یلاحظ المراقب لاتجاهات علم النفس المعاصرة أن الاتجاه المعرفی أصبح من أقوی هذه الاتجاهات ، وأنه أصبح بمثابة الحلقة التی تنصهر من خلالها الاتجاهات الأخری ، وارتبط البحث فی علم النفس المعرفی باتجاه معالجة المعلومات ، وذلک من خلال النظر إلی العملیات المعرفیة کعملیات منظمة ومتسلسلة وفق نظم معالجة محددة للمعلومات ، کما هو الحال فی علم الحاسوب ، مما سمح بولادة علم الذکاء الاصطناعی الذی یسعی إلی تطویر أجهزة قادرة علی ممارسة بعض النشاطات المعرفیة بنفس أسلوب الإنسان وطریقته فی التعامل مع المعلومات.. ویأتی هذا الکتاب "علم النفس المعرفی - النظریة والتطبیق" محاولة من الدکتور "عدنان یوسف العتوم" لاستعراض أکبر عدد ممکن من الموضوعات المعاصرة فی علم النفس المعرفی ، وقد لجأ "العتوم" فی کتابه هذا إلی عدد کبیر من أمهات الکتب المتخصصة والحدیثة ، کما أنه کان حریصاً علی تبسیط المفاهیم ، وعرض الصور ، والأشکال ، التی تساعد علی شرح هذه المفاهیم بطریقة وأسلوب سهل شیق من أجل الإلمام بقضایا هذا الموضوع..