یقدم "بلزاک" فی روایته "الأب الخالد" نموذجاً بشریاً من نوع أصیل ، هو الأب جوریو الذی کان مثالاً للأب الحقیقی ، وکانت أبوته هی کل شیء ، بل هی الأبوة الخالدة التی لا تعرف غیر الحنان الجارف ، والتضحیة الصادقة التی طغت علی کل شیء وسلبته کل شیء ، ولم تعرف أبوته شیئاً اسمه حب الذات أو اسمه الحق أو المنطق أو الأخلاق ، ما دام الأب یهدف إلی سعادة أبنائه. فی العدید من روایات "بلزاک" یصور الحیاة الإنسانیة وما فیها من مفارقات سماها هو "الکومیدیا الإنسانیة" ، وهی فی الواقع أحفل بالدموع منها بالابتسام ، وأدعی إلی احتقار المجتمع الحافل بالمآسی ، ولهذا کان الهدف الأول من هذه الروایة النقد الاجتماعی ، وتصویر النفس الإنسانیة ، بما فیها من فضائل ونفائس ، فهذا الأب الفرید فی أبوته یقابله عقوق البنوة العجیب ، بجانب ذلک تری شخوص تمثل النفاق والطمع والخداع والقسوة .. ویکمن إبداع "بلزاک" فی خلق تلک النماذج البشریة التی کلما طالعتها عرفت فیها الطبیعة البشریة ذات المفارقات والعجائب.
يقدم "بلزاك" فى روايته "الأب الخالد" نموذجاً بشرياً من نوع أصيل ، هو الأب جوريو الذى كان مثالاً للأب الحقيقى ، وكانت أبوته هى كل شيء ، بل هى الأبوة الخالدة التى لا تعرف غير الحنان الجارف ، والتضحية الصادقة التى طغت على كل شيء وسلبته كل شيء ، ولم تعرف أبوته شيئاً اسمه حب الذات أو اسمه الحق أو المنطق أو الأخلاق ، ما دام الأب يهدف إلى سعادة أبنائه. فى العديد من روايات "بلزاك" يصور الحياة الإنسانية وما فيها من مفارقات سماها هو "الكوميديا الإنسانية" ، وهى فى الواقع أحفل بالدموع منها بالابتسام ، وأدعى إلى احتقار المجتمع الحافل بالمآسى ، ولهذا كان الهدف الأول من هذه الرواية النقد الاجتماعى ، وتصوير النفس الإنسانية ، بما فيها من فضائل ونفائس ، فهذا الأب الفريد فى أبوته يقابله عقوق البنوة العجيب ، بجانب ذلك ترى شخوص تمثل النفاق والطمع والخداع والقسوة .. ويكمن إبداع "بلزاك" فى خلق تلك النماذج البشرية التى كلما طالعتها عرفت فيها الطبيعة البشرية ذات المفارقات والعجائب.