یقدم الکاتب "ستیفان تسفایج" فی کتابه "بناة العالم" علماء وأدباء ترکوا بصمات واضحة علی الآداب والفنون ، فالکتاب مزیج بین السرد الروائی واللغة البحثیة ، وهذا هو الجزء الأول الذی خصصه "ستیفان تسفایج" لثلاثة شاءت أقدارهم أن یکونوا علامات بارزة فی القرن التاسع عشر ، "هولدرلن" القادم من قری العصور القدیمة فی "لاوفن" الألمانی المرهف الذی شغله الحنین إلی الوطن دوماً الذی دخل القرن التاسع عشر وهو فی الثلاثین من عمره فکانت السنوات الأخیرة الحافلة بالآلام قد أکملت منه أکبر أعمالها.. والثانی فهو "دوستویفسکی" الذی یأخذ الحدیث عنه بعداً آخر ، فله سحر خاص ، وأعماله مترعة بالأسرار ، یقوم عالمه بین الموت والجنون ، بین الحلم والواقع ، کان وحیداً بائساً تحول إلی أسطورة یشع کیانه معنی خالداً ، إنساناً وأدیباً وسیاسیاً.   أما الثالث فهو "بلزاک" الذی شهد انقلاباً هائلاً فی القیم المعنویة والمادیة علی حد سواء داخل مجتمعه ، بدأ الکتابة فی حجرة مهجورة ، فیکتب روایاته الأولی تحت اسم منتحل ، کانت شخصیاته تمثل خلاصات ، وعواطفه عناصر نقیة ، یحاول أن یصلح ما فسد من حوله من خلال أعماله..