روایة "الفیسکونت المشطور" یعالج فیها الروائی الإیطالی "إیتالو کالفینو" قضیة الصراع بین الخیر والشر من خلال تلک الأحداث الغرائبیة التی تدور حول فیسکونت یحکم إحدی المقاطعات فی إیطالیا ، وتصیبه قذیفة مدفع فتشطره نصفین ، ینجو هذا الفیسکونت من الموت بأعجوبة ، ولکن لم یبق منه إلا نصفه ، فعاد لمقاطعته وقد فقد نصفه ، وصار ینزل برعایاه الظلم والطغیان ، إذ تبین أن الذی نجا إنما کان نصفه الشریر ، وبعد فترة من الزمن یظهر النصف الآخر بعد أن کان أنقذ بأعجوبة هو الآخر ، وکان خیِّراً ومثالیاً جداً لحد أرهق الجمیع ، وبات الناس متعبین من تطرف کل من الشطرین فی الخیر الشر ، ویعبر الکاتب عن ذلک بقوله: "وهکذا کنا نمضی الأیام فی ترالبا ، وقد تبدلت أحاسیسنا وغدت باهتة الألوان ، وصرنا نشعر بالضیاع بین الشر والفضیلة اللذین أصبحا لا إنسانیین بشکل متساو" یعالج الکاتب فی هذه الروایة "الفیسکونت المشطور" قضیة الخیر والشر والصراع الدائر بینهما بطریقة غریبة ، نستخلص منها أنه لا یوجد کمال بشری فی هذا الکون ، ولابد من تمازج الخیر والشر داخل کل إنسان ، ولا تستقیم الحیاة إلا بذلک..