فی الجزء الرابع من موسوعة "التاریخ الإسلامی" یؤرخ "محمود شاکر" للعهد الأموی الذی طاله الکثیر من التشویه ، وغدا کأنه قد حدث انفصال مباشر بین العهد الراشد والعهد الأموی ، حتی أصبح الکثیر من الناس یظنون أن الإسلام لم یمکن له إلا فی العهد النبوی والراشدی ، وإذا وصل الأمر إلی هذه النقطة زید فیه وقیل إن الحکم الإسلامی لم یقم إلا فی عهد الرسول - صلی الله علیه وسلم - وأبی بکر وعمر ، وبذلک فإن ذلک الحکم یؤقت بأقل من ربع قرن ، وقد تمکن أنصاره بسبب الوضع البدوی السائد والحیاة الاجتماعیة البسیطة القائمة.. وقد طُعن بهذا العهد من جهات متعددة ، من جهة خصومهم السیاسیین من بنی العباس ، ومن جهة أعدائهم التقلیدیین من الشیعة والخوارج وهم الذین ذاقوا علی أیدیهم أعنف الضربات ، وطعن به من جهة أصحاب العواطف من المسلمین الذین هالهم ما أصاب انتقال الحکم من شوری أیام الخلفاء الراشدین إلی نظام ملکی أیام الأمویین ، وهو أمر علی غایة الأهمیة ، وصعُب علیهم ما نال آل البیت من نکبات ، وما حل بالبیت الحرام من أذی ، وطعن بالعد من جهة العوام الذین لا یعرفون من التاریخ إلا ما تناقلته الألسن ، وشاع بین الناس ، وما تداولته الأیدی من کتب.