کتاب "یتیمة الدهر فی شعراء أهل العصر" من أشهر المصنفات الأدبیة التی ألفها "أبو منصور الثعالبی النیسابوری" ، فقد قدم فیه المؤلف ترجمة وافیة لکثیر من الشعراء الذین عاصروه أو سبقوا زمنه قلیلاً ، وهذه الترجمة تختلف عما عرفناه من تراجم الشعراء الموجودة فی کتب الطبقات ، فقد قسم النیسابوری هؤلاء الشعراء حسب بلدهم أو إقلیمهم ،  فقد جمع فیه مجموعة کبیرة من شعراء البلاد الإسلامیة التی امتدت من الصین إلی المحیط الأطلسی ، واختص هذه الحقبة الزمنیة لأنها کما یقول: "أجمع لنوادر المحاسن ، وأنظم للطائف البدائع ، من أشعار سائر المذکورین ، لانتهائها إلی أبعد غایات الحسن ، وبلوغها نهایات الجودة والظرف". غایة سلسلة "یتیمة الدهر" کما قال النیسابوری خدمة اللغة العربیة التی هی لغة القرآن الکریم ، عن طریق الشعر الذی یری فیه فضلاً وعلماً ومکانة ، سماه النقاد "الیتیمة" وقالوا فیه:  "إن کتاب الیتیمة اشبه ببستان فسیح الأرجاء ، حافل بالأشجار المثمرة من کل صنف ولون وطعم". "یتیمة الدهر فی شعراء أهل العصر" هی عبارة عن سلسلة من خمسة أجزاء متفاوتة فی عدد الصفحات ، ضم فیها النیسابوری عدداً کبیراً من الشعراء والأدباء ، فهذه السلسلة مرجعاً مهماً لمن أراد أن یطلع علی شطر کبیر من الحیاة الأدبیة لهؤلاء الأدباء ، یوفر کثیراً من الوقت والجهد فی البحث من مصادر متفرقة متباعدة. قال أبو الفتوح نصر الله بن قلافس فی سبب تسمیة هذه السلسلة بالیتیمة: أبیات شعر الیتیمة .. أبکار أفکارٍ قدیمة ماتوا وعاشت بعدهم .. فلذاک سُمّیت الیتیمة