روایة "الساعة الخامسة والعشرون" للکاتب الرومانی "قسطنطین جیورجیو" من الروایات التی أحدثت ضجة کبیرة فی أوروبا کلها ، بل إن هذه الضجة لم یحدثها کتاب مماثل ، فقد نجحت فی بناء عالم افتراضی مذهل فی سعته وکابوسیته ، تحرکت شخصیاتها بین الأریاف والمعسکرات ، وبین القری والمدن ، بین القصور والمعتقلات ، بین الکنائس والبیوت ، ترحلت فی دول کثیرة مجبرة دونما أمل فی النجاة ، وانقلبت مصائرها رأساً علی عقب ، وتقلبت بها الأحوال بین الکرامة والإذلال ، والأمل والیأس ، والفقر والثراء ، والصحة والمرض ، والمقاومة والاستسلام ، تضاربت أحلامها مع واقعها المریر ، وانتهت إلی نهایات تقشعر لها الأبدان ، ومع حفاظ بعضها علی نبله ، والبعض الآخر علی نذالته ، فقد رسمت خارطة تفصیلیة للمأساة البشریة فی ظل الأیدلوجیات الشمولیة ، والحروب العبثیة ، والکراهیات العرقیة ، والتحیزات الدینیة .. وکلما توقع القارئ أن ضرراً ما قد استنفد طاقته وجد غیره لم یخطر له علی بال ، فلا ینضب معین الأشرار من أعمال السوء.