کتاب "خطاب إلی العقل العربی" تحدث فیه الکاتب "فؤاد زکریا" عن الثقافة العربیة ، وینقد المفهوم السائد للأصالة والمعاصرة فی ثقافتنا العربیة ، ویطرح مفهوماً بدیلاً هو "الاتباع والإبداع" ، فالقضیة بالنسبة إلیه لیست أصالة ومعاصرة ، یلعب فیها (الزمن) عنصر الترجیح ، لکنها الاتباع والإبداع ، حیث تلعب (المصلحة) عنصر الترجیح ، فمصالح الأمم لا یختلف علیها کثیرون ، فالأمة یجب أن تکون قویة أمام أعدائها بالعلم ، کما أن أمن الأمة یعزز بالعدل بین أبنائها ، وبالتوزیع الأفضل للثروة والعدالة الاجتماعیة ، وهذه أهداف یحتاج تحقیقها إلی إبداعات تواکب الزمن. هذا الکتاب قد یغیر الکثیر من المفاهیم المتعلقة بالثقافة ، النسبیة ، الحداثة ، الأصل ، الأصالة ، الإیمان ، العلم ، الروح ، الاختیار ، القیم ، الحضارة ، الحس ، المادة ... وغیر ذلک من المفاهیم ، فالمؤلف یقول فی هذا الکتاب: * إن المثقف الحق لا یعرف الشبع ، ولا یتوقف لحظة معینة لکی یقول: لقد أخذت کفایتی! * إن الإنسان الذی یعرف معنی وجوده هو ذلک الذی یهتف فی اللحظات الحاسمة من حیاته: أنا متمرد - إذاً - أنا موجود. * فی استطاعتنا أن نعرف الکثیر عن حضارة شعب من الشعوب ، إذا تأملنا طریقة ممارسته للفنون ، بل إن هذه الممارسات الفنیة تعد - فی نظر الکثیرین - أقوی تعبیر عن الجوهر الحقیقی للشعوب.