقته، يحبه بتصويره البديع لأشخاصه ومخلفات كلابه وقططه. يعلم العتيق أنه وشخوصه بل استطراداً "أبطاله" في مركب واحد، يتحركون في محيط ضيق لا يتغير ولا يتبدل، لكنهم يحفرون فيه طقوساً وعادات وأعرافاً يتوازنون بواسطتها مع مشاغل ومشاكل العيش. ينتبه "الراوي" إلى حياة تغرق في دوامة لها خلفية منسوجة من مشايخ وباعة ونساء، نساء مجلبات بالعباءات السود وبالتعاويذ والرقيات حتى ليدخلن جو الأسطورة.الشخوص كلها قانعة بقدرها ، بدورة حياتها التي لا يقدر شيء على زحزحة إيقاعها الضارب في جذور يخال القارئ أنها لجمال تصويرها تنتمي على أصالة أكيدة. أما التباس الأسلوب فمسألة أخرى. تنتسب المجموعة في تقنية السرد المستعملة في النصف الأول من الكتاب إلى القرن العشرين بل الحادي والعشرين. نحن إزاء العبارة السريعة ، العبارة – البرقية، المتواترة والمتوالية الحضور كما سرعة الحياة الحديثة ، ملامسة في ذلك جمال تدفق عبارة محمد زفزافومن هنا فإن جواً واحداً من الانكسار القدري يلف كامل العمل ويجمعه إلى بعضه حتى يكاد يقربه ككل من "الرواية القصيرة" ، وهو لو ملك الجرأة لأسماه رواية. وماذا يمنع ذلك ؟ فالرواية الحديثة باتت كائناً حراً ينمو سواء بالحدث أو بالشخصية أو الجو أو التداعي ، وهي ابنة الأزمنة الحديثة ، تتغير وتتحرر بتبدلها. ومع انفتاح النصوص والأنواع الأدبية وتجاور عناصرها المختلفة في ما بعد الحداثة، قد يمكن لهذا العمل الانتماء إلى الرواية، سيما وأنه في الرواية الحديثة لم يبق خيط السرد المتصاعد معياراً أساسياً للحكم على انتساب العمل إلى عالم الرواية، ثمة جو أصيل وخاص يلف العمل من أوله إلى نهايته.