یطوف بنا "د. کارم محمود عبد العزیز" فی کتابه "أساطیر العالم القدیم" ویأخذنا فی رحلة شدیدة الحیویة والاستنارة یجمع فیها علم الأساطیر ونظریاته العدیدة وجهود کبار الباحثین العالمیین ، ویعود بنا إلی طفولة الإنسانیة وصباها وشبابها وفتوتها ، منذ أن شغل الإنسان بالظواهر الکونیة الخارقة دون خلفیة علمیة ، فاستیقظ فیه النبل الإنسانی العظیم الباعث علی الرغبة فی التواصل مع الکون واستکشاف مجاهله والوقوف علی أسرارة وخوافیه من أجل التطور ، وکیف راح یعمل الإنسان علی إبداع لغة یتحاور بها مع الکون ، ویضع التفسیرات للظواهر الغامضة ، ویطلق علی الأشیاء أسماء ، ویؤلف لها تاریخاً وموضوعاً ومتسقاً یجیب فیه علی ما قد یخطر علی باله من تساؤلات.. ورغم أننا قد أصبحنا الیوم فی زمن المادة والتقدم التکنولوجی فإن سحر الأسطورة لم ولن یفقد بریقه وتأثیره وحمیمیته ، ومما یعطی هذه الدراسة أهمیة إضافیة أنها امتدت لدراسة العناصر الأسطوریة فی السیر الشعبیة العربیة..