یتناول الأستاذ "محمد حسنین هیکل" من خلال هذا الکتاب "مدافع آیة الله" قصة الثورة الإسلامیة فی إیران وتحلیل أسبابها ، وقد قام هیکل بالعدید من المقابلات مع قیادات الثورة فی إیران مما مکنه من کتابة کتاب عن هذه الثورة التی اندلعت وسط بلد ینظر إلیه العالم کله بأنه "جزیرة من الاستقرار" وسط منطقة یشوبها العنف... فهیکل ینظر لهذه الثورة بأنها هی آخر فصل فی عملیة تاریخیة طویلة تعود جذورها إلی المیراث القومی والدینی للشعب الإیرانی ، تفجرت ثم أخمدت أثناء الأزمة التی نجمت عن قیام الدکتور محمد مصدق بتأمیم صناعة البترول فی بدایة خمسینات القرن الماضی ، وعند ذلک أخذت شکلاً سریاً إلی أن انفجرت بشکل نهائی فی أواخر السبعینات.. وهی من خلال هذا الشکل الذی عبر عن الثورة ، أصبحت شیئاً یتخطی دلالاتها المحلیة ، إذا أنها تضمنت العدید من العناصر التی هیمنت فی هذا الوقت ، وهی: البعث الإسلامی ، ومشکلة الطاقة ، والتوزیع الجدید لثروة العالم ، والتنافس بین القوتین الأعظم... کل هذه العناصر تضافرت لتحول منطقة الخلیج إلی منطقة الجاذبیة فی العالم ، ولاشک أن ما حدث فی إیران قد ترک أثراً کبیر علی العالم کله ، وقد لا یکون من قبیل المبالغة أن نطبق علی إیران نفس کلمات نابلیون التی أطلقها علی مصر من أنها "أکثر البلاد أهمیة".