یقدم لنا "لی کوان یو" رئیس وزراء سنغافورة الأسبق قصة نجاح دولة سنغافورة بعد استقلالها عام 1965، حین کانت عائدات القاعدة العسکریة البریطانیة تمثل ثلاثة أرباع دخلها القومی، مما عزز بعض التشاؤم حول قدرة الدولة الصغیرة علی النمو بمفردها. لکن الجزیرة المعزولة جغرافیا عن أسواق الدول المتقدمة، حققت أکبر معجزة اقتصادیة خلال العقود الخمسة الماضیة، حیث یفوق معدل دخل الفرد 23 ألف دولار، أی قرابة ضعف معدل الدخل بکوریا الجنوبیة.. لقد استطاع "لی کوان یو" أن یحقق المعجزة ویبنی النهضة السنغافوریة الحدیثة، فقد حکم سنغافورة علی مدی 31 سنة، وفی ظل نظام الحزب الواحد (حزب العمل الشعبی) الذی هیمن علی البرلمان فی انتخابات 1972, 1976, 1980, 1984. 1988 ، ثم وبعد 14 سنة من تولی "جوه شوک تونج" الوزارة الأولی تم تعیین ابن الزعیم التاریخی "لی کوان یو" السید "لی هسیان لونج" علی راس الحکومة، السؤال المطروح إذن کیف استطاعت سنغافورة تحقیق کل هذه الإنجازات فی ظل حکم غیر دیمقراطی؟ ولماذا لم یحل اعتمادها النظام "الملکی" مؤخرا دون المزید من التقدم؟