تأتی روایة «علی قید الحیاة» للکاتب الصینی «یو هوا» تصارع صفحاتها الموت، من رحیل إلی آخر، یعرض الکاتب من خلالها عیش الصین أیام الحرمان والشقاء وتحمّل أبنائها حیاة صعبة منذ عشرات السنین، فهی تسرد أموراً عاشها المؤلف، وفی الوقت نفسه، أموراً لم یبصرها. تحکی الشخصیة المحوریة فی الروایة «فو قوی» (مزارع فقیر) قصتها، مؤکدةً أن الحیاة جزء من مشاعر کل إنسان بعینه، یجوب «فو قوی» الأریاف والقری جامعاً الأغانی الشعبیة. یعود إلی ذکریات حیاةٍ عاشها ذات یوم، فتتضح لنا معالم الصین الاجتماعیة خلال القرن العشرین.. بلد تجبر علی کوارث ونکبات أصابته فی الستینیات من القرن الماضی. صعاب شهدها الکاتب، فترکت آثارها عمیقةً علی أسرته، یعیش سلسلةً متلاحقة من معاناة تخلفها أزمات لامنتهیة؛ حتی إنه لا یعرف سوی العذابات والصعوبات، ولکن فی خضم المعاناة والتعاسة، تجده مفعماً ببهجة وتفاؤل فائضین، إذ یعتقد أن زوجته أفضل زوجة فی العالم، وأبناءه الأحسن، کذلک حفیده، ثم بقرته، وأصدقاء تقاسموا معه الحیاة.یطلق العجوز «فو قوی» علی بقرته العجوز اسم «فو قوی» أیضاً، والراوی فی الروایة یری الرجل وبقرته یختفیان رویداً رویداً فی الغسق، ویبقی وحیداً فی الوجود. یقول: «رأیت الأرض الفسیحة المترامیة الأطراف تبرز للعیان صدرها المثمر، ویعد ذلک أحد مظاهر النداء یشبه نداء النسوة لأبنائهن، ودعوة الأرض للظلام أن یأتی».تجمع «علی قید الحیاة» بین أوجه الصین التاریخیة وبین الأبعاد العاطفیة فیها. وعلی هذا المنوال، یستهدف الکاتب الواقعی قلبنا، زارعاً من خلال بطله الآمال لدینا. یصوِّر الإنسان عموماً کأنه، کما «فو قوی»، «بطل الوجود» فی وجه الهمجیَّة والوحشیَّة.
تأتي رواية «على قيد الحياة» للكاتب الصيني «يو هوا» تصارع صفحاتها الموت، من رحيل إلى آخر، يعرض الكاتب من خلالها عيش الصين أيام الحرمان والشقاء وتحمّل أبنائها حياة صعبة منذ عشرات السنين، فهي تسرد أموراً عاشها المؤلف، وفي الوقت نفسه، أموراً لم يبصرها. تحكي الشخصية المحورية في الرواية «فو قوي» (مزارع فقير) قصتها، مؤكدةً أن الحياة جزء من مشاعر كل إنسان بعينه، يجوب «فو قوي» الأرياف والقرى جامعاً الأغاني الشعبية. يعود إلى ذكريات حياةٍ عاشها ذات يوم، فتتضح لنا معالم الصين الاجتماعية خلال القرن العشرين.. بلد تجبر على كوارث ونكبات أصابته في الستينيات من القرن الماضي. صعاب شهدها الكاتب، فتركت آثارها عميقةً على أسرته، يعيش سلسلةً متلاحقة من معاناة تخلفها أزمات لامنتهية؛ حتى إنه لا يعرف سوى العذابات والصعوبات، ولكن في خضم المعاناة والتعاسة، تجده مفعماً ببهجة وتفاؤل فائضين، إذ يعتقد أن زوجته أفضل زوجة في العالم، وأبناءه الأحسن، كذلك حفيده، ثم بقرته، وأصدقاء تقاسموا معه الحياة.يطلق العجوز «فو قوي» على بقرته العجوز اسم «فو قوي» أيضاً، والراوي في الرواية يرى الرجل وبقرته يختفيان رويداً رويداً في الغسق، ويبقى وحيداً في الوجود. يقول: «رأيت الأرض الفسيحة المترامية الأطراف تبرز للعيان صدرها المثمر، ويعد ذلك أحد مظاهر النداء يشبه نداء النسوة لأبنائهن، ودعوة الأرض للظلام أن يأتي».تجمع «على قيد الحياة» بين أوجه الصين التاريخية وبين الأبعاد العاطفية فيها. وعلى هذا المنوال، يستهدف الكاتب الواقعي قلبنا، زارعاً من خلال بطله الآمال لدينا. يصوِّر الإنسان عموماً كأنه، كما «فو قوي»، «بطل الوجود» في وجه الهمجيَّة والوحشيَّة.