یهتم الکاتب "د. عبد الواحد ذنون طه" فی هذا الکتاب بالدرجة الأولی علی الدراسة الموضوعیة لأحوال العراق فی عهد الحجاج بن یوسف الثقفی، من الناحیة السیاسیة والإداریة، آخذاً فی الاعتبار کم المبالغة والافتراء التی خالطت الکثیر من الأخبار المرویة عن هذه الفترة، ابتداءً من حیاة الحجاج نفسه، إلی طریقة حکمه للعراق، وقد تم تقسیم الکتاب إلی مقدمة وستة فصول: * یشمل الفصل الأول، دراسة حیاة الحجاج الأولی، وعهد نشأته، ویظهر فیه أن أسرة الحجاج کانت معروفة بین أشراف ثقیف وسراتهم، وکان أبی الحجاج، دور بارز فی الحیاة العامة، وسرعان ما انضم إلیه الحجاج، فانغمرا فی حیاة السیاسة وخدمة الأمویین، وکانت النتیجة، أن تألق نجم الحجاج عند عبد الملک بن مروان 65-86هـ لما ظهر منه من کفاءة ومقدرة فی تسییر الأمور، مما مهد السبیل إلی تولیته حرب عبد الله بن الزبیر ت 73هـ، ومن ثم ولایة العراق. وفی القسم الثانی من هذا الفصل، تناولت أموراً مهمة من حیاة الحجاج الشخصیة، وحاولت تقویم شخصیته علی أساس الروایات التی تطرقت إلی هذا الأمر، فتبین لی من خلال هذه الروایات التی رکزت بالدرجة الأولی علی عیوبه وحاولت اظهارها بمظهر بارز أن هناک الکثیر من الجوانب الإیجابیة فی شخصیة الحجاج، ولم تحاول هذه الروایات أن تفصل فیها، أو تمنحها ما تستحق من أهمیة فلقد أکدت المعلومات التی بین أیدینا، أن الحجاج کان رجلاً متدیناً إلی درجة لا یرقی إلیها الشک، کما کان مستقیماً، لا تأخذه فی قول الحق لومة لائم، عفیفاً عن أموال الغیر وأعراضهم، معتدلاً فی أکله وشربه وعلاقاته مع نسائه، مات ولم یخلف وراءه سوی دراهم معدودات. * وقسم الفصل الثانی إلی أقسام ثلاثة، یشمل القسم الأول، التحدید الجغرافی للعراق فی عهد الحجاج، أما القسم الثانی، فقد تناول عوامل اختیار الحجاج لولایة العراق. وفی القسم الثالث، درس مدی نجاح الحجاج فیما أسند إلیه من مهام جسام. * وتطرق الفصل الثالث، إلی الثورات المحلیة، أسبابها ونتائجها وذلک عن طریق الدراسة المرکزة لأسباب هذه الثورات. * ویحتوی الفصل الرابع، وهو فصل التنظیم الإداری، علی جملة الأمور والقضایا الإداریة التی تخص ذلک العهد. * أما الفصل الخامس، فیضم قسمین کبیرین، الأول یتناول الإصلاح النقدی. والثانی موضوع الجزیة والخراج، ومحاولة الحجاج رفع مستوی الجبایة. * وحاول الفصل السادس تقویم سیاسة الحجاج فی العراق بصورة عامة.