مع أهازیج الأناشید وغنن الآیات ، علی دندنات الأذکار فی الشروق والزوال وبین أشعار الجهاد فی فلسطین وأفغانستان والشیشان ، نبتت إسلامیتی ، إسلامیة تتجاوز الزمان والمکان والأحزاب والجماعات ، تردد ورد رابطة الإخوان فی الکتائب والمعسکرات ، وتعتمر عمامة التبلیغ إذ تشد الرحال إلی خطباء السلفیین ، تقتات من کتابات لرموز الحرکة والفکر علی امتداد رقعة الأمة ، تتغنی بها علی المنصات ، تتنفسها خلف الزنازین ، ترفعها مع صیحات إسقاط النظام فی المیادین ، تعبر بها إلی الأسوار إلی الرباط فی غزة أو ساحات القتال فی حلب ، تنسجها عشقاً لعینی مختمرة ، وتعصرها شوقاً لدماء شهادة ، تسری إلی أن تعکرها کثرة الکدر ، وتراکم أخطاء السیر وخطایا المسیرة ، إلی أن تدهسها المفاجأة ، هل ما زالت علی حالها ، أم أنها یوما ما کانت ، وکنت إسلامیاً! یتحدث "أحمد أبو خلیل" فی هذا الکتاب عن الحالة الإسلامیة خارج حدود شاشات التلیفزیون وأسطر الجرائد ، بعیداً عن المعارک السیاسیة والأیدیولوجیة ، یتحدث عن المجتمع والروح والفکرة وتجلیاتها الإنسانیة التی نمت عشیة سقوط الخلافة الإسلامیة ، وخبت بشکل ما صبیجة الربیع العربی