روایة "أنوبیس" هی روایة رائعة کتبها "إبراهیم الکونی" یروی فیها قصة ولد جاء إلی الدنیا ولم یر أباه ... فکان أول سؤال یسأله لأمه وهو صغیر: "من أین جئت؟" فکان جوابها: "کما یجئ الناس" فسأل: "وکیف یجئ الناس؟" أجابت: "من أب وأم" قال: "أنت الأم، ولکنی لماذا لا أری إلی جواری الأب؟" قالت: "قدر الآباء الغیاب" خرج باحثاً عن أبیه فی الصحراء رغم الوصیة القائلة: "إیاک أن تبحث فی الصحراء عن أب! هذا یجلب النحوس" طاف الأرکان متنقلاً علی ظهور الجمال، وعابراً الصحراء برفقة بعض الأقرباء لیرتاد أبعد القبائل فی "آزجر" و"آیر" و"أضاغ" و"آهجّار" لاستنطاق الزعماء والأکابر والحکماء ففی "تینبکتو" کشف له بعض الأشیاخ عن رقع جلدیة مختفیة فی صنادیق خشبیة عتیقة.. تهرأت وتآکلت وبهت لون رموز "تیفناغ" المطبوعة علی صفحاتها، لم ییأس فحاول أن یدون کل ما یسمع من ألسنة الرواة ، فاکاً رموز ما نجا من التلف ، وترتیب أحداثها وإعادة صیاغتها باللغة العربیة... إن رحلة "أنوبی" ما هی إلا رحلة الإنسان فی هذه الصحراء التی نسمیها "العالم" ، وشقاء "أنوبی" فی بحثه عن لغزه ما هو إلا شقاء الإنسان ، وقبیلة أنوبی هی القبیلة البشریة التی لم تجد سرها منذ ذلک التاریخ البعید حتی یومنا هذا.
رواية "أنوبيس" هى رواية رائعة كتبها "إبراهيم الكونى" يروى فيها قصة ولد جاء إلى الدنيا ولم ير أباه ... فكان أول سؤال يسأله لأمه وهو صغير: "من أين جئت؟" فكان جوابها: "كما يجئ الناس" فسأل: "وكيف يجئ الناس؟" أجابت: "من أب وأم" قال: "أنت الأم، ولكنى لماذا لا أرى إلى جواري الأب؟" قالت: "قدر الآباء الغياب" خرج باحثاً عن أبيه فى الصحراء رغم الوصية القائلة: "إياك أن تبحث فى الصحراء عن أب! هذا يجلب النحوس" طاف الأركان متنقلاً على ظهور الجمال، وعابراً الصحراء برفقة بعض الأقرباء ليرتاد أبعد القبائل في "آزجر" و"آير" و"أضاغ" و"آهجّار" لاستنطاق الزعماء والأكابر والحكماء ففي "تينبكتو" كشف له بعض الأشياخ عن رقع جلدية مختفية في صناديق خشبية عتيقة.. تهرأت وتآكلت وبهت لون رموز "تيفناغ" المطبوعة على صفحاتها، لم ييأس فحاول أن يدون كل ما يسمع من ألسنة الرواة ، فاكاً رموز ما نجا من التلف ، وترتيب أحداثها وإعادة صياغتها باللغة العربية... إن رحلة "أنوبى" ما هى إلا رحلة الإنسان فى هذه الصحراء التى نسميها "العالم" ، وشقاء "أنوبى" فى بحثه عن لغزه ما هو إلا شقاء الإنسان ، وقبيلة أنوبى هى القبيلة البشرية التى لم تجد سرها منذ ذلك التاريخ البعيد حتى يومنا هذا.