یعیش الإنسان المعاصر فترة فارقة فی تاریخ البشریة، وصل فیها العلم إلی آفاق سامقة من المعرفة، کشف فیها الکثیر عن أمور کانت تعد من الغیبیات (مثل أن لکوننا بدایة، وأنه نشأ من عدم)؛ حتی لقد صارت الفیزیاء تعیش فی تخوم المیتافیزیاء.. لقد صرنا نحیا فی زمان قول الحق -عز وجل-: {سَنُرِیهِمْ آیَاتِنَا فِی الآفَاقِ وَفِی أَنْفُسهِمْ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} .. لذلک جاء هذا الکتاب استجابة لقوله -تعالی-: {قُلْ سیرُوا فِی الأَرْضِ فَانْظُرُوا کَیْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ یُنشئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَی کُلِّ شَیْءٍ قَدیرٌ}[العنکبوت:20].. إن خالق الکون (کتاب الله المنظور) هو منزل القرآن (کتاب الله المسطور).. وإن الجمع بین قراءة الکتابین یحقق للإنسان التناغم بین العقل والقلب؛ فتتفجر داخله ینابیع الإیمان، ویستشعر فی نفس الوقت أهمیة الإلمام بسنن الله فی الکون وعدم التواکل والتقصیر فی الأخذ بهذه السنن.. من أجل الجمع بین القراءتین صدر هذا الکتاب.. لقد مضی الوقت الذی یمکن للمسلم أن یستمع فیه لقصتین متباینتین للخلق دون أن یحرک ساکنًا؛ قصة تدعمها الاکتشافات العلمیة والأخری تعکس فهمًا قاصرًا لبعض المفسرین لآیات الخلق فی القرآن الکریم.. لقد أصبح علی المسلم أن یختار.. ولا عجب أن اختار الکثیر من شبابنا جانب العلم، ورکن بعضهم إلی الإلحاد.. ومن أجل تجاوز هذا الفصام وإعادة العلاقة بشکل حقیقی بین العلم والدین، جاء هذا الکتاب داعیًا إلی تجدید الخطاب الدینی وتجدید الخطاب العلمی.. لقد أصبح الإسلام المستهدف الأول الذی یرقبه الکثیرون بعیون نهمة تبحث عن سوءةٍ هنا وعورة هناک، ولا شک أن العیون قد وقعت علی مثالب کثیرة، أهمها مجافاة بعض ممن یطلق علیهم المفکرون الإسلامیون للعقل والعلم.. ما أحوجنا أن نعود بالإسلام غضًّا فتیًّا نَضِرًا قادرًا علی استیعاب کل ما یجد من مکتشفات العلم وإنجازات الفکر الإنسانی السوِی، ذلک حتی یعود دیننا صالحًا لکل زمان ومکان، کما أراد الله له أن یکون..
يعيش الإنسان المعاصر فترة فارقة في تاريخ البشرية، وصل فيها العلم إلى آفاق سامقة من المعرفة، كشف فيها الكثير عن أمور كانت تعد من الغيبيات (مثل أن لكوننا بداية، وأنه نشأ من عدم)؛ حتى لقد صارت الفيزياء تعيش في تخوم الميتافيزياء.. لقد صرنا نحيا في زمان قول الحق -عز وجل-: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} .. لذلك جاء هذا الكتاب استجابة لقوله -تعالى-: {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[العنكبوت:20].. إن خالق الكون (كتاب الله المنظور) هو منزل القرآن (كتاب الله المسطور).. وإن الجمع بين قراءة الكتابين يحقق للإنسان التناغم بين العقل والقلب؛ فتتفجر داخله ينابيع الإيمان، ويستشعر في نفس الوقت أهمية الإلمام بسنن الله في الكون وعدم التواكل والتقصير في الأخذ بهذه السنن.. من أجل الجمع بين القراءتين صدر هذا الكتاب.. لقد مضى الوقت الذي يمكن للمسلم أن يستمع فيه لقصتين متباينتين للخلق دون أن يحرك ساكنًا؛ قصة تدعمها الاكتشافات العلمية والأخرى تعكس فهمًا قاصرًا لبعض المفسرين لآيات الخلق في القرآن الكريم.. لقد أصبح على المسلم أن يختار.. ولا عجب أن اختار الكثير من شبابنا جانب العلم، وركن بعضهم إلى الإلحاد.. ومن أجل تجاوز هذا الفصام وإعادة العلاقة بشكل حقيقي بين العلم والدين، جاء هذا الكتاب داعيًا إلى تجديد الخطاب الديني وتجديد الخطاب العلمي.. لقد أصبح الإسلام المستهدف الأول الذي يرقبه الكثيرون بعيون نهمة تبحث عن سوءةٍ هنا وعورة هناك، ولا شك أن العيون قد وقعت على مثالب كثيرة، أهمها مجافاة بعض ممن يطلق عليهم المفكرون الإسلاميون للعقل والعلم.. ما أحوجنا أن نعود بالإسلام غضًّا فتيًّا نَضِرًا قادرًا على استيعاب كل ما يجد من مكتشفات العلم وإنجازات الفكر الإنساني السوِي، ذلك حتى يعود ديننا صالحًا لكل زمان ومكان، كما أراد الله له أن يكون..