هذا هو الجزء الثامن عشر من موسوعة "التاریخ الإسلامی" للمؤرخ "محمود شاکر" ، ویؤرخ فی هذا الجزء عن إیران وأفغانستان ومنطقتهما ، تلک المنطقة التی تحظی بأهمیة خاصة سواء بالنسبة للعالم الإسلامی أم لدول العالم الکبری..  فإیران علی الخلیج العربی ذی المکانة الخاصة دولیاً ، حیث تضم المناطق المشرفة علیه کمیات هائلة من النفط الذی یعد الیوم عماد الحیاة الاقتصادیة ، وتعیش فی إیران أکثریة شیعیة ؛ إنه البلد الوحید فی العالم الذی تقطنه أکثریة شیعیة ، وأصبحت الدولة تقوم علی أساس هذه العقیدة وخاصة بعد أن قامت فیها ما یعرف بالثورة الإسلامیة ، فغدت الحکومة الإیرانیة تعمل علی مد یدها إلی الأقلیات الشیعیة التی تعیش فی البلدان المجاورة لإیران ، بل وتحرضهم علی الحومات التی یعیشون تحت ظلها تحت اسم تصدیر الثورة... ویقع إقلیم "إیران وأفغانستان" علی تماس مناطق النفوذ الغربی والروسی ؛ لذا فإن کلا الاستعمارین یعیر هذا الإقلیم اهتماماً کبیراً ، فالروس یرغبون بالوصول إلی المیاه الحرة أو الدافئة للانطلاق خارج الأجزاء المحجوزین فیها ، والغرب یبذل جهده للحیلولة دون ذلک ، ولذا فقد وقع الصراع بین النفوذین علی أرض هذا الإقلیم بل وبین أعوانهما من البلدین.